معركة تونسية .

فريد العليبي
2024 / 5 / 13

في البدء كانت موقعة المهاجرين / اللاجئين ثم كانت موقعة العلم و في ردود الفعل " الدمعة " والبلاد " الهائلة " ثم اقتحام دار المحامي ....
هل هذا هو الذي جعل الرئيس التونسي يفصح عن حقيقة مرة قبل ايام وهى إن بعض من تم تعيينهم لمقاومة الفاسدين وتطهير الإدارة منهم أصبحوا بدورهم من تلك الزمرة؟ ,لماذا نجد عشرات المواقع في الوزارة والسفارة والولاية والمعتمدية والبلدية وإدارة المؤسسات شاغرة،؟ هل هو نقص الكفاءات السياسية والإدارية البديلة مثلا؟
الغضب مهم وهو شعور انساني والبكاء ايضا وعلى تونس تجاوز ذلك إلى الممارسة السياسية والاقتصادية والاعلامية والثقافية الخ. المرتكزة على حسن التخطيط والتدبير والتنفيذ...
هي معركة سياسية مبتدأ وخبرا تستعمل فيها الحقوق والحريات والوطن وفلسطين والمهاجرين وحتى المرضى بالزهايمر والأموات .... وستقوى حلقاتها مع مرور الايام وفي أفقها الانتخابات الرئاسية موفى هذا العام .... وكما في حلبة الملاكمة ، نقاط لهذا ونقاط لذاك ... في المعارك السابقة منذ هروب / تهريب بن علي كانت النتائج تحسم بالنقاط فهل ستحسم هذه المرة بالضربة القاضية؟
الماهر من اللاعبين هو المنتصر في الاخير دون نسيان أن الأمر يتعلق بعالم الطبقة والشعب والوطن ... هناك حيث التناقضات العميقة .
هل سيدخل الشعب الحلبة ؟ لقد دخلها سابقا في مناسبتين مهمتين ونعني الانتفاضة والهبة ...هو الان بعيد عنها حيث يقف مشاهدا .. مراقبا ، مصفقا تارة متأففا طورا ... ولكن ذلك لن يطول كثيرا ...
أعداء قيس سعيد حاولوا ادخال الشعب الحلبة ...لم يتبعهم ...قيس سعيد قد يختار ادخال الشعب الحلبة وكل الدلائل حتى الآن تقول انه سيتبعه .
وقتها تكون الضربة القاضية والتغيير الكبير في الاقتصاد والسياسة والاعلام والثقافة ...وتكون " حرب التحرير" الرمزية فلا حرب تحرير دون شعب ....حروب التحرير دوما شعبية. ، حتى الرمزية منها .
هل تقترب تونس من المرحلة الثالثة من انتفاضتها ؟؟؟ نعم ولا ...قد يختار الرئيس التوغل في التعويل على الجهاز التنفيذي للدولة المخترق بيروقراطيا الذي هو سبب "دمعته ".....وقد يختار قص جناحي البيروقراطية مستعملا نقطة الارتكاز الرئيسية وهي الشعب ... حتى الآن الاحتمالان متساويان ...فلكل اختيار محاذيره ... وقيس سعيد لا يزال لاعبا ماهرا ...رغم وجود أغبياء كثيرين حوله ... هو قيس .... ويقيس . والحديث قياس ولكل مقاسه ......
في تونس الآن هناك معسكران ...معسكر / جبهة 24 جويلية ومعسكر/ جبهة 25 جويلية ..التناقض بينهما رئيسي ولم يحل بعد رغم أن معسكر 25 منتصر حتى اللحظة بالنقاط ...معسكر 24 سلاحه الحريات والمعسكر المقابل سلاحه الوطن...وشتان بين هذا وذاك.
هل مازال سلاح الحريات ماضيا وفعالا بعد مأسي ما سمي الربيع العربي وفي زمن غزة بالذات؟ الا يقترف المعسكر الذي يحمله خطأه الاستراتيجي هنا أساسا حيث يكرر نفسه من خلال ماضيه الذي يبدو أنه لم يفهمه بعد لذلك سيظل يكرره....
ذلك الخطأ هو الذي يصنع قوة المعسكر المقابل .....هنا يقف الوطن بكامل رموزه وهامته ...وفي العدة والعتاد .. الراية و السيادة والتحرير والتطهير والتعويل على الذات...ومن يطلق رصاصة سيواجه بسيل من الرصاص .
هي حرب مكتومة يمكن أن تصبح صريحة في اي وقت...ليس بسبب الداخل فقط بل الخارج أيضا فالتناقضات كثيرة ومنها النائمة في كل معسكر أيضا وتنتظر من يفجرها .... تُرى من يمتلك عود الثقاب ليقوم بتلك المهمة؟؟؟
هل تونس في خطر ....نعم... لذلك كانت تلك " الدمعة " ....جاثم او داهم لا يهم... الأهم محاصرته و القضاء عليه بالضربة القاضية ... تماما كما كان الأمر يوم الهبة وخطوة الرئيس الكبرى التي تطابقت معها عندما دفن البرلمان الذي كان قد تحول الى مسخرة . ..ربما حان وقت الدورة الثانية من امتحان الهبة. تلك التي ظلت مؤجلة...من يستعيد عبارات قيس سعيد القائلة : انها معركة حياة او موت يدرك ما اقول دون عناء ...الآن ينظف كل سلاحه.
في خضم المعركة كان غضب الرئيس وبكاؤه من غضب تونس وبكائها .. وبدا أن الطريق الوحيد لتحويلهما الى فرحة وبسمة وهو تصيير شعارات 17 ديسمبر و25 جويلية وقائعا ...ما الذي يمنع ذلك حتى الان؟ هل هي البيروقراطية الحكومية المعادية للانتقاضة والهبة كما افترضنا وهي تسكن الحكومة أولا ؟ هل لأنها ممسكة بمفاصل الدولة وعمودها الفقري ثانيا ؟ هل لأنها أقوى نفوذا جراء قدرات راكمتها عبر السنين فضلا عن تحالفاتها الداخلية والخارجية ثالثا؟
هل هذا هو الذي جعل الرئيس يفصح عن حقيقة مرة قبل ايام وهى إن بعض من تم تعيينهم لمقاومة الفاسدين وتطهير الإدارة منهم أصبحوا بدورهم من تلك الزمرة؟ ,لماذا نجد عشرات المواقع في الوزارة والسفارة والولاية والمعتمدية والبلدية وإدارة المؤسسات شاغرة،؟ هل هو نقص الكفاءات السياسية والإدارية البديلة مثلا؟
الغضب مهم وهو شعور انساني والبكاء أيضا وعلى تونس تجاوز ذلك إلى الممارسة السياسية والاقتصادية والاعلامية والثقافية الخ. المرتكزة على حسن التخطيط والتدبير والتنفيذ... دون نسيان أنه في المعارك الكبيرة ينبغي الاتجاه ناحية الأسباب لمعالجتها عوضا عن التلهي بمعالجة النتائج .

حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي