|
غلق | | مركز الدراسات والابحاث العلمانية في العالم العربي | |
|
خيارات وادوات |
ياسر جابر الجمَّال
2024 / 8 / 21
الرمز والرمزية حالة من الخفاء وعدم الوضح، لماذا؟ هل هناك ما يُمكن أن يفسر به الرمز بخلاف هذا؟ ربما، لكن رؤيتي أن الترميز آليه في الكتابة بطريقة مغايرة للحقيقة بشكل ما، سوء كان هذا ناتجًا عن اتقاء أو إخفاء أمور معينة، لذلك قالوا أعذب الشّعر أكذبه، وهو ما خالف الحقيقة، وفي القصَّة القصيرة نجد ذلك بصورة كبيرة، والسيد حافظ استخدم هذه التقية في عديد من النصوص محاولا إدانة الواقع من خلال سلطة اللغة وممارسة التمرد بها وفق آلياتها المرنة الَّتي تعطي ذلك.
يقول السّيد حافظ في قصة "الخيانة" في كل صباح وعلى مدى أعوام طويلة يبصق الوطن في وجهه صباحًا ومساء!! ذات يوم قرر أن يرد الإهانة فاستيقظ مبكرًا وبصق في وجه الوطن مرة واحدة فقبضوا عليه صباحًا، حاكموه ظهرًا، أعدموه مساء.. بتهمة الخيانة!!" ( )
في هذا النص يوضح لنا السّيد حافظ "إن دلالات الرمزية تشير إلى معنى ثاو وكامن في فراغات النص السّردي الَّذي يشتغل عليه المبدع، لكي يُنتج دلالة ثانية تتجاوز الدلالة الأولى الَّتي أنتجها ذات الرمز في سياقه العام."( )
إنّ الوطن ليس قطعة أرض أو مجموعة من البنيات أو غير ذلك من الأمور، وإنما الوطن هو الَّذي نعيش فيه ويعيش فينا، نحتمي به ويحمينا ونحميه، واستخدام الدوال الرمزية في التعبير عن الوطن يؤدي إلى " تحول لغة القصَّة ومعاجمها إلى دوال رمزية، وأقنعة سيميائية وإيحاءات دالة، ومؤشرات. نصية مفتوحه "
وقد استخدم السّيد حافظ الترميز في مؤشر واضح على تعدد الأقنعة الَّتي يريد إيصالها للمتلقي، فالوطن لا يبصق على وجه أحد، وإنما هي الاستعارات والمجازات والتي هي في النهاية أساس الرمزية، السّيد حافظ يريد أن يقول لنا إنّ الذين يقومون على الوطن، ومخول لهم هذا الأمر يتبولون على الناس في الصّباح والمساء، ولا مانع في الغداء حتَّى تعم المساوة على الشّعب وينعم بالعدالة، وإذا تكلم هذا الشّعب فإنه إلى مقاصل الجلاد سائر لا محالة.
تعليقات
حول الموضوع
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي المركز وإنما تعبر عن رأي أصحابها |
|
هل ترغب بالتعليق على الموضوع ؟ |