|
غلق | | مركز الدراسات والابحاث العلمانية في العالم العربي | |
|
خيارات وادوات |
رحيم فرحان صدام
2024 / 8 / 22
ان أي باحث لن يتمكن ان يفهم حمى التاريخ التي تسمم العلاقات السنية الشيعية اليوم الا اذا اخذ بنظر الاعتبار جهود ابن تيمية وتراثه واثره على الثقافة الإسلامية المعاصرة.
كان لابن تيمية باع واسع في مختلف العلوم الإسلامية كالتفسير والحديث والفقه وعلم الكلام ، وهو الذي بعث التراث الحنبلي في بلاد الشام ، بعد ان فقد الحنابلة مكانتهم العلمية والاجتماعية والسياسية، لصالح المذهب الشافعي والعقيدة الاشعرية في العراق . ومع ان ابن تيمية لم يكن مؤرخا ، الا انه ترك اثره على كتابة التاريخ الإسلامي، بما اثاره من جدل ضد اهل البيت عليه السلام وشيعتهم في تفسير احداث صدر الإسلام وبعض الحقب الأخرى المثيرة للخلاف بين الشيعة والسنة لا سيما العصر الاموي، وكما ورث مقته الشديد للشيعة للعديد من حملة الثقافة السنية اللاحقين .
ولد ابن تيمية في مدينة حران في بلاد الشام بعد تدمير المغول بغداد بخمسة أعوام ، وقبل تدميرهم مدينة حلب بثلاثة أعوام. وعندما بلغ السادسة من عمره هرب به اهله من مسقط راسه في حران بعد اقتراب الغزو المغولي منها ، وهاجر والده مع اسرته الى دمشق خوفا من المغول.
وجعلت منه نشأته في هذا السياق الدامي المفعم بالصراع ، وخلفيته الحنبلية الناصبية التي لا تعرف الحلول الوسطى ولا الفكر التركيبي ، احد ابرز المدافعين عن التسنن المعادي لأهل البيت وشيعتهم شراسة واندفاعا .
وقد صحب ابن تيمية جيوش المماليك في حربها ضد الشيعة سنة (705 هـ / 1306 م)
وشارك في مذبحة كسروان ضد شيعة لبنان ، وسوغ لهم ارتكاب تلك الجريمة النكراء في رسالة مفصلة الى السلطان المملوكي الْمَلِكِ النَّاصِرِ ، واعتبرها "غزوة شرعية كما امر الله ورسوله ، بعد ان كشفت أحوالهم وأزيحت عللهم وأزيلت شبههم وبذل لهم من العدل والانصاف مالم يكونوا يطمعون به." ينظر : ابن تيمية : مجموع الفتاوى (28/ 403).
وللكلام بقية ...
تعليقات
حول الموضوع
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي المركز وإنما تعبر عن رأي أصحابها |
|
هل ترغب بالتعليق على الموضوع ؟ |