|
غلق | | مركز الدراسات والابحاث العلمانية في العالم العربي | |
|
خيارات وادوات |
سعيد الوجاني
2024 / 8 / 22
" البوليس السياسي DGST البليد قطع الكونكيسيون عن منزلي ، واجهز على صفحتي الفيسبوكية بالكامل من الهاتف النقال سأخرج الى مقهى Cyber "
--- أزمة الفكر الأيديولوجي والسياسي لمنظمات اليسار الماركسي . منظمة " الى الامام " نموذجا :
مع النهاية التي وصلت اليها جميع منظمات اليسار الماركسي ، واهمها منظمة " الى الامام " الماركسية الماوية ، بعد المحاكمة التاريخية في يناير فبراير 1977 بالدارالبيضاء ، التي تعرضت لها ، بعد ان كانت تطمح منذ تأسيسها في 30 غشت 1970 ، ان تصبح حزبا ثوريا ، يقود الطبقة ( العاملة ) و( الفلاحون ) الفقراء ( في المغرب بلد امير المؤمنين لا وجود للطبقة العاملة بالمفهوم الماركسي ، هناك فقط رعايا ،وشرح الرعايا هو العبد والعبيد ) ، كما ( لا وجود للفلاحين الفقراء ، والموجود فقط قرويون رعايا يديرهم الراعي الأول امير المؤمنين في دولة رعوية يحكمها السلطان الطقوسي ) ، نحو انجاز الثورة ، وإقامة الجمهورية الديمقراطية الشعبية ، نطرح كمحللين ومثقفين سياسيين ، مرتبطين بالشأن العام المغربي ، عن الفشل التام في تنزيل المشروع الأيديولوجي العام ، الذي وظفت كل مجهوداتها الفكرية والسياسية والتنظيمية . فهل ان أسباب الفشل يتعلق بخلل وانحراف في اطار المشروع نفسه ، او انه يتجاوز هذا الحد الى جوهر المشروع نفسه الذي تشكل منظمة " الى الامام " جزءا لا يتجزأ منه ؟ . ثم ما هي طبيعة الازمة التي عاشتها المنظمة مع باقي المجموعات اليسارية التي خططت للثورة ، وانتهاء بالجمهورية .
اذا كان الوعي بالأزمة الأيديولوجية العامة للماركسية ، قد جاء متأخرا على ما اعتقد ، أي مع سقوط ما كان يعرف بالاتحاد السوفياتي ، وجدار برلين ، وميل الصين نحو نظام السوق ، فان ازمة المنظمات اليسارية ، ومن ضمنها منظمة " الى الامام " قديمة نشأت معها ، وارتبطت بالمشروع ذاته ، مشروع تحويل جماعات طلابية ، الى حزب ثوري ينوب عن ( العمال ) وعن ( الفلاحين ) ، ثم الانتقال من التعبير الفكري والسياسي عن فئات طلابية ، الى محاولة التمثيل الطبقي والسياسي والايديولوجي للبروليتارية ، والتعبير عن مصالحها الطبقية لإنجاز الثورة ، لبناء النظام الجمهوري .
اعتقد ان التساؤل عن جوهر هذا المشروع ، في حد ذاته ، مسألة ظلت منظمات اليسار الماركسي ، وعلى رأسها منظمة " الى الامام " ترفضها ، محاولة بذلك حصر وتوجيه النقاش عن الازمة في اطار المشروع ذاته .
ان هذا الموقف ، يجسد في الحقيقة وعياً ناقصا بالأزمة . أي غير ناضج يظل في حدود البحث في النتائج ، ولا يتجاوز الى البحث في الأسباب . لقد ولّد هذا الرأي لذا العديد من مناضلي " الى الامام " الذين عاشوا ازمتها ، مراهنة مهزوزة على إمكانية تصحيح مسيرتها ، عن طريق تصحيح بعض مواقفها وممارساتها ، واشكال علاقاتها الداخلية ، والمراهنة على تغييرها من الداخل ، وهو موقف لا يخرج عن جوهر البنية الفكرية والسياسية لمختلف مجموعات الشباب المثقف ، التي كانت تعتقد بقدرتها على خلق البديل الثوري بالمغرب .
ان من المسائل النظرية المعقدة ، التي تطرح بحدة بالنسبة لكل باحث في تجربة منظمات اليسار الماركسي ، وعلى رأسه منظمة " الى الامام " ، هي مسألة الارتباط بالجماهير . أي القفزة النوعية من تنظيم طلابي الى تنظيم ( عمالي فلاحي ) وجماهري . لقد طرحت منظمة " الى الامام " على نفسها هذه المهمة منذ انشقاقها عن حزب التحرر والاشتراكية ، وتزايدت حدة طرحها خاصة في سنة 1972 ، حيث ظلت مقتنعة نظريا وسياسيا ، بإمكانية انجاز تلك المهمة ، وبقدرتها على تحقيقها ، فسعت نحو هذا الهدف لمدة تقارب الاربعين سنة او ما يزيد ، الاّ ان النتيجة كانت دائما العجز عن تجاوز تأثيرها السياسي بعض المدارس الثانوية ، وفي بعض الكليات والمدارس العليا ، مثل المدرسة المحمدية للمهندسين قبل عسكرتها .. فلماذا اذا فشلت منظمة الى الامام ، وقبلها فشلت جميع منظمات اليسار الماركسي ، في خلق وبناء الحزب العمالي الفلاحي ؟ .
ان منظمة " الى الامام " ظهرت وسط الطلبة ، وظهرت من داخل المنظمة الطلابية " ا و ط م " UNEM كفصيل طلابي لا غير ، وفي ظروف تاريخية محددة . وظهورها في هذا الوسط ، ارتبط بوضع نقابي وسياسي طلابي ، داخل الحركة الطلابية . فلم تكن بذلك غير اتجاه سياسي طلابي من بين اتجاهات سياسية طلابية ، برزت خلال تلك الفترة من القرن الماضي ، حاول كل منها بهذا القدر او ذاك التعبير عن مصالح الشبيبة التعليمية المباشرة ، وعن النزاعات الأيديولوجية التمردية بمختلف اشكالها ، التي برزت داخلها آنذاك . ومن هذا المنطلق حاول كل اتجاه توسيع تأثيره السياسي ، وتواجده التنظيمي ، وبسط هيمنته في الساحة والحقل السياسيين . هكذا كانت مجموعة " الى الامام " مرتبطة اجتماعيا وسياسيا وتنظيميا بالطلبة والتلاميذ . وان انطلاقها من هذا الموقع ، ومحاولة نقل تأثيرها السياسي والايديولوجي ، وتواجدها التنظيمي وسط الطبقة ( العاملة ) و ( الفلاحين ) ، كانت محاولة فاشلة بكل المقاييس .. ورغم ان منظمة " الى الامام " اعتقدت منذ تأسيسها ، بان خطتها وتكتيكاتها ستدفع ( الجماهير ) الرعايا ( ترجمة الرعايا تعني العبيد ، والعبيد والجياع لا يثورون ) تلقائيا الى الثورة ، الاّ انها اعتبرت نفسها منذ الوهلة الأولى ، محور النضال والتغيير في المجتمع الرعوي . وبذلك طرحت على نفسها مهمة تزعم هذا العمل الثوري ، مما جعلها تقف في نفس الخندق مع التنظيمات اليسارية الاخريات ، التي ظهرت ما بين1969 و 1974 ( منظمة الأسود الريفية لزعيمها سليم رضوان ) على نفس الأرضية الفكرية ، مع وجود بعض التمايز والاختلافات بينها ..
لقد آمنت منظمة الى الامام حتى التمام بإمكانية قيادتها ، تزعم ( الطبقات ) الثورية ، معتبرة نفسها حجر الزاوية ومحور انجاز وقيادة الثورة الشعبية . لذا فهي ظلت تعتقد ان بروزها في حد ذاته يجسد تحولا ثوريا في مجتمع خامل وجاهلي ، وتحولا تاريخيا في الوعي السياسي ( للشعب ) الرعايا المغاربي ، على غرار وعيها الذي كانت تعتبره بالوعي الثوري في بلاد ( امير المؤمنين ) .. فقامت نتيجة ذاك الاعتقاد الخاطئ بعملية اسقاط لمسار بروزها على المجتمع المخملي ككل ، مطابقة بينها كمجموعة طلابية ظهرت في شروط وظروف معينة ، وبين ( الجماهير ) الرعايا الكادحة ، معتقدة ان الرعية قد تجاوزت الأحزاب الحزبوية الملكية الاصلاحوية ، وأصبحت قاب قوسين او ادنى من اطلاق شرارة الثورة . وهذا التصور في نظرنا ، وهو تصور في مخيلة قيادة منظمة " الى الامام " ، كانت تغديه بعض المظاهر الجزئية في المجتمع آنذاك ، مثل انتفاضة بعض القبائل من اجل الأرض ، مظاهرات التلاميذ في الثانوي ، الإضرابات والمظاهرات الطلابية التي كانت ترفع شعار الثورة واسقاط النظام ، ثم حصول بعض الهزات العنيفة كانقلابات الضباط الوطنيين الاحرار في الجيش ... بعيدا عن العمل السياسي الواعي من اجل الثورة الاجتماعية .
ان هذا التطابق بين بروز منظمة " الى الامام " ، وبين بروز الوعي الثوري لذا ( الجماهير ) الرعايا ، قادها الى إيمانية عمياء ، فاعتبرت نفسها محور هذا البروز ومركزه ، ومن ثم منحت نفسها أهلية تاريخية لزعامة الثورة في بلاد ( امير المؤمنين الذي يقود الرعايا في دولة رعوية ) . هكذا اذن اعتبرت ان مسألة توسيع وتعريض تأثيرها السياسي ، وتواجدها التنظيمي ، ليشمل الطبقة ( العاملة ) ، وباقي الطبقات والفئات الاجتماعية ، لا تتعلق الا بقرار سياسي ذاتي ، يقضي بإرسال بعض أعضائها ، الى المراكز ( العمالية والفلاحية ) ، لنشر الدعوة والتبشير بالثورة ..
ان النظرة الذاتية للتاريخ ، أدت بالمنظمة الماركسية الماوية ، الى اعتبار نفسها محوره ، ومالكة للحقيقة ، وخارجه لا توجد أي حقيقة .
واذا كان الفكر الذي بلور هذا التصور ، ينطلق ظاهريا من تقديس ( الجماهير ) الرعايا ، فانه في حقيقته يجسد احتقارا سياسيا لها . فإنجاز الثورة ، وبناء الحزب الثوري الأداة الثورية ، التي ستقلب الأوضاع رأسا على عقب .. كلها في نظر الفكر اليساري ، قضايا تتعلق في نهاية الامر بالقيادة الثورية ، التي لم تكن في الحقيقة غير مجموعة من التلاميذ والطلبة ، وبعض الأساتذة والمعلمين والمهندسين . فالثورة تتوقف على صياغة شعاراتها ، ودعوة الجماهير وليس ( الرعايا ) اليها ، على يد تلك المجموعات . والحزب كأداة ثورية يتحدد من خلال قدرته على استقطاب عدد من ( العمال والفلاحين ) ، الى صفوف تلك المجموعات .
وعندما تتحدث منظمة " الى الامام " عن القيادة الثورية البروليتارية ، فهي لم تكن تقصد غير نفسها ، لمجرد انها ترفع شعارات وعبارات وصيغ من الادب الماركسي ، او من تجارب بعض الشعوب مثل الصين . وتحولها الى قوالب جامدة صالحة لجميع الظروف والاحوال . ومن خلال هذا الايمان بحتمية الثورة ، ذهبت منظمة " الى الامام " للعمال ، محاولة قيادة نضالاتهم السياسية والنقابية ، في اطار الشعار الذي كانت تردده " التجذّر " داخل الطبقة ( العاملة ) ..
لقد ذهبت منظمة " الى الامام " الى ( العمال ) ، وهي تعتقد انها ستتمكن من الوصول الى قيادتهم سياسيا وتنظيميا ، لا لشيء سوى انها تردد طروحات وصيغ ماركسية ، وترغب اراديا في الثورة . وهذا في نظرها كافيا لجعل الطبقة ( العاملة ) تسير وراءها . فالانتقال بالنسبة لها من تيار او فصيل طلابي ، الى حزب ( عمالي ) ( فلاحي ) يتم عن طريق التوجه الى تلك الطبقات بالدعاية والتحريض ، بواسطة المناشير والاستقطاب .. ولقد كانت حصيلة هذا التوجه لمدة عشر سنوات ، ورغم آلاف المناشير التي تم رميها بأبواب المعامل ، اكثر من هزيلة ، لان الرعايا التي استأنست عيش الرعية / العبيد لا تثور ابدا . وهل الجياع الذين يبحثون عن طرف خبز في المزابل ، سيثورون ؟
ان تشكيل تنظيم طلابي فكرا وممارسة ، والنزوع به نحو قيادة الطبقة ( العاملة ) ، هو موقف مثالي لا علاقة له بالماركسية اطلاقا . بل هو من صميم الأيديولوجية " الماركوزية " التي انتشرت في العالم بعد ثورة المثقفين والطلاب في مايو 1968 ، أي بعد النكسة في سنة 1967 ، والتي تمنح الطلبة دور القيادة السياسية في عملية التغيير ، بدل الطبقات الاخريات التي يؤهلها واقعها الموضوعي ، القيام بهذا الدور .
ان منظمة " الى الامام " كمجموعة يسارية ، برزت وسط الطلبة والتلاميذ والمثقفين ، كان من الطبيعي ان تتأثر بالإيديولوجيات المختلفة الموجودة في المجتمع ، او المتسربة اليه كالفوضوية النقابية ، او النزعة المغامرة ، او الاناركية ، او أيديولوجية النخبة المثقفة من " غيفارية " و" كاستروية " ... الخ ، وان تتأثر كذلك بطبيعة القطاع الذي ظهرت فيه ، الطلبة والتلاميذ ، الذي يتسم بعدم الاستقرار الاجتماعي والسياسي ، والهامشية في علاقته بالإنتاج ، صغر السن ، انعدام التجربة الاجتماعية والممارسة السياسية ... الخ . فكل هذه المميزات وغيرها كثير ، تجعل تعامله مع الواقع تعاملا ثقافيا بالأساس ، انسجاما مع دوره الاجتماعي كقطاع وظيفته أولا وقبل كل شيء ثقافية ..
ان تنظيما ينشأ ويتربى وسط هذا القطاع ، لابد وان يجسد في فكره وممارساته ، السمات العامة للثقافة ويتأثر بها ، وذلك شيء طبيعي تماما ، إذ ان التنظيمات ليست مستقلة عن الوسط الاجتماعي ، والطبقي ، والسياسي الذي تتواجد فيه ، بل ان دورها في الصراع الاجتماعي دورا حاسما . ان هذه الميزة الأساسية ، طبعت موقف وممارسة منظمة " الى الامام " ، وباقي المجموعات اليسارية الأخرى منذ نشأتها . فلقد تعاملت مع مفهوم الثورة انطلاقا من نماذج جاهزة روسية او صينية او غيرها ، بحيث شكلت النماذج الجاهزة نقطة محورية في الفكر الأيديولوجي والسياسي لمجموعة منظمة " الى الامام " . فالثورة المغربية بالنسبة لها ستكون تكرارا لشريط الثورة في روسيا ، بما في ذلك انتفاضة 1905 التي فشلت . وهذه كانت تسمى عند المنظمة ، بالانطلاقة الثورية التي لابد من وجهة نظرها ، من فشلها لنجاح الثورة المغربية ، نجاح الثورة العمالية الروسية في سنة 1917 .
بعد سنة 1972 ، اصبح النموذج الصيني في الثورة ، هو التصور الاستراتيجي لذا قيادة منظمة " الى الامام " ،من قواعد حمراء متحركة ، الى قواعد حمراء ثابتة ، الى غير ذلك من الاشكال الثورية التي مرت بها الثورة الصينية التي تبنتها منظمة " الى الامام " و" حركة لنخدم الشعب " ، بطريقة مبتذلة وكصيغة جامدة . هكذا نجد ان هذا التعامل الكتبي مع الواقع المغربي الطقوسي والجاهل ، أدى الى ان تأت اغلب المواقف والتصورات التي بلورتها ، لا علاقة لها بالأوضاع في المغرب ، وبالتطورات التي عرفها . وغالبا ما كانت تنظيراتها السياسية تقف على النقيض تماما مع الواقع العيني ، مثل تقييمها للوضع السياسي بعد احداث 3 مارس 1973 . فهي اعتبرت ان أي شيء لم يتغير في البلاد ، وان ازمة النظام ما زالت قائمة ، وعزلته الطبقية والسياسية تتعمق ، وان الجماهير تعيش مدا نضاليا ثوريا متصاعدا ... الخ . فكل هذه التقييمات ، كانت في الوقت الذي كان فيه المغرب ، قد تمكن من تجاوز التناقضات التي عاشها على اثر انقلاب الضباط الوطنيين الاحرار في سنة 1971 و 1972 ، فاتجه نحو اختيارات اقتصادية جديدة كالمغربة ، ورفع عائدات الفوسفاط ، واسترجاع أراضي المعمرين ، وصدور قانون الاستثمار ... الخ . فكل هذا الجديد ، هيأ أسس تحالف الحكم مع البرجوازية ، هذا التحالف الذي عبر عن نفسه بشكل واضح عندما تمكن النظام من طرح قضية الصحراء ، التي حققت اجماعا من حوله . وفي هذا الصدد يمكن تفهم الأسباب التي لعبت دورا رئيسيا في صياغة مقررات المؤتمر الوطني الاستثنائي في يناير 1975 ، واستعداد يمين 23 مارس بالالتحاق بهذا العنوان في كنف النظام .. مع استمرار مجموعة منظمة " الى الامام " متشبثة بأطروحتها من الصحراء . وهنا نطرح السؤال . هل كان موقف منظمة " الى الامام " و حركة "لنخدم الشعب " ، ويسار منظمة 23 مارس بالسجن ، على صواب ، عندما اعترف النظام المخزني بحل الاستفتاء وتقرير المصير في نيروبي 1 ، وفي نيروبي 2 ، امام مؤتمر منظمة الوحدة الافريقية OUA ، وعندما تقدم بحل الحكم الذاتي الذي رفضته جبهة البوليساريو ، ورفضه معها كل العالم . بل ماذا عن اعتراف الملك محمد السادس بالجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية ، وامام العالم ، ليصبح عضوا بالاتحاد الافريقي الذي ساهمت الدولة الصحراوية في تحرير جزء من قانونه الأساسي . بل ماذا عندما اعترف علانية وامام العالم الملك محمد السادس بالحدود الموروثة عن الاستعمار ، وهو هنا يقر الاعتراف بجزائرية الصحراء الشرقية ، ويعترف بعدم مغربيتها .. فاين هذه المواقف التي يصدق عليها وصف الخيانة ، من موقف منظمة " الى الامام " ، وموقف حركة " لنخدم الشعب " ، وموقف يسار " 23 مارس " . فمن الخائن الحقيقي هنا ؟ .. بل ان الملك محمد السادس اصدر ظهيرا وقعه بيده يقر ويعترف فيه بالجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية ويعترف بالحدود الموروثة عن الاستعمار ، وزاد الملك في تحديه للرعية التي رعيته ، ان نشر الاعتراف هذا بالجريدة الرسمية للدولة العلوية عدد : 6539 / يناير 2017 ..
الآن الوضع والتطورات المتلاحقة ، غيرت من الشروط ومن الأسباب ، فاصبح ما كان محرما بالأمس حلال اليوم ، وما كان حلالا ، اصبح محرما .. والسؤال : لماذا انتهى كل شيء ، وبقي فقط وحده الملك في الساحة ولو رمزيا ؟ .. ثم لماذا رغم الازمة الاقتصادية الخطيرة ، الجميع ساكت ، وكأن الأوضاع بخير ، في حين ان الوضع الاجتماعي جد خطير ، ويمكن ان ينقلب في اتجاهات اناركية ، او ما شابه ذلك .. ان دور القصر في افراغ المعارضة البرجوازية الصغيرة وما فوق الصغيرة ، والمتوسطة وما فوق المتوسطة .. ، هو سبب الوضع الحالي الغير مفهوم ، بل الغامض .. وما يؤثر في الوضعية الجفاف ، والتهديد بانقطاع الماء عن الساكنة ، والغلاء الغير مقبول ، واهم واخطر هذه المشاكل هذه المشاكل ، يبقى موضوع صراع الصحراء الغربية ، الذي يهدد نظام الملك محمد السادس ، بالسكتة القلبية المفاجئة ..
( يتبع )