الحسن المثنى وتأويل حديث الغدير

رحيم فرحان صدام
2024 / 7 / 4

المقدمة
تميزت كتب اهل السنة غالبا بانها كتبت في ظل الخلفاء الامويين والعباسيين او بطلب منهم لتشريع خلافتهم او للرد على مخالفيهم لا سيما المعارضين لخلافتهم من اهل البيت عليهم السلام؛ لذلك تميزت هذه الكتب بالتجاهل التام لأهل البيت ولا تكاد تذكرهم الا من باب الافتراء عليهم بأنهم نفوا امامة علي بن ابي طالب واهل بيته وانهم ليسوا علماء، والادعاء بأنهم مدحوا ابي بكر وعمر وعثمان ومعاوية ، وكأنهم يقولون من فمك ادينك ، وبعد ذلك ينتهي الامر فلا يكادون يذكرونهم الا قليلا .
ومن نتائج تلك السياسة ما نسبوا الى الحسن المثنى ابن الحسن السبط فقد لفقوا له عددا من الاقوال التي نسبها له يعض المنحرفين عن اهل البيت .
ترجمة الحسن المثنى :
هو الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب، أبو محمد ، الهاشمي .
وكان وصيّ أبيه ووليّ صدقة جده صدقات أمير المؤمنين (عليه السلام)، في وقته، حضر مع عمه الحسين (عليه السلام)، يوم الطف، فلما قتل الحسين (عليه السلام) وأسر الباقون من أهله، جاءه أسماء بن خارجة، فانتزعه من بين الأسارى، وقال: والله لا يصل إلى ابن خولة أبدا، فقال عمر بن سعد: دعوا لأبي حسان ابن أخته، وقد اسر و به جراح، قد أشفى منه.
وكان الخليفة عبد الملك بن مروان يهابه. واتهم بمكاتبة أهل العراق وأنهم يمنُّونه بالخلافة، فبلغ ذلك الخليفة الوليد بن عبد الملك، فأمر عامله بالمدينة بجلده، فلم يجلده العامل، وكتب للوليد يبرئه. وكانت إقامته ووفاته في المدينة نحو سنة (90 ه/ 708 م) (1)
روى ابن سعد في كتابه الطبقات الكبرى عن الحسن المثنى ، أنّه سُئل عن حديث الغدير ودلالته على الإمامة أنكر ذلك حيث قال ابن سعد:" أَخبَرنا شَبابَةُ بن سَوّارٍ الفَزاريُّ، قالَ: أَخبَرَني الفُضَيلُ بن مَرزوقٍ، قالَ: سَمِعتُ الحَسَنَ بنَ الحَسَن يَقول لِرَجُلٍ مِمَّن يَغلو فيهم ويحَكُم:
قالَ: فَقالَ لَهُ الرّافِضيُّ: أَلَم يَقُل رَسولُ الله صَلى الله عَليه وسَلم لِعَليٍّ: مَن كُنتُ مَولاَهُ فَعَليٌّ مَولاَهُ؟ فَقالَ: أَما والله أَن لَو يَعني بِذَلِكَ الإِمرَةَ والسُّلطانَ، لأَفصَحَ لَهُم بِذَلِكَ، كَما أَفصَحَ لَهُم بِالصَّلاَة والزَّكاة وصيام رَمَضانَ وحَجّ البَيت، ولَقالَ لَهُم: أَيُّها النّاسُ، هَذا وليُّكُم مِن بَعدي، فَإِنَّ أَنصَحَ النّاس كانَ لِلنّاس رَسولُ الله صَلى الله عَليه وسَلم، ولَو كانَ الأَمرُ كَما تَقولونَ، إِنَّ اللهَ ورَسولَهُ اختارا عَليًّا لِهَذا الأَمر والقيام بَعدَ النَّبيّ عَلَيه السَّلاَمُ، إِن كانَ لأَعظَمَ النّاس في ذَلِكَ خَطيئَةً وجُرمًا إِذ تَرَكَ ما أَمَرَهُ بِه رَسولُ الله صَلى الله عَليه وسَلم أَن يَقومَ فيه كَما أَمَرَهُ أَو يَعذِرَ فيه إِلَى النّاسِ." (2)
وقد علق الشاعر معروف الرصافي على هذه الرواية بما نصه :" لعمري ان انصاف الناس في هذه المسألة هو الحسن المثنى بن الحسن السبط "(3)
والرصافي لا ديني (4) ، ومع ذلك فهو طائفي مقيت (5) ، اشتهر بنصب العداوة للإمام علي عليه السلام، وعلى تعبير الدكتور علي الوردي :" الانسان العراقي اقل الناس تمسكا بالدين وأكثرهم أنغماسا بين المذاهب الدينية فتراه ملحدا من ناحية وطائفيا من ناحية أخرى" (6).
كما ان الرصافي يمتاز بقلة الاطلاع على التاريخ الإسلامي وقلة مصادره اذ لا تتجاوز مصادره ومراجعه (32) كتاب . (7)
كما انه ليس لديه معرفة بعلم الحديث والجرح والتعديل والطبقات والتراجم والانساب ولا موارد ومناهج المؤرخين ، ويعتمد التشكيك والنفي الكيفي من دون دليل او مرجع تاريخي او علمي .
وقد نقل هذه الرواية من كتاب السيرة الحلبية (8) للحلبي ومؤرخ جماع من دون ملكة عقلية نقدية او علمية، والحلبي نقلها من كتاب الطبقات الكبرى لابن سعد من دون الاشارة اليه .
والرصافي قبل ان يكون لا دينيا كان سلفيا فبقيت اثارها في عقله لا سيما النصب والعداء للإمام علي ومحاولة اسقاط كل فضائله ، كما نقل الرواية الزركلي في كتابه الاعلام وقبلها بكل سذاجة لكونه سلفي ايضا (9).

اما الاستاذ احمد الكاتب الذي يمتلك عقلية نقدية جيدة لنقد التراث الشيعي لكنه يفقد تلك الملكة العقلية النقدية امام التراث السني فيقبله بكل سذاجة ومن دون نقد او تحليل او بحث في الاسانيد وميول واتجاهات المؤلفين وكأنه سلفي يقبل بكل التراث السني ؛ ولذلك صدق هذه الرواية وبكل حماس ومن دون تمحيص وادعى تعدد مصادرها فذكر من مصادر الرواية ابن سعد في الطبقات الكبرى (10) ، وابن عاصم في كتابه جزء ابن عاصم الثقفي (11) ، وابن عساكر في تاريخ دمشق (12).(13)
والحقيقة ان جميع هذه المصادر التي ذكرها احمد الكاتب تنقل عن مورد واحد اذ نقل ابن سعد وابن عاصم عن شبابة بن سوار الفزاري ، وابن عساكر نقل الرواية عن البيهقي (14) الذي نقلها عن ابن سعد - من دون الاشارة اليه- عن شيخه شبابة بن سوار الفزاري .
نلاحظ ان مصدر هذه الرواية هو ابن سعد (15) الذي اعتمد عليه اغلب المؤرخون والمحدثون وهو بصري النشأة والمسكن، وذو ميول عثمانية ؛ لذلك طعن في اصحاب الامام علي كالحارث الهمداني (16) ، وحبة العرني (17) ، وابي عبد الله الجدلي (18) ، كما بتر الحديث المنسوب الى النبي عن معاوية بن ابي سفيان الذي ورواه ابن أبي الحديد عن الجعل الكاغدي-وهو الحسين بن علي بن إبراهيم أبو عبد الله البصري المتوفى سنة (367 ه/ 978م) المتكلم المعتزلي - حول طعن رسول الله بأبي سفيان ومعاوية ولعنه لهم وتنبؤه بتسلط : معاوية على الأمة إذ قال ابن أبي الحديد ما نصه :" وروى شيخنا أبو عبد الله البصري المتكلم عن نصر بن عاصم الليثي (19) عن أبيه قال أتيت مسجد رسول الله صلى الله عليه واله والناس يقولون نعوذ بالله من غضب الله وغضب رسوله فقلت ما هذا قالوا معاوية قام الساعة فأخذ بيد أبي سفيان فخرجا من المسجد فقال رسول الله صلى الله عليه واله
( لعن الله التابع والمتبوع رب يوم لأمتي من معاوية ذي الأستاه ) ." (20)
ولم يذكر ابن أبي الحديد الكتاب الذين نقل منه هذه الرواية مكتفياً بذكر مؤلفه ابو عبد الله البصري ، ويبدو انه كتاب نقض السفيانية لأنه نقل عنه رواية أخرى والكتاب ألف للطعن في آل أبي سفيان عامة ومعاوية خاصة (21) .
يعود الفضل لابن ابي الحديد في وصول هذا الحديث الينا بصورة صحيحة ؛ لان كتاب نقض السفيانية من الكتب الضائعة ؛ ولان أقدم كتاب نقل هذه الرواية هو الطبقات الكبرى لابن سعد ولكنه اخفى نص الحديث وذكر الرواية بصورة مبتورة فقال ما نصه :" عَنْ نَصْرِ بْنِ عَاصِمٍ اللَّيْثِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: دَخَلْتُ مَسْجِدَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَأَصْحَابُ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم يَقُولُونَ: نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ غَضَبِ اللَّهِ، وَغَضَبِ رَسُولِهِ. قُلْتُ: مَا هَذَا؟ قَالُوا: مُعَاوِيَةُ مَرَّ قُبَيْلَ أَخَذَ بِيَدِ أَبِيهِ - وَرَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلَى الْمِنْبَرِ - يَخْرُجَانِ مِنَ الْمَسْجِدِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِيهِمَا قَوْلًا " (22) .

ولم يذكر الحديث كاملا ، وأبدله بقوله :" فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِيهِمَا قَوْلًا " ولم يبين قول النبي في معاوية وأبيه أبي سفيان ؛ والسبب في ذلك ان ابن سعد ،عثماني الهوى ، اموي النفس، وفيه انحراف عن الامام عليه السلام فلم يرغب ان يمس معاوية وابي سفيان؛ ولذلك اخفى نص الحديث حفاظاً على كرامة معاوية .
اذن لا يمكن الاعتماد على روايته عن الحسن بن الحسن كونه انفرد بها ؛ ولأنه عثماني الهوى ؛ وكذلك لأنه لم يكن امينا في النقل يحرف القول عن مواضعه .
اما الراوي الذي اعتمد عليه ابن سعد في النقل عن الحسن المثنى فهو شبابة بن سوار الفزاري، بالولاء، أبو عمرو: من رجال الحديث. أصله من خراسان.
سكن المدائن، وأقام مدة ببغداد، وتوفي بمكة سنة (206هـ /821 م). كان يقول بالإرجاء (23) . وهو غير ثقة في الحديث اذ طعن به ابن حنبل (24) ، وَقَالَ أَبُو حَاتِم :" لَا يحْتَج بِهِ" (25)
كما ذكره العقيلي في كتابه الضعفاء الكبير فقال عن حديث رواه " وَهَذَا لَيْسَ بِشَيْءٍ" (26) فضلا عما تقدم فقد ضعفه ابن عدي في كتابه الكامل في ضعفاء الرجال. (27)
فضلا عما تقدم فان انتسابه لفرقة المرجئة (28) وهي عقيدة اموية يؤكد ان الرجل ذو ميول اموية وخصم لأهل البيت عليهم السلام فكيف نعتمد روايته عنهم وهو عدوا للعلويين عامة ؟!!!
فضلا عما تقدم فان اسمه الحقيقي مروان ويكنى بابي معاوية (29) ، مما يؤكد انه عثماني الهوى ، اموي النفس ، منحرف عن الامام علي (30) فلا يقبل روايته عن اهل البيت عامة الا من فقد عقله او اعممت الطائفية بصره وبصيرته.
اما شيخه فهو فضيل بن مرزوق العنزي مولاهم، الكوفي، المتوفى سنة (160 ه / 778 م).
الذي وردت جميع طرق الرواية عنه فهو احد الضعفاء فقد ذكره ابن عدي في كتابه الكامل في ضعفاء الرجال (31) ، وقال ابن حبان عنه :" منكر الحديث جدا، كان ممن يخطئ على الثقات، ويروي عن عطية (32) الموضوعات". (33)
وقال الحاكم: " فضيل بن مرزوق ليس من شرط الصحيح، عيب على مسلم إخراجه في الصحيح". (34)
وبذلك يتضح ان رجال الاسناد ضعفاء مطعون فيهم لا يعتمد عليهم وبذلك تسقط الرواية .
والسؤال الذي يفرض نفسه من هو الرجل الذي سأل الحسن المثنى ؟ ام انه مجهول الهوية ؟!.
اما مصطلح الرافضي نسبة الى الرافضة الذي ذكره ابن سعد ظهر لأول مرة سنة (122ه /740 م)، وقبل هذا التاريخ لم يعرف أحد هذا الاسم. وقالوا: إنّ زيد بن علي سمّاهم بذلك، عندما خرج بالكوفة سنة (122ه) .(35) ولم يذهب أحد إلى سبق هذا الاسم واشتهاره قبل هذا التاريخ والحسن المثنى توفي في سنة (90ه / 708 م) تقريبا، مما يدل على بطلان الرواية .
اما القول المنسوب الى الحسن المثنى زورا وبهتانا :" أَما والله أَن لَو يَعني بِذَلِكَ الإِمرَةَ والسُّلطانَ، لأَفصَحَ لَهُم بِذَلِكَ ... ولَقالَ لَهُم: أَيُّها النّاسُ، هَذا وليُّكُم مِن بَعدي" فهذا يعني عند ابن سعد ومن لف لفه ان النبي اذا قال عن الامام علي :" وَلِيُّكُمْ بَعْدِي" يعني الخلافة والامرة والسلطان ، والحديث رواه احمد بن حنبل في مسنده(36) وابن حنبل كان معاصرا لابن سعد ، ورواه النسائي في كتابه السنن الكبرى فقال «لَا تَقَعَنَّ يَا بُرَيْدَةُ فِي عَلِيٍّ، فَإِنَّ عَلِيًّا مِنِّي، وَأَنَا مِنْهُ، وَهُوَ وَلِيُّكُمْ بَعْدِي»(37) ، ورواه في كتابه الخصائص الكبرى بصيغة:( علي وليكم من بعدي) (38) فهل سيقبلون بذلك ام يتكلفون التأويل التعسفي واللف والدوران ؟ ام على قلوب اقفالها ؟!!!

المصادر والمراجع

(1) للمزيد يراجع عنه ابن عساكر، علي بن الحسن الشافعي، (ت 571هـ/1277م)، تاريخ مدينة دمشق، دراسة وتحقيق: علي شيري، دار الفكر ،(بيروت ـ 1995).(13/ 61).
(2) ابن سعد، محمد بن سعد بن منيع الزهري مولاهم (ت 230هـ/837 م)، الطبقات الكبرى، تحقيق : إحسان عباس ، دار صادر، (بيروت ـ د.ت). (5/ 320) ؛ ابن عاصم ، محمد بن عاصم بن عبد الله الأصبهاني، أبو جعفر الثقفي مولاهم (ت 262 ه/ 876 م) ، جزء محمد بن عاصم الثقفي ، تحقيق وتخريج: مفيد خالد عيد ، الناشر: دار العاصمة، الرياض – السعودية ، الطبعة: الأولى، 1409هـ (ص: 126).
(3) الرصافي : معروف عبد الغني (ت 1945)، الشخصية المحمدية او حل اللغز المقدس ، منشورات الجمل ، المانيا 2002م ، ص 41.
(4) يقول الرصافي : لقنت في عصر الشباب حقائقاً..... في الدين تقر دونها الافهامُ
ثم انقضى عصر الشباب وطيشه.....فاذا الحقائق كلها أوهام
ينظر : ديوان الرصافي ، بيروت ، 1945. ج2 ص412 .
(5) الرصافي ، الرسالة العراقية في السياسة والدين والاجتماع ، منشورات الجمل ، بغداد ، الطبعة الأولى ، 2007 . ص 47.
(6) علي الوردي ، شخصية الفرد العراقي ، بغداد ، الطبعة الأولى ، 1951 . ص 47 .
(7) الرصافي ، الشخصية المحمدية ، ص 765.
(8) الحلبي ، نور الدين علي بن إبراهيم بن أحمد (ت 1044ه / 1635م)، السيرة الحلبية = إنسان العيون في سيرة الأمين المأمون ،الناشر: دار الكتب العلمية – بيروت ، الطبعة: الثانية - 1427هـ .(3/ 387).
(9) الزركلي، خير الدين (ت 1976م)، الأعلام ، قاموس تراجم، دار العلم للملايين، ط 5، ( بيروت -1980 م). (2/ 187).
(10) الطبقات الكبرى. (5/ 320).
(11) جزء محمد بن عاصم الثقفي (ص: 126).
(12) ابن عساكر، تاريخ دمشق (13/ 69).
(13) ينظر : https://www.youtube.com/live/H_fqzZUlQ-4?si=g23u587pZBktpDVp
(14) البيهقي، أبو بكر أحمد بن الحسين الكسروجردي، (ت458هـ/1064م)، الاعتقاد ، المحقق: أحمد عصام الكاتب ، الناشر: دار الآفاق الجديدة – بيروت ،الطبعة: الأولى، 1401 (ص: 356).
(15) وهناك مصدر اخر معاصر له هو محمد بن عاصم الثقفي ذكر الرواية باختلاف طفيف بنفس المضون وبنفس الاسناد ينظر: ابن عاصم ، جزء محمد بن عاصم الثقفي (ص: 126).
(16) حَبَّةُ بْنُ جُوَيْنٍ الْعُرَنِيُّ مِنْ بَجِيلَةَ ، كوفي تابعي ، كانَ من أصحاب عليّ ابن أبي طالب ، وشهد معه مشاهدَه ، وثقه العجلي ، وضعفه ابن سعد لكونه من شيعة علي عليه السلام ، تُوُفِّيَ سَنَةَ (76 هـ / 695 م) . للمزيد يراجع عنه : ابن سعد ، الطبقات الكبرى (6/ 177) ؛ العجلي ، أحمد بن عبد الله بن صالح ( ت 261هـ / 874 م ). معرفة الثقات، تحقيق عبد العليم عبد العظيم البستوي ، ط1، مكتبة الدار ، ( المدينة المنورة- 1985 ).(1/ 281) .
(17) هو عَبْدَةُ بْنُ عَبْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الجدلي، ضعف ابن سعد روايته في الحديث النبوي بقوله:" وَيُسْتَضْعَفْ فِي حَدِيثِهِ"؛ لآنه : " شَدِيدَ التَّشَيُّعِ" على تعبيره ، وشكك في دوره في ثورة المختار وانفاذه بني هاشم فقال ما نصه :" وَيَزْعُمُونَ أَنَّهُ كَانَ عَلَى شُرْطَةِ الْمُخْتَارِ فَوَجَّهَهُ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ فِي ثَمَانِمِائَةٍ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ لِيُوقِعَ بِهِمْ وَيَمْنَعَ مُحَمَّدَ ابْنَ الْحَنَفِيَّةَ مِمَّا أَرَادَ بِهِ ابْنُ الزُّبَيْرِ" للمزيد ينظر: ابن سعد ، الطبقات الكبرى (6/ 228).
(18) نصر بن عاصم الليثي: من أوائل واضعي علم النحو ، توفي سنة (89 هـ/ 708م). للمزيد يراجع عنه : ابن خلكان، شمس الدين أبو العباس أحمد بن محمد البرمكي، (ت 681هـ/ 1287هـ) ، وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان، تحقيق: إحسان عباس، دار صادر، ط4، (بيروت ـ 2005).ج 2 ص32.
(19) قال ابن أبي الحديد: " ذي الأستاه قالوا يعني الكبير العجز " ينظر : ابن أبي الحديد، عز الدين عبد الحميد بن هبة الله المدائني (ت 656هـ/1263م)، شرح نهج البلاغة، كلام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام)، جمعه: الشريف الرضي، تحقيق: محمد أبو الفضل، المكتبة العصرية، (بيروت-1959م).ج4، ص33 .
(20) شرح نهج البلاغة ج 10 ص33.
(21) ابن سعد ، الطبقات الكبرى ج 7 ص78 .
(22) ابن سعد ، الطبقات الكبرى ج 7 ص78 .
(23) المرجئة هم فرقة كلامية تنتسب إلى الإسلام، خالفوا رأي الخوارج في مرتكب الكبيرة وغيرها من الأمور العقدية، وقالوا بأن كل من آمن بوحدانية الله لا يمكن الحكم عليه بالكفر، لأن الحكم عليه موكول إلى الله وحده يوم القيامة، مهما كانت الذنوب التي اقترفها. وهم يستندون في اعتقادهم إلى قوله تعالى (وَآخَرُونَ مُرْجَوْنَ لِأَمْرِ اللَّهِ إِمَّا يُعَذِّبُهُمْ وَإِمَّا يَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ)الآية 106 سورة التوبة والعقيدة الأساسية عندهم عدم تكفير أي إنسان، أيا كان، ما دام قد اعتنق الإسلام ونطق بالشهادتين، مهما ارتكب من المعاصي، تاركين الفصل في أمره إلى الله تعالى وحده، لذلك كانوا يقولون: لا تضر مع الإيمان معصية، كما لا ينفع مع الكفر طاعة. وقد نشأ هذا المذهب في أعقاب الخلاف السياسي الذي نشب بعد مقتل عثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب، وعنه نشأ الاختلاف في مرتكب الكبيرة. فالخوارج يقولون بكفره والمرجئة يقولون برد أمره إلى الله تعالى إذا كان مؤمنا، وعلى هذا لا يمكن الحكم على أحد من المسلمين بالكفر مهما عظم ذنبه، لأن الذنب مهما عظم لا يمكن أن يذهب بالإيمان، والأمر يرجأ إلى يوم القيامة وإلى الله مرجعه. ويذهب الخوارج، خلافا للمرجئة، إلى أن مرتكب الكبيرة مخلد في النار. ينظر: الشهرستاني، أبو الفتح محمد بن عبد الكريم، (ت 548هـ/1154م) ، الملل والنحل، صححه وعلّق عليه، أحمد فهمي محمد ، دار الكتب العلمية، ط8، (بيروت ـ 2009).1/139.
(24) ابن عدي : عبد الله بن عدي بن عبد الله الجرجاني ( ت 365 هـ / 975 م)، الكامل في ضعفاء الرجال، تحقيق د.سهيل زكار، دار الفكر، ط3، (بيروت-1409هـ/ 1988 م). (5/ 71) ؛ ابن الجوزي، أبو الفرج عبد الرحمن بن علي القرشي (ت597هـ/1204م) ، الضعفاء والمتروكون ، المحقق: عبد الله القاضي ، الناشر: دار الكتب العلمية - بيروت، الطبعة: الأولى، 1406ه. (2/ 37).
(25) الذهبي، شمس الدين: محمد بن أحمد بن عثمان التركماني (ت 748هـ/1357م)، المغني في الضعفاء، دار الكتب العلمية ، بيروت ،1997 . (1/ 293).
(26) الطبقات الكبرى ج 7 ص78 .
(27) ابن عدي، الكامل في ضعفاء الرجال (5/ 71).
(28) ابن عدي، الكامل في ضعفاء الرجال (5/ 71).
(29) ابن عدي، الكامل في ضعفاء الرجال (5/ 71).
(30) قال الذهبي:" أَنَّهُم عُثْمَانِيَّةٌ، فِيْهِمُ انْحِرَافٌ عَلَى عَلِيٍّ". ينظر : سير أعلام النبلاء، أشرف على تحقيق وخرّج أحاديثه: شعيب الأرناؤوط، ، دار الرسالة ، ط9، (بيروت ـ 1993). (11/ 47).
(31) ابن عدي، الكامل في ضعفاء الرجال (7/ 128).
(32) عطية بن سعد بن جنادة، العوفي الجدلي القيسي الكوفي ، وهو من رجال الحديث، يعدّ من شيعة أهل الكوفة. خرج مع ابن الأشعث سنة (82 هـ / 701 م) . ثم لجأ إلى فارس. واستقر بخراسان بقية أيام الحجاج، فلما ولي العراق عمر بن هبيرة سنة( 103ه / 722 م) أذن له في القدوم فعاد إلى الكوفة ، وتوفي بها سنة (111هـ/ 729 م) . روى عن عبد الله بن العباس، وعبد الله بن عمر، وغيرهما من صحابة الرسول. عده الكلبي حجة في تفسير القرآن. وكان يأتي في تفسيره للتعبيرات المشبهة بتأويلات مجازية مثل مجاهد. للمزيد يراجع عنه ابن سعد : الطبقات الكبرى 6/ 212 - 213؛ ابن قتيبة ، أبو محمد عبد الله بن مسلم، (ت 276هـ/883 م). المعارف ، تحقيق: ثروة عكاشة ، دار الكتب العلمية ( بيروت – 1960م). ص 259.
(33) ابن حبان ،محمد بن حبان بن أحمد التميمي (ت354 هـ / 965 م)، المجروحين من المحدثين والضعفاء والمتروكين ، المحقق: حمدي عبد المجيد السلفي، الناشر: دار الصميعي – الرياض (2/ 210).
(34) الذهبي ، ميزان الاعتدال في نقد الرجال، دراسة وتحقيق: الشيخ علي معوض، الشيخ عادل أحمد، شارك في تحقيق : د. عبد الفتاح أبو رسن، دار الكتب العلمية، (بيروت ـ 1995). (3/ 362).
(35) الطبري، أبو جعفر محمد بن جرير، (ت 310هـ/922م) ، تاريخ الرسل والملوك، الناشر: دار التراث – بيروت، الطبعة: الثانية - 1387هـ (7/ 160).
(36) ابن حنبل، الإمام أحمد بن محمد الشيباني ( ت 241هـ/855 م)، مسند الإمام أحمد بن حنبل ، تحقيق شعيب الأرنؤوط ، مؤسسة الرسالة ، الطبعة : الثانية ، (بيروت -1420هـ / 1999م ). (38/ 118)، فضائل الصحابة، تحقيق وصي الله محمد عباس، ط1، مؤسسة الرسالة، (بيروت - 1983). (2/ 688).
(37) النسائي، أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب، (ت 303هـ/909م) ، السُنن الكبرى، تحقيق: عبد الغفار سلمان، سيد كسروي حسن، دار الكتب العلمية، (بيروت ـ 1991). (7/ 441) ؛ ابن حجر ، أحمد بن علي بن حجر العسقلاني (ت 852هـ/1459م)، فتح الباري شرح صحيح البخاري، دار المعرفة، (بيروت - 1379ه). (8/ 67).
(38) النسائي ، خصائص أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (كرّم الله وجهه)، حققه ووضع فهارسه: محمد هادي الأميني، مكتبة نيزي الحديثة، (طهران ـ د.ت)، ص ٩٨.

حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي