بوشعيب

محمد طالبي
2024 / 7 / 13

الساعة العاشرة الا ربع صباحا بمقهى"باليما" علي و سعبدة يجلسان في انتظار قدوم حليمة و بوشعيب.المقهى ممتلئ عن اخره بزبناء من مختلف الاعمار,غالبتهم تنتمي الى الطبقة المتوسط ة متأنقون،أغلب الرجال يضعون ربطات عنق،حليقو الوجوه،ستراتهم ومعاطفهم مكوية بعناية.روائح العطور الراقية تملا المكان..نساء في كامل زيناتهن،يجلسن الى جنبا الى جنب الرجال.. بائع الجرائد و الكتب على بعد مترين من المقهى،لديه زوار كثر يتصفحون الكتب و الجرائد بعضهم يسترق النظر في وجوه زبائن المقهى.."علي" طلب قهوة "كابوتشينو" فيما "سعيدة" طلبت كوب عصير برتقال..بعد خمس دقائق من الانتظار."رحمة" ومعها بوشعيب يطلان من الدرج،يتهامسان ويضحكان.جلس "بوشعيب" بالقرب من" علي" دون سلام او كلام ، "رحمة" عانقت "سعيدة" باستها على خدها،
-"سمحو هاد العروبي ديال بوشعيب ماعندو صواب" . قالت رحمة معاتبة بوشعيب على سلوكه الغير اللائق و عدم تقديم التحية و السلام على اصدقاء "رحمة".
نهض بوشعيب من مكانه اقترب من "سعيدة" انحنى نصف انحنائة،أخد يدها وقبلها،ثم وضع قبلة على خدها،القبلة كانت حارة وطويلة..أحست "سعيدة" ان القبلة لم تكن بريئة،نظرت باتجاه "علي"،كان متشنجا و ساخطا و بالكاد تمالك اعصابه. سعيدة لكي لا تزيد من تونر الاجواء اخفت تدمرها،بابتسامة مصطنعة،خاطبت "رحمة" قائلة:
-هلا تحدثنا في التفاصيل،القرض؟،فائدته كم؟ ومدة تسديده؟
-قبل ان نتحدث في القرض و التفاصيل،ساحدث "علي" على انفراد لمدة خمس دقائق..رد بوشعيب،مقاطعا كلام سعيدة.
بوشعيب رجل بدوي.شاءت الاقدار ان تتوسع مدينة "تمارة "و يصل تصميم تهيئة المدينة في صيغته الجديدة الى ارضه المتواجد بالمجال القروي.الارض التي ورثها عن ابيه،وكونه الوريث الوحيد لعدة هكتارات، فقد سمحت له فرصة بيع جزء يسير من الاراضي،لشركات،متخصصة في السكن الاقتصادي.حصل بعدها على ثروة لاباس به،ثم اسس شركة لانتاج الدواجن ونجح نجاخا باهرا في تجارته،اصبح رقما جديدا في الطبقة السفلى من اغنياء العاصمة..اصبح مهووسا بالشرب،وفانتسامات الجنس،
علي و بوشعيب يسيران في صمت مريب لا يحدثان بعضهما البعض،وصلا قرب باب البرلمان،توقف بوشعيب عن السير. وضع يده على كتف "علي" نظر في عينيه مباشرة ثم خاطبه قائلا:
-شوف يا "علي" حنا رجال بحال بحال، ما عندي ما نخبي عليك.."سعيدة" كاتعجبني وبغيتها,
قبل أن ينهي كلامه احس بدوار مفاجئ، لم يستيقظ الا وهو في عيادة طبية،عينه اليسرى،تألمه كثيرا . بالكاد يستطيع فتحها،سأل الطبيب،-وهو احد اصدقاءه- عما وقع،،ردت عليه رحمة
-يظهر انك تمازحت،مع الشخص الخطأ.علي ملاكم ممتاز بلكمة واحدة كاد يزهق روحك.
"علي" و "سعيدة" بشقتهما على فراش الزوجية.الصمت سيد الموقف.اسئلة كثيرة و متعددة تحاصر الزوجين الشابين..ترى مادا طلب بوشعيب من"علي"؟ مادا قالت "رحمة" ل "سعيدة"؟ هل سيبلغ "بوشعيب البوليس عن الاعتداء؟ هل سيعتقل على؟.
-طز في السجن..ساقتله حتى. و ليكن ما يكون.علي في مونولوغ

حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي