إسمه (ذو يزن)... في تذكر الشهيد عبدالفتاح إسماعيل

نقوس المهدي
2024 / 7 / 31

فلا وراءك ملهى = ولا أمامك مصرف
فلا من البعد تأسى = ولا على القرب تأسف
لأن همك أعلى = لأن قصدك أشرف
لأن صدرك أملى = لأن جيبك أنظف
* عبدالله البردوني - قصيدة مصطفى


قد نزعم - بدون ادنى مبالغة- بأن جنات عدن كانت حقيقة على وجه حضرموت، و ليست ضربا من الخيال أو اختراعا من ألاعيب المجاز ، بها حوريات حسان و سلطانات لم يطمثهن جني ولا إنسان، و فيها من كل جميل وحسن مثنى ، و تجري من تحتها أنهار الخمر والعسل خالدين فيها ، حين كانت اليمن السعيد سعيدة ، و جمهورية و جنوبية و شعبية و اشتراكية و ديمقراطية و شيوعية و أممية ، حازت الشعر كله ، ولها سد منيع ، قبل ان تصل دول الخليج الى ما وصلت اليه الآن من بذخ مزيف ، و فخفخة مستوردة ، تخوض حروبا رجعية بالوكالة عن الامبريالية الامريكية و الصهيونية العالمية بالمنطقة ، و تصدر الإرهاب ، وتوزع الفكر الوهابي الظلامي الرجعي الطائفي الأصولي والمتزمت على الفقراء بالمجان ، و تفرخ الفتاوى الملغومة بهوس الجنس و الحرمان و الجهل للمكبوتين من العربان

تذكر كتب التاريخ كيف كانت عدن قبلة و محجا للمفكرين التقدميين و للشعراء المصطهدين ، و عاصمة كونية لكل الشعوب المستعبدة ، و مثالا للجمهوريات الثورية الصاعدة ، ترفل في العز و الرخاء ، لا رخاء اليسر ، وعز الدلال ، و بسط العيش و سعته ، لكن أقصد أطيبه و أرغده، حيث الايديوليوجيا لا تقوم بتعويم الجماهير في الماء البارد ، و حيث الكفاف و الطمأنينة و القناعة و الفرح و الرضا يسكن الأفئدة ، و المحبة تملأ البطون ، و إذا ضاق عيش اليوم على امرئ فإنه يصبر الى الغد ، و هو قرير العين مبسوط البال بأن الرزق آت لا محالة ، و المستقبل زاهر و مشرق ، و الأولاد يتعلمون ، و البركة موفورة ، والخير يفيض برا وبحرا ، و الكل يشارك في بناء الوطن ، دون أدنى تفكير بنهاية التاريخ ، و لا بما سوف يأتي به الغيب ، و النساء سواسية مع الرجال يجلسن بالمقاهي ويكتبن الشعر ويجادلن في ساس يسوس ، و يحملن السلاح معا ، ويخضن حروب عصابات طويلة الامد دفاعا عن الأنوثة ، ضد " كلخ " الإمامة و شبح الانقسام و الطمع في خيرات البلد و ما ولد.

عبدالفتاح إسماعيل الجوفي أكبر من ان تحصره التعريفات المبتسرة لكنانيش الحالة المدنية، شاعر سياسي تقدمي ومنظر وقائد ميداني من طراز رفيع ، ولد في يوليو 1939م في محافظة (تعز) شمال اليمن . تلقى تعليمه في عدن ، عمل في مصفاة لتكرير النفط من عام 1957م إلى 1961م ، ساهم في تأسيس حركة القوميين العرب في جنوب اليمن ، في عام 1961م أصبح معلما في مدرسة بعدن ، يعتبر أحد مؤسسي الجبهة القومية للتحرير في 14 أكتوبر 1963م ، تفرغ للعمل الثوري و أصبح قائدا للجناح العسكري لجبهة التحرير القومية الذي يحمل اسم (فدائيين) في عدن.

و قد عرف اليمن احدى اهم الجمهوريات الشيوعية ، و كان الحزب الشيوعي اليمني الفتي نموذجا يحتدى به بين باقي الاحزاب الشيوعية بالعالم و بالمشرق العربي ، قبل أن تهوي تباعا بعد انهيار الاتحاد السوفياتي . و حين نذكر هذا الحزب العتيد ، لاننسى أن نذكر زعيم الثورة و مهندسها الرئيس سالم ربيع علي (سالمين) الذي قال: (إننا جميعاً حريصون على أن تظل الثورة تختط الطريق الواضح و الجاد الذي دائما يخدم مصلحة الجماهير من عمال و فلاحين و صيادين، و إذا كانت بعض القوى تحاول أن تعرقل مسيرة الثورة ، فإن ذلك سنة التاريخ ، فلكل ثورة ثورة مضادة ، و نحن نؤمن أننا طالمنا سلكنا الطريق الصحيح ، فإن اعداءنا لن يتركونا و سيحاولون وضع العراقيل أمام كل الترتيبات التي نعملها في مصلحة الشعب المحروم الذي عاش 129 عاماً مكبوت الحرية .. مسلوب الإرادة.. و يجب أن نكون أكثر تصميماً و إيماناً بالثورة .. و نكون جنوداً مخلصين لها ، و أن نراقب كل الناس في السلطة.. و نراقب كل الناس في التنظيم لأننا نؤمن أننا إذا كبتنا الجماهير و عزلناها عن تحمل المسؤولية ، فإن ذلك يعني أننا نسير في طريق غير صحيح ، سبق أن سلكته الكثير من البلدان و فشلت في أن تحقق أبسط القضايا المهمة و الضرورية للجماهير الكادحة من عمال و فلاحين و صيادين فقراء. )

و قد قتل سنة 1986 في سيناريو مشابه لاغتيال الرئيس سلفادور الليندي ، وقتل سالمين بطريقة مأساوية برصاص الاصدقاء الاعداء ، وقتلت الثورة في الخليج واهب اللؤلؤ والمحار والردى

حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي