عباس بوجه مختلف في أنقرة

كاظم فنجان الحمامي
2024 / 8 / 18

دُهشنا كلنا عندما سمعنا محمود عباس يقرأ كلمته في انقرة عندما ظهر علينا بوجه مختلف تماما عن وجهه في رام الله. فعلى الرغم من التماثل الكبير بين الصورتين من حيث البشرة الصفراء، والوجه المنتفخ، والجسم المترهل، والصوت الغرابي المخنوق. جاء كلامه مختلفا تماما عن مواقفه الخسيسة في الايام الطويلة التي تجرعت فيها غزة الموت غصة بعد غصة حيث كان يقف خلف نتنياهو واحيانا يتمسح بأذياله. .
اما تحت سقف البرلمان التركي فكان (عباس) مختلفا في صورته. .
فقد اختلفت كلمته في تركيا الأمريكي عن كلمته في الكونجرس. وظهر بصورة عنترة بن شداد العبسي. حمل سلاح المقاومة. تدرع بدروعها. صار ليثا امام احفاد أرطغرل وفرسان الأناضول. يذرف الدموع. متأثرا بأهوال غزة ومآسيها. يطالب بنصرة المقاومة ورفع الحصار عنها. ويناشد مجلس الأمن بمنحه تأشيرة دخول إلى غزة، بدلا من ان يطالب صديقه الحميم (السيسي) بفتح معبر رفح واستقباله في محطة فيلادلفيا التي صارت في قبضة جيش القطعان. .
شاهده العالم كله وهو يبكي بدموع التماسيح حزنا وألما على غزة. فبعد عشرة شهور على حملات الابادة تذكرها عباس. لم يتذكرها في مقر إقامته في الضفة. بل تذكرها في انقرة. ولم يفكر بزيارة مدينة القدس القريبة منه، بل فكر بها فور وصوله الباب العالي. .
أنا شخصيا اضم صوتي إلى صوته واطالب العالم كله بنقل (عباس) على جناح السرعة إلى جباليا وخانيونس والشجاعية وإرساله إلى مخيمات الجياع في رفح. حتى يتبول عليه أطفال غزة. ويبصق الكبار في وجهه، وتنهال عليه النساء بالشباشب والقنادر العتيقة. .
العالم كله خرج بمظاهرات عارمة في الساحات والشوارع تضامنا مع غزة باستثناء عباس وجنوده. لم يكلف نفسه إطلاق كلمة واحدة يحتج فيها على تصريحات سموتريتش. ولم يتحرك نحو مسجد قبة الصخرة مثلما تحرك (بن غفير) عندما اقتحم المسجد بالقوة. بل لم يفكر بالصلاة في المسجد. وكان وراء قرار طرد الشيخ (عكرمة) وحرمانه من الصلاة لستة اشهر. ولم يذهب إلى جنين التي لا تبعد عن بيته سوى بضعة أمتار. .
لولا طوفان الأقصى لبقينا مخدوعين بدموع محمود عباس. ولولا المحن لظلت السلطة الفلسطينية تفتح المزادات لبيع ما تبقى من فلسطين. ولولا الرياح العاتيات لبقيت الأوراق الصفراء بجانب الخضراء تدعي الجمال والثبات. .

حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي