|
غلق | | مركز الدراسات والابحاث العلمانية في العالم العربي | |
|
خيارات وادوات |
مازن كم الماز
2024 / 6 / 15
تنتمي قصص شهريار و شهرزاد و سندريللا إلى القرون الوسطى عندما كان الملك على رأس تراتبية المجتمع و المنظومة بل كان هو هي و هي هو حسب كلمات لويس الرابع العاشر ، لكن البشرية تتقدم مع ذلك ، فاليوم يغازل الجميع الرجل المتوسط بل و بعضهم على اليسار يغازل الرجل البسيط حتى ، اليوم شهرزاد ممثلة أو مغنية حسناء ممتلئة أو نحيفة حسب الرغبة و شهريار لاعب كرة قدم أو مغني مشهور وسيم أو مثقف بملامح كئيبة و بكاب و بقميص غيفارا أو بكوفية فلسطينية و كما كان الملك / الخليفة / السلطان / القيصر يحكم و يملك و يقتل و يستولي باسم خير الرجل البسيط فان المثقف اليوم أيضًا يدافع عن الرجل البسيط بتفاني لا يختلف كثيرًا عن تفاني حكامه السابقين منذ فجر البشرية أو فجر الحضارة منذ اختراع القصور و السجون
يسجل لماركس و فرويد تحديدًا تحطيم العلاقة الميتافيزيقية الرومانسية بين الرجل البسيط المحكوم و حكامه و تعريتها من كل رتوش و رغم الانتكاسات التالية على يد غرامشي و فانون فإن هذه العلاقة لا يمكن أن تستمر اليوم دون بروباغندا تطور وسائلها بلا نهاية للاستمرار بترويج نفس الهراء السابق في أشكال جديدة و دون قمع يزداد أتمتة و توغلًا داخل الروح مع تحرير مساحات من الجسد لصالح استعباد البشر من دواخلهم
و مكان المقاتلين الغلادييتر الذين كانوا إلهام روما و جماهيرها حتى أبعد مستعمراتها مترامية الأطراف و الذين كانوا يتنازلون عن حريتهم بل و يقامروا بحياتهم نفسها في منافستهم على نظرات الإعجاب الجماهيرية و المال السخي سواءً القادم من القياصرة أو من الجماهير التي تصرخ بإعجاب في لحظات الهياج المتواصلة الملطخة بدماء هؤلاء حتى الذروة أو القذف الشعوري في لحظة الذبح الدموية ، استبدل هؤلاء في وقت لاحق بعازفين و موسيقيين و مغنيين أوبراليين كانوا يضحون بذكورتهم مقابل ما كانوا يحصلون عليه من إرضاء النبلاء و الجماهير على حد سواء و اعتبر هذا "تنويرًا" ، اليوم يتجسد هؤلاء الغلادييتور في لاعبي كرة القدم الذين يقضون سني شبابهم تحت ضغط فتاك لا يرحم ، صراخ الملاعب و شتائم الأنصار قبل الخصوم مقابل ذات الجائزة التي كان يحصل عليهم أسلافهم المقاتلون و بقدر أقل من المخاطر و نجومية هؤلاء إلى جانب نجومية منتجي المحتوى على السوشيال ميديا هي رمز الديمقراطية المتأرجحة اليوم أو المحتضرة ربما
و خلافًا لكل من يزعم أن البشر جاهزون للحرية اليوم فهم ليسوا كذلك ، و هذا تحدي حقيقي لما تبقى من عمر أو تاريخ البشرية … خلافًا لكل الهراء عن الإنسانية فلولا السلطة و الثروة ، و الحسناوات أحيانًا ، لما ثار إنسان و النخب المعارضة الطامعة بالسلطة هي وحدها من لا يكترث لتفاصيل و شروط هذه التجربة الإنسانية و نتائجها القريبة و البعيدة أما البشر العاديون فهم وحدهم المطالبون باقتحام هذا النقاش و خوض هذه المغامرة حتى النهاية بغض النظر عن تلك النهاية غير المضمونة بل و شديدة الخطورة التي قد تكون أكثر خطورة من الخنوع لأشنع الطغاة و أتفههم
تعليقات
حول الموضوع
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي المركز وإنما تعبر عن رأي أصحابها |
|
هل ترغب بالتعليق على الموضوع ؟ |