السقوط في الحفرة ذاتها

كاظم فنجان الحمامي
2024 / 8 / 20

يقول ابن سيرين في تفسيره لأحلام السقوط في الحفر العميقة: (انه دلالة على وجوب الابتعاد عن المسارات القديمة الموحشة، وإذا رأى الشخص أنه وقع في حفرة ثم خرج منها سالماً، فتلك إشارة على وجود فرصة اخرى لتجاوز العثرات والكبوات والإخفاقات). .
اما في واقعنا السياسي المريب فإن اصرار بعض الاحزاب العراقية على السقوط مراراً وتكراراً في الحفرة ذاتها من دون أن يتعلّموا من هفواتهم المتكررة، فإنهم سوف يعرضون البلاد برمتها الى حتمية التكهف في قعر تلك الحفرة إلى أبد الآبدين. .
تقيس الشعوب فاعلية القوى السياسية بمؤشرات نجاحها في تحقيق افضل النتائج في معظم المجالات الميدانية على الصعيدين (النظري والتطبيقي)، ولدى الشعوب قدرات فطرية موروثة لتقييم مراحل المضي نحو تحقيق الاستراتيجيات المدروسة، وتقييم علاقات المكونات السياسية بالجماهير. وبالتالي فان خمول تلك المكونات وتراجع مؤشراتها الوطنية هو الذي سوف يرسم صورتها في المرحلة القادمة. .
قد يتبدل الوزراء، وقد تتغير تشكيلة مجلس النواب، لكن استئساد المدراء المفسدين وبقاءهم في عروشهم التنفيذية، واستمرار إخفاقاتهم، وشراهتهم نحو إبرام العقود المشبوهة، ومواصلتهم العبث بمقدرات البلاد تحت الغطاء الذي توفره لهم الولاءات والمحاصصات وما إلى ذلك من الدعم اللامحدود، سيضع الشعب كله على مفترق طرق. اما ان يذهب معهم إلى الهاوية، وإما ان يسعى بنفسه نحو التغيير بمعزل عنهم. .
ربما يظنون إنهم اذكياء لأنهم استطاعوا الضحك على عامة الناس، لكنه من الغباء ان يضحكوا على من أعطوهم الثقة واعتبروهم من النبلاء، نريدهم الآن الإجابة على هذا السؤال: ما الذي سنفعله عندما يكون تقدمنا على أيديهم في المسارات نفسها ؟. وعندما تكون خيارات العودة إلى الوراء اشد عتمة من بصيص الأمل ؟. وعندما نقف على حافة هاوية الحاضر وضبابية المستقبل ؟. .
كبرنا بالعمر ومازلنا نحمل دفاتر الأمنيات والأحلام من دون أن نشعر اننا كبرنا في العمر، ولم تسعفنا العملية السياسية في تحسين أجواء هذا المناخ الفوضوي المزعج. حتى قفز بنا الزمن إلى فضاءات الشعارات الخدّاعة ثم هبطنا بلا مظلة على سطوح تغلي بالأزمات. . .

حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي