|
غلق | | مركز الدراسات والابحاث العلمانية في العالم العربي | |
|
خيارات وادوات |
رحيم فرحان صدام
2024 / 5 / 25
السيد احمد الكاتب المحترم من خلال متابعتي لك لاحظت ان ملكة النقد لديكم تعمل فقط في نقد روايات وكتب الشيعة ، اما كتب اهل السنة لا سيما المنحرفين منهم عن اهل البيت فتغيب ملكة النقد لديكم تماما الى حد السذاجة في قبول روايات خصوم اهل البيت عليهم السلام ، واضرب لكم مثلا قلت ان الامام الباقر قال :"
«يَا جَابِرُ، بَلَغَنِي أَنَّ قَوْمًا بِالْعِرَاقِ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ يُحِبُّونَنَا وَيَتَنَاوَلُونَ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، وَيَزْعُمُونَ أَنِّي أَمَرْتُهُمْ بِذَلِكَ، فَأَبْلِغْهُمْ أَنِّي إِلَى اللهِ مِنْهُمْ بَرِيءٌ، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَوْ وُلِّيتُ لَتَقَرَّبْتُ إِلَى اللهِ تَعَالَى بِدِمَائِهِمْ لَا نَالَتْنِي شَفَاعَةُ مُحَمَّدٍ إِنْ لَمْ أَكُنْ أَسْتَغْفِرُ لَهُمَا، وَأَتَرَحَّمُ عَلَيْهِمَا، إِنَّ أَعْدَاءَ اللهِ لَغَافِلُونَ عَنْهُمَا»
ولم تشر الى مصدرها ، ولدينا عدة ملاحظات على هذه الرواية :
1. هذه الرواية نقلتها من كتاب حلية الأولياء وطبقات الأصفياء لابي الفرج الاصفهاني المتوفى سنة (430 هـ / 1038 م) وهو من اعلام القرن الخامس الهجري، أي انه متأخر جدا فبينه وبين الامام الباقر ما يقارب ثلاثة قرون ولم ينقلها من كتاب بل بالأسناد مما يدل على انها ظهرت في القرن الخامس الهجري !!!.
2. ان المؤلف ناقل الرواية من اهل السنة الذين لا يذكرون الائمة الا لمجرد الادعاء انهم يحبون ابي بكر وعمر وينسب الاقوال لهم في الثناء عليهم وينتهي الامر، اي انه يذكرهم لغرض طائفي لمجرد القول ان ائمة اهل البيت يثنون على ابي بكر وعمر ولا يكادون يذكرونهم ابدا بعد ذلك ، وهذا منهج عام عند ابن سعد وابن عساكر وابن خلكان والذهبي وابن كثير وغيرهم ، لذلك يصعب قبول روايتهم .
3. ان المؤلف نقل الرواية بالأسناد الاتي :
" حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ حُبَيْشٍ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ لِي مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ: «يَا جَابِرُ، بَلَغَنِي أَنَّ قَوْمًا بِالْعِرَاقِ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ يُحِبُّونَنَا وَيَتَنَاوَلُونَ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، وَيَزْعُمُونَ أَنِّي أَمَرْتُهُمْ بِذَلِكَ، فَأَبْلِغْهُمْ أَنِّي إِلَى اللهِ مِنْهُمْ بَرِيءٌ، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَوْ وُلِّيتُ لَتَقَرَّبْتُ إِلَى اللهِ تَعَالَى بِدِمَائِهِمْ لَا نَالَتْنِي شَفَاعَةُ مُحَمَّدٍ إِنْ لَمْ أَكُنْ أَسْتَغْفِرُ لَهُمَا، وَأَتَرَحَّمُ عَلَيْهِمَا، إِنَّ أَعْدَاءَ اللهِ لَغَافِلُونَ عَنْهُمَا» "(1).
ان الراوي في هذه السلسلة السندية هو أحمد بن عبد الله بن يونس التميمي بالولاء، المكْنَى بأَبي عَبْدِ اللَّهِ، الكوفي المسكن. توفي سنة (227 هـ / 841 م). (2)
وثقه المحدثون ووصفوه بالصَدُوقً وعبر عنه ابن سعد بأنه" صَاحِبَ سُنَّةٍ وَجَمَاعَةٍ" (3) وهو التعبير الذي يستعمله علماء الحديث لتوثيق النواصب المعادين للإمام علي عليه السلام؛ لذلك يجدر الحذر من مروياته التاريخية التي تدل على ذلك.
ومن احاديثه الموضوعة التي رواها عن الشعبي ما رواه ابن سعد اذ قال ما نصه :" قال: أخبرنا أحمد بن عبد الله بن يونس قال: أخبرنا مالك بن مغول عن الشعبي قال: آخى رسول الله ، صلى الله عليه وسلم، بين أبي بكر وعمر فأقبلا، أحدهما آخذ بيد صاحبه، فقال: من سره أن ينظر إلى سيدي كهول أهل الجنة من الأولين والآخرين إلا النبيين والمرسلين فلينظر إلى هذين المقبلين. " (4) ؛ ولذلك قال أبو زرعة :" هذا حديث باطل ". (5)
وهذا القول انفرد به احمد بن عبد الله بن يونس عن الامام الباقر ولا تؤيده الاسانيد والمصادر الأخرى وهو يتناقض مع قول السيدة عائشة عن فاطمة الزهراء : " فَلَمَّا تُوُفِّيَتْ دَفَنَهَا زَوْجُهَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ لَيْلًا، وَلَمْ يُؤْذِنْ بِهَا أَبَا بَكْرٍ، وَصَلَّى عَلَيْهَا عَلِيٌّ"(6) فكيف يمتدح الامام محمد الباقر ابي بكر وعمر ويخالف جده الامام علي وفاطمة الزهراء ؟!!
وهذا كله تزوير للحقائق التاريخية التي تنفي روايته ؛ وهذه الرواية تتنافى مع رواية الصحيحين التي تؤكد معارضة الامام علي وفاطمة الزهراء عليهما السلام بيعة ابي بكر خليفة وان الامام رفض ان يبايع ابي بكر لمدة ستة اشهر . (7)
فاذا كان الراوي ناصبي ولديه عدة روايات موضوعة على اهل البيت عليهم السلام نص علماء الحديث على كذبها فكيف نعتمد على رواية النواصب في رواية اقوال اهل البيت في الثناء على خصومهم لمجرد انها تخدم غرضكم في اثبات ان الامام الباقر امتدح ابي بكر وعمر؟ !
ينظر:
(1) أبو نعيم الأصفهاني، أحمد بن عبد الله الهاشمي بالولاء (ت 430هـ/1036م)، حلية الأولياء وطبقات الأصفياء، دار الكتب العلمية ، (بيروت ـ 1988). (3/ 185).
(2) ابن حجر العسقلاني، أحمد بن علي بن حجر، (ت 852هـ/1459م)، تقريب التهذيب، تحقيق: مصطفى عبد القادر عطا، دار الكتب العلمية، الطبعة الثانية (بيروت - 1415 /1995 م). ص14 .
(3) ابن سعد، محمد بن سعد الزهري مولاهم (ت 230هـ/837 م)، الطبقات الكبرى، تحقيق : إحسان عباس، دار صادر، (بيروت ـ د.ت). (6/ 405).
(4) ابن أبي حاتم: عبد الرحمن بن محمد بن إدريس التميمي الرازي (ت327هـ/938م)، علل الحديث ، تحقيق: فريق من الباحثين بإشراف وعناية د/ سعد بن عبد الله الحميد و د. خالد بن عبد الرحمن الجريسي، الناشر: مطابع الحميضي ، الطبعة: الأولى، ( بيروت- 1427هـ / 2006 م). (6/ 471) .
(5) ابن ابي حاتم : علل الحديث (6/ 471) .
(6) ينظر: مسلم ، مسلم بن الحجاج بن مسلم القشيري، (ت 261هـ/875م)، صحيح مسلم ، تحقيق : محمد فؤاد عبد الباقي ، الناشر: دار إحياء التراث العربي – بيروت. (3/ 1380) ؛ ابن شبة ، عمر بن شبة بن ريطة النميري مولاهم البصري ( ت 262 هـ/ 875 م)، أخبار المدينة المنورة ، تحقيق علي محمد دندل، دار الكتب العلمية، (1/ 197) ؛ ابن حبان : صحيح ابن حبان، تحقيق: شعيب الأرناؤوط ، مؤسسة الرسالة، ط2، (د. م - د. ت). (11/ 153).
(7) وللمزيد ينظر : البخاري ، صحيح البخاري (4/ 96) ؛ مسلم : صحيح مسلم (3/ 1380).
تعليقات
حول الموضوع
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي المركز وإنما تعبر عن رأي أصحابها |
|
هل ترغب بالتعليق على الموضوع ؟ |