العرب يرقصون في عتمة لبنان

كاظم فنجان الحمامي
2024 / 8 / 20

شهدت لبنان انقطاعا شاملا في الكهرباء بعد توقف وحداتها الإنتاجية في معامل الزهراني، التي خرجت عن الخدمة جراء نفاد الوقود الاستراتيجي. وهكذا انقطع التيار الكهربائي عن جميع الأراضي اللبنانية بما فيها المرافق الأساسية وبينها المطار والمرفأ والسجون. .
فعلى الرغم من التزام العراق بمهام تجهيز لبنان بالوقود، فان تأخر التجهيز يعزى هذه المرة لأسباب فنية ولوجستية تتعلق بالنقل بواسطة الشاحنات الحوضية، عبر مسارات برية طويلة وغير آمنة، تبدأ من مصفى الدورة في بغداد وتمر بالبادية العراقية، ثم تقطع الارض السورية من شرقها إلى غربها وصولا إلى لبنان. .
فأعلنت الجزائر عن استعدادها الفوري لتزويد لبنان بالوقود اللازم لتشغيل محطات الكهرباء وبلا مقابل، وسوف يكون التجهيز عن طريق السفن الناقلة للبترول. وهذا يعني ان السفن مرغمة على قطّع مسافة 3.184,51 كيلومترا عبر مياه البحر الأبيض المتوسط. .
لكن الطامة الكبرى ان البلدان العربية القريبة التي لديها حدود بحرية وبرية مباشرة مع لبنان (مصر والأردن) لاذت بالصمت، ولم تهرع لتقديم الحد الادنى من الدعم، بل ان صحفها وفضائياتها انتهزت الأزمة فصبت جام غضبها على الشعب اللبناني الداعم للمقاومة، في حين لم يتوقف الجسر البري بين عمان وتل ابيب. ولم يتوقف الجسر البحري بين الموانئ المصرية وميناء حيفا. .
لقد تعالت لهجة الشماتة والخذلان في معظم العواصم الداعمة لإسرائيل. .
يمنعون تزويد لبنان بالنفط بتعليمات اسرائيلية لمعاقبة بيروت على مساندتها لغزة. قمة الذل والخنوع، اتفوا كلهم على فرض حصار جديد ضد الشعب اللبناني. .
لم تكن مشكلة الكهرباء في لبنان وليدة الساعة. بل نتاج أزمات ثقيلة غرقت فيها بيروت منذ ثلاثة عقود. وعجزت الحكومات المتعاقبة عن احتواءها والسيطرة عليها، فلجأت إلى حلول مؤقتة اشتملت على توقيع اتفاقية استيراد الوقود من العراق عام 2021. .
تقبع بيروت اليوم في ظلام دامس وسط تراكم الأزمات المالية والسياسية ناهيك عن خطر اندلاع الحرب مع الكيان المحتل المدعوم عربيا ودوليا. .
ليرقص العرب على وحدة ونص وعلى مزامير الحريديم فهذا ديدنهم. لكن بيروت لن ترقد أبدا في كهوف الظلام طالما الشعب الجزائري يضيء منارات الأخوة والوفاء بكل ما لديه من خير وعطاء. .

حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي