تجد بعض كردنا إسرائليين أكثر من الإسرائليين

بير رستم
2024 / 6 / 8

كتبت بوستاً تحت عنوان؛ "مواقفكم المزدوجة تدينكم أخلاقياً وسياسياً!" وقلت فيه ما يلي: إذا أردت أن تعرف مصداقية أحدنا والمعايير الأخلاقية لديه، حاول أن تقارن مواقفه من كل من تركيا وإسرائيل بخصوص اعتداءاتهم المتكررة ضد الشعبين الكردي والفلسطيني حيث أي تبرير لطرف وإدانة الطرف الآخر سيكشف مدى هشاشة الموقف وإزدواجيته وهذا ما نلاحظه بوضوح خطاب ما تسمى ب"المعارضة السورية" حيث التبرير للموقف التركي وإدانة للموقف الإسرائيلي مع أن الكرد أو الطرف المرفوض تركياً، كما يدعون؛ أي جماعة الإدارة الذاتية وقسد لم تهاجم على الجانب التركي، كما فعلت حماس في 7 أكتوبر حينما هاجمت على المدنيين وحينها قمنّا بإدانة العملية الإرهابية، بينما هؤلاء المدافعين عنها اليوم، وجدوا فيها "غزوة" من غزوات الأجداد و"السلف الصالح". طبعاً لا نبرر الاعتداءات الإسرائيلية وخاصةً مع توحشها ضد المدنيين وإنما فقط نذكر البعض بمواقفهم السابقة وبقراءاتهم الخاطئة حينها مع إرهاب حماس وحالياً في إزدواجية المعايير والأخلاق وهم يدينون مواقف إسرائيل، بينما وبنفس الوقت يبررون لتركيا اعتداءاتها ضد روژآڤا وشمال شرق سوريا مع أن حماس هي من أشعلت شرارة هذه الحرب، كما ذكرنا، بينما الإدارة كانت وما زالت تطالب بالسلام مع الجميع ومن ضمنها تركيا.. نعم إنها التبعية والإرتزاق السياسي لدى مدعي الثورجية السورية. بالمناسبة هناك بعض كردنا تراهم يدافعون عن إسرائيل بطريقة جد غبية على غرار جماعة الثورجية ودفاعهم عن تركيا!

للأسف جاءت بعض التعليقات جد سلبية، مما دفعني لكتابة التالي: أحياناً تجد بعض كردنا وكنوع من رد الفعل؛ بأنهم يهود وإسرائيليين أكثر من اليهود أنفسهم وذلك على مبدأ ملكيين أكثر من الملك حيث تجد الواحد منهم يريد تهجير كل الفلسطينيين من الجغرافيا وذلك تحت دعوى؛ أن العرب جاؤوا لهذه المنطقة واحتلوها من خلال الغزوات أو ما سمي ب"الفتوحات الإسلامية" ومع أن ذاك القول لا ينطبق تماماً على الفلسطينيين، كونهم من الشعوب القديمة في المنطقة مع اليهود وهم ليسوا عرباً بالأساس، بل استعربوا مثلهم مثل الفراعنة المصريين والكثير من شعوب المنطقة ولكن وعلى افتراض أن هؤلاء الفلسطينيين فعلاً هم جاؤوا لتلك الجغرافيا مع الغزوات الإسلامية، لكن هذه تعود لأكثر من ألف وأربعمائة عام، يعني معقول بعد كل هذه الفترة وتقول لشعب بأنك غير أصيل ويجب أن ترحل منها؟!

طيب وعلى نفس المبدأ هناك جغرافيا واسعة كان الأرمن هم الغالبية فيها وبعد المجازر التي أرتكبت بحقهم قبل أكثر من مائة عام باتت تلك المناطق ذات غالبية كردية ونعتبرها جزء من كردستان، فهل ستوافقون بتهجير الكرد منها، كما تطالبون بتهجير الفلسطينيين.. طبعاً هذا ليس دفاعاً عن أحد ضد الآخر، وبالتالي ليأت أحمق غبي ويشتمني بأهلي، كما فعلها أحد السفهاء وأجبرني على حظره، بل هي مطالبة بحق الجميع في حياة حرة كريمة، بمعنى إننا لا نطالب أن يتم تهجير أي شعب ولا إنكار حق أحد، بل نطالب بحل كل هذه القضايا العرقية والطائفية من خلال دول علمانية ديمقراطية تضمن حق الجميع بحياة حرة كريمة، يعني أقل فترة لقدوم آخر الشعوب للمنطقة هم الأتراك وتزيد عن ألف عام فمعقول نقول؛ بأن هذا الشعب أصيل والآخر دخيل.. فعلاً العنصرية جزء من شخصية الانسان الشرقي المبتلى بالأيديولوجيات العنصرية

يا أخي هذه سويسرا هي بأربعة لغات وثقافات مختلفة وأحد هذه المكونات الأربعة نسبتهم السكانية هي 0.5% من سكان سويسرا؛ أي بحدود أربعين ألف نسمة فقط لا غير، يعني أقل من سكان مدينة من مدننا ورغم ذلك لغتهم وهي الرومانش تعتبر من اللغات الوطنية الأربعة إلى جانب الإيطالية والألمانية والفرنسية لغات وطنية معترف بها دستورياً ولهم كانتونهم الخاص؛ غراوبوندن ولهم علمهم وبرلمانهم الخاص بالكانتون.. طيب شو مشكلة شعوبنا أن لا تكون لكل شعب من شعوبها حكوماتها وبرلماناتها وأعلامها ولغاتها الوطنية المعترفة بها، إن لم تكن المشكلة في عقلياتنا وأيديولوجياتنا العنصرية التي نحن مبتلين بها؟!

حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي