تونس من -امبراطوريّة- الخوف إلى -امبراطوريّة الصّمت

الطايع الهراغي
2024 / 4 / 15

"إذا اراد الله بقوم شرّا ألزمهم الجدل ومنعهم العمل"
(الأوزاغـي)
"المستبدّ في لحظة جلوسه على عرشه ووضع تاجه الموروث على رأسه يرى نفسه كان إنسانا فصار إله".
(عبد الرّحمان الكواكبي/ طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد)
" ونادى فرعون في قومه قال: يا قوم أليس لي ملْك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي، أفلا تبصرون؟"
(سورة الزّخرف)
"إنّ الإنسان إذا طال به التّهميش يصبح كالبهيمة لا يهمّه سوى الأكل والشّرب والغريزة"
(ابن خلدون)

ماذا تبقّى للتّونسيّين من ثورتهم ؟؟
عمليّا، لا شيء، وكلّ شيء.حصاد الهشيم وقبض الرّيح في الحاضر المنظور،وكلّ شيء في المستقبل المأمول. تبقّى من الثّورة التّونسيّة ما من أجله قامت لمّا مِن دبر التّاريخ أفلتت.ومع ذلك يظلّ مجرّد قيامها حدثا تاريخيّا مميّزا دلّل على أنّ الاستبداد ليس قدر شعوب "الجنوب"وأنّ الثّورة على العسف والحيف الاجتماعيّ في بلدان التّعطّل التّاريخيّ والفوات الحضاريّ وانسداد المخارج،بلدان ساد الاعتقاد أنّها في منعة من الهزّات ومتصالحة مع الاستبداد إلى الأبد، إمكانيّة واردة وفي كلّ لحظة، خلافا لما كان يرقى إلى مرتبة المسلّمات: لا ثورة في البلدان المتخلّفة.

01/ انتقام الأوهام من الأحلام
تونس وضعيّة بلد أتيح له في انفلاتة استثنائيّة عصيّة على الرّصد وعسيرة على التّوقّع وفي حيّز زمنيّ قياسيّ أن يكون على موعد مع حدث تاريخيّ فاصل،أن يخاتل مكر التّاريخ ويراوغه،أن يخرق ما بات في عرف المألوف،أن يكون في تماس مع الزّمن الثّوريّ،أن يتجاوزعقدة الفوات التّاريخيّ المرعب.فإذا به ينتكس.أنصفه التّاريخ وما أنصفته نخبه، خذلته لحظة توجّب الجدّ بأن اعتنقت الجدل وبه ابتلِيت فطلقّت العمل وارتكنت إلى الانتظاريّة والإرادويّة. مرّت بجانب الحدث وأبت أن تتصالح مع التّاريخ،فانتقم منها التّاريخ وسّلط عليها أشنع عقاب وأرذله: إزاحتها إلى الهامش وإحالتها على التّقاعد الوجوبيّ المبكّر. آية ذلك أنّ الثورات، شأنها شأن التّحوّلات الكبرى والاختراعات والاكتشافات ،كانت دوما لحظات فارقة، فِعلها في الواقع يعادل حصيلة قرون من التّطوّر العاديّ(البطيء بطبعه).
الثّورات هي بالتّعريف الرّأسمال الرّمزيّ والاعتباريّ الذي يفقد قيمته ووهجه إذا لم يدرك صانعوها ضرورة توظيفها وجدواه ولم يتمثّلوا فنون"تسويقها".
الثّورة التّونسيّة فرصة تاريخيّة كان للأحلام فيها نصيب .غير أنّ الأوهام كانت أعتى من الأحلام والرّدّة أمكر من الإرادة. فأزاحتها وكانت الحصيلة محبطة، مفاجئة ومخالفة تماما لما كان مأمولا. فالثّورة التي كانت تبشّر باقتحام التّاريخ من بابه الواسع حكمها التّردّد والتّعثّر. من تردّدها كان هلاكها ومن تعثّرها التقط أعداؤها الأنفاس وانتعشوا.
"تونس الإيّالة المريضة حسّا ومعنى" حسب التّوصيف المكثّف،المختزل،الدّقيق والدّلاّل لابن أبي الضّياف، أيّام حكم البايات كنتاج طبيعيّ لسياسة التّتريك التي انتهجتها سلطنة الباب العالي- ذلك الرّجل المريض الذي بلغ حالة من الوهن والتّرهّل جعلت ما كان امبراطوريّة عثمانيّة متراميّة الأطراف يتهاوى كجدار تتالت عليه الصّدوع فتساقظ وبات يسيل لعاب القوى الاستعماريّة ويثير أطماعها- هي نفسها تونس ما بعد مسارها الثّوريّ المغدور،" تونس الرّجل المريض".الفارق الوحيد والهامّ-علاوة على تباين الظّروف وطول المدّة الفاصلة بين العهدين- هو أنّ بايات ذلك الزّمان ما لهجوا يوما بإصلاح ولا كان في قاموسهم مصطلح ثورة يهتفون بها. كذلك كان حالها.وكذلك أصبح في عشريّة من حلموا بإرساء دعائم تشييد إمبراطوريّة الإسلام السّياسيّ، الغريب هو الآخر عن الشّأن المجتمعيّ وعن إرهاصات العصر وحاجيّاته. فما يفصل المشروع الإسلامويّ- مهما تنوّعت التّلوينات والفتاوى وتعدّدت-عن متطلّبات الآن يقاس بالسّنوات الضوئيّة.
وليس الوضع في ظلّ حكم قيس سعيّد –تخصيصا بعد راجمات زلزال 25 جويلية- بأقلّ فداحة وضبابيّة وانغلاقا.
تونس ما بعد 14 جانفي 2011 وقعت أسيرة بين مخالب كمّاشتين،غزوة الإسلام السّياسيّ الحالم باسترجاع "أمجاد" أمّة الإسلام في تلك السّنين الغابرة. اختزلته حركة النّهضة في مغنمين أساسيين:هاجس أسلمة المجتمع عنوة بتنميطه ونمذجته والاحتكام إلى عقليّة الغُـنم التي ترى الحكم غنيمة، أولو الأمر وبعض من مريديهم أولى بها، وورطة قيس سعيّد -البديل الجنيس لما اتّفِق على اعتباره عشرية دمار وتخريب (العشريّة السّوداء)،حقبة من تاريخ التّونسيّين كانت عليهم وبالا-. قيس سعّيد- حاله حال من تقذف به الصّدفة إلى واجهة المشهد- مسكون بهاجس وحيد أوحد:ابتداع تاريخ شخصيّ افتراضيّ وهميّ تعويضا عن عقدة غياب وتغيّب.
ما الحلّ؟؟ الوافد على عالم الشّأن العامّ من عالم الفرجة واليتم السّياسيّ والتّاريخيّ لا حلّ أمامه إلاّ اختلاق سرديّة منغلقة على ذاتها، لا هدف لها غير التّشريع للثّأر وتبريره: الانتقام من التّاريخ بلوي عنقة، من الآخر على أنّه غريم إن لم يكن عدوّا، من السّياسة (وليس فقط من السّاسيّين)، من المنافسين الفعليّين والمحتملين باعتبارهم خصوما -إن لم يكونوا أعداء- وإدانتهم في انتظار إعداد ملفّ الإدانة وبعقليّة الثّأر والتّشفّي الأرعن في أشكاله الأكثر بدائيّة وانتعاشا بإيذاء الآخر. عقليّة الانتصار للأنا بالثّأر من الآخر(الشّعب والوطن والتّاريخ) ووأده.
من عشريّة النّكد والنّكوص بقيادة الأئمّة الى عهدة قيس سعيد "العصفور النّادر"،عهد التّصحير بامتياز وتونس من نكبة إلى نكبة أعوص حتّى تحوّلت إلى حقل تجريب (وليس تجربة) في ما هو أقرب إلى تحويل وجهة.
منذ رحيل بن علي،وعلى خلاف ما كان مأمولا،تبخّرت أحلام واندثرت وانتعشت أوهام وتوالدت. انتقم التّاريخ ممّن أساؤوا فهمه وتنكّروا لدروسه وأساؤوا قراءته. فلم تشهد تونس من الاستثمار إلاّ في حقل ما تناسل وتوالد من الأزمات بفعل عجز الفِرق التي تعاقبت على الحكم عن مجرّد إدارة المرفق اليوميّ المعيشيّ. فما بالك بالملفّات الكبرى والتّوجهات الأكبر.
انسداد الآفاق وانغلاق دائرتها،فداحة الازمة وثقلها،ضبابيّة تناولها وتدراس سبل الخروج منها تترجمها بكثير من الأمانة ذهنيّتان:عقليّة المكابرة والهروب إلى الأمام التي حكمت سلوك الفرق التي تداولت على الحكم دون الانتباه لأبسط ما تقتضيه الإكراهات السّياسيّة من بحث عن النّجاعة، وعقليّة الرّكض صوب الماضي والتّدثّر به والحفر في ثناياه عن المآثر والنّجاحات بكثير من التّحسّر والتّلذّذ المرضيّ الهذيانيّ في ما هو أقرب إلى تعزيّة الذّات ومواساتها.
المثال الأوضح والأكثر دلالة وحضورا والذي ظلّ يطفو على المشهد في أكثر من مناسبة (بالأساس لمّا تشتدّ الأزمة) يتمثّل في إحياء البورقيبيّة والتّغنّي بها على أنّها تجربة خلاصيّة والإشادة بأفضالها وتضخيم مجالات نجاحاتها-الفعليّة نصفا والافتراضيّة نصفا- وهيمنة شبح بورقيبة الذي لا يُذكر إلاّ متبوعا بصفة ملازمة لكلّ استحضار له:الزّعيم.
استحضار بورقيبة -المقبور منذ قرابة ربع قرن والمنتهيّة ولايته منذ أكثر من ثلاث عشريّات- في أكثر من مناسبة وصمة عار على جبين النّخب( بما فيها تلك المهووسة بـ"المجاهد الأكبر") وفضيحة سياسيّة مدوّيّة.إهانة لشعب تونس ومفكّريه وطبقته السّياسيّة.دليل فاضح على حالة الانكماش والعطالة والإحساس بالدّون واستبطان اليتم الذي فرِض على بلد اعتقد شعبه وقوّاه الحيّة في لحظة ما أنّه تصالح مع التّاريخ ومع العصر ومع الذّات،وطلّق إلى الأبد كلّ نزوع إلى الهيمنة الأبويّة. حنين طيف واسع من الفئات الشّعبيّة(ومجاميع من النّخب المهترئة أيضا)إلى العهد النّوفمبري للمخلوع بن علي وتواتر الحديث عن ذلك"الزّمن الجميل" الذي يُطلب فلا يُدرك إجحاف في حقّ التّوانسة وشهادة حيّة على إفلاس منظومات الحكم بعد2011 مجتمعة ومنفردة وعجزها عن تأمين الحدّ الأدنى ممّا قامت الثّورة من أجله. إدانة لكلّ السّياسات التّى انتهجتها سائر الحكومات. وليست،ولا يمكن أن تكون بأيّة حال دليلا على نجاحات "صانع التّغيير".

02/ لعنـة التّاريـخ
تونس تعيش اليوم بعد خفوت وهج الحراك الثّوريّ وانحساره واستفحال موجة الانتقام من الفعل السّياسيّ بقصديّة في ما يرقى إلى مستوى الاستئصال بهتة مستديمة ،الخوف كلّ الخوف أن تتحوّل إلى عطالة فموت سريريّ بفعل فاعل.
وضعيّة من اليُتم والاغتراب والانغلاق المركّب (فكريّ/ ثقافيّ/ قيميّ/ مفاهيميّ/ سياسيّ واجتماعيّ). انسداد مدمّر ومرعب ينذر بالحكم على المستقبل بأن لا يكون مفتوحا إلاّ على أسوإ الاحتمالات، إن لم يكن موغلا في المجهول.
في التّاريخ،هذا الماكر أبدا،الشّاهد العنيد على حجم ضريبة التّفريط في الفرص وفداحة عدم الاتّعاظ من التّجارب،اتفلاتات تروم أن ترتّب اللاّمعقول،على إدراكها وتمثّلها والتقاطها في حينها يتوقّف مصير كلّ حدث ثوريّ،خلاف ذلك يكون للتّاريخ شأنه وقانونه وانتقامه. الفرص والأحداث القادحة ليست ولم تكن يوما -ولن تكون- مرميّة على قارعة الطّريق.
يشهد تاريخ الثّورات- قديمها وحديثها- وسائر التّجارب الإنسانيّة أن لا مكان للنّوايا ولا للإرادويّة في صنع مصائر النّاس. فليس المطلوب لوي عنق التّاريخ والتّعسّف على قوانينه وإنّما الفعل في اتّجاهاته.لذلك يظلّ التّحفّز لأيّة فرصة قد يهبها التّاريخ مهمّة مطروحة دوما على جدول أعمال الشّعوب وقواها الثّوريّة والتّقدّميّة والدّيمقراطيّة.فنجاح أيّ فعل ثوريّ محكوم بقانون، القدرة على التقاط اللّحظة ومعانقتها ودفعها إلى أقصى ما يمكن أن تعطيه.
يهب التّاريخ الثّوريّين- طبقات وأحزابا ونخبا- فرصا،على تمثّلها ومسايرتها وتوجيهها يتوقّف مستقبلهم ومصيرهم ومستقبل قضيّتهم. فإمّا الالتحام باللّحظة والتّصالح مع الآن والفعل في التّاريخ والتّحكّم في المسرح السّياسيّ وإمّا الوقوف على الهامش والخروج من التّاريخ من أضيق باب بتفويت فرصة قد لا يتاح لها أن تتكرّر في الأمد المنظور. الزّمن الثّوريّ غير الزّمن العاديّ. لذلك تجد الثّورة نفسها ما أن تندلع بحكم جملة من الملابسات الموضوعيّة أمام هذا الخيار:إمّا أن تواصل مسيرتها دون توقّف فيكون النّجاح وإمّا أن يسكن فاعلوها التّردّد فتمنى بهزيمة شاملة ويكون الهلاك.إنّه درس التّاريح ومكره، لا مكان فيه للنّوايا الحسنة ولا للتّعويل فقط على عدالة القضيّة ونبلها.
قانون الثّورة:إمّا تردّد فهلاك وإمّا تصميم فنجاة. ولذلك فحلّ مسألة السّلطة( معضلة المعضلات) كان دوما وسيظلّ- حجر الزاوية- في أيّة ثورة تريد أن لا تتفسّخ بتكرار أخطاء الماضي. كلّ التّجارب تقف شاهدا ودليلا على أنّ الثّورات التي تربط مصيرها بسلطة غريبة عنها وليس من رحمها تسهّل تسلّط بارونات الثّورة المضادّة عليها .
كلّ ثورة تسلّم أمرها لمن ليس منها يكون مآلها الخسران.كلّ ثورة تقف في منتصف الطريق تحكم على نفسها بالاندحار. نصيب التّاريخ- عموما وتاريخنا خصوصا- من المهازل والمفاجآت(سلبيّها وإيجابيّها)لا ينضب.فما تعيشه تونس اليوم من تصحّر وتصحير مدروس، ممنهج وبقصديّة،هو امتداد واستتباع لما حفّ بالمسار الثّوريّ في أهمّ منعرجاته،لحظة فرار بن علي. ذلك هو حال الثّورة التّونسيّة ومصيرها منذ تمّ الالتفاف عليها وقولبتها بالتّحايل والاحتكام إلى الشّرعيّة الدّستوريّة الموهومة والمغشوشة بديلا عن الشّرعيّة الثّوريّة التي تفرضها استحقاقات المرحلة.ذلك هو الوبال الذي سُلّط على ثورة 17ديسمبر/ 14جانفي وقطع الطّريق أمام إمكانيّة تجذّرها. تلك أوّل طعنة في الظّهر للثّورة، وذلك حبل النّجاة لأعدائها. استبدال الفعل الثّوريّ بالمخارج القانونية شكّل أوّل انحراف والتفاف مدروس لترسيم القديم وإلباسة جبّة تنظيم الانتقال الدّيمقراطيّ وشرّع تهاطل الفتاوى الفقه دستوريّة والقراءات الأكاديميّة الصّرفة لحدث سياسيّ صرف بتأويل دستور بورقيبة وسلفه بن علي. الباقي تفاصيل واستتباع آليّ وحيل دستوريّة ضروريّة لأيّ نظام، مسرحيّة متقنة الإخراج لجرّ الجميع إلى الاحتكام للدّستور: تنصيب محمّد الغنّوشي لساعات ثم فؤاد المبزّع، بدعة المجلس التّأسيسيّ، الهيئة العليا لحماية أهداف الثّورة المفرغة من كلّ دلالة ومن كلّ صلاحيّة. والحال أنّ الثّورة ذاتها هي التي كانت في حاجة إلى حماية.
برحيل بن علي طُويت صفحة وكان يّفترض أن تتعطّل كلّ الشّرعيّات المكرّسة بما فيها الشّرعيّة الدّستوريّة (لم تكن قائمة أصلا).الشّرعيّة الثّوريّة هي بالتّعريف طبقا لمنطوق سائر التّجارب العمليّة والنّظريّة قطع مع السّائد من مؤسسات قائمة. نجاتها في حلّ الحزب الحاكم ودولته ومؤسّساته .خلاف ذلك انتحار سياسيّ وفكريّ.الحديث عن شرعيّة دستوريّة تأسيس قانونيّ لانقلاب موصوف متدثّر بعباءة مدسترة، انقلاب ناعم ألبِس جبّة تأمين الانتقال الدّيمقراطيّ.
ولم تكن بدعة المجلس التّأسيسيّ غير استكمال لما تمّ حبكه في مسرّحيّة تنصيب فؤاد المبزّع رئيسا. المجلس التّأسيسي الذي دلّلت جلّ التّجارب – الثّوريّة أساسا- على أنّه ليس الحلّ الوحيد ولا الأمثل لإنجاح مسار ثوريّ تمّ تقديمه حتّى من قبل الأطراف التي لم يكن يوما مطلبها كحلّ سحريّ وكمحطّة فارقة،على أرسائها وعلى إنجاحها يتوقف مستقبل الثورة ومستقبل تونس في تأمين القطع مع الاستبداد وتحقيق النّقلة النّوعيّة لتونس الثّورة.وسُوّق المجلس على أنّه البوّابة الأمثل لإرساء سبل تخطّي اللاّشرعيّة والفراغ الدّستوريّ.الخطأ القاتل الأول الذي ميّز تخميرة التّهليل لأعجوبة المجلس التّأسيسيّ هو الاعتقاد الساذج في إمكانيّة حصر مهامّه في كتابة دستور.والحال أنّ المجلس سيّد نفسه حالما ينتصب يتحوّل إلى سلطة تنفيذيّة وتشريعيّة باعتباره المؤسّسة الوحيدة المنتخبة، من صلاحيّاته انتخاب رئيس وحكومة. والخطأ القاتل الثّاني هو عدم إدراك قاون لعبة الانتخابات التي لا تحكمها النّقاوة ولا الوضوح النّظريّ ولا النّوايا الطيّبة ولا الماضي السّياسي وإنما تحدّدها الإمكانيّات البشرّية والموارد الماديّة واللّوبيّات إلإعلاميّة.
ما نعيشه اليوم من لوحة مشهديّة عجائبيّة سّرياليّة هو ما كنّا زرعناه بالأمس وبكثير من الخلط بين الوهم والتّحمّس.
فهل نتّعظ ؟؟ متى نتّعظ ؟؟ ليتنا نتّعظ.

حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي