|
غلق | | مركز الدراسات والابحاث العلمانية في العالم العربي | |
|
خيارات وادوات |
بير رستم
2024 / 4 / 6
كتبت يوم أمس بوستاً عن العمالة والخيانة التاريخية لدى فئة من الكرد، فأنبرى البعض مدافعاً عن المجلس الوطني الكردي وأراد أن يقول بأن الطرف الآخر؛ الإدارة الذاتية هي الأخرى عميلة لدى جهات أخرى. وللرد والإجابة على ما أورده ذاك البعض سنقول لهم جميعاً ما يلي؛ بأن قضية التعامل مع الكيانات الغاصبة لكردستان فقد تورطت بها جميع الأطراف الكردستانية، عندما نقول الجميع نقصد الأحزاب الكردية الرئيسية؛ البارزانيين والجلاليبن والآبوجيين وكذلك كرد روژهلات (إيران) حيث كانت لهم معسكراتهم لدى نظام صدام حسين. وهكذا فإن كل الأطراف الرئيسية في الحركة التحررية الكردستانية تورطت في مرحلة ما بهذه العلاقات وقد نبرر لهم من منطلق الواقع الجيوسياسي حيث كردستان مقسمة بين أربع دول وبالتالي حاولت تلك الأطراف الاستفادة من صراعات هذه الأنظمة، وخاصة ً مع غياب دعم خارجي أجنبي، لتجد لنفسها موطئ قدم لدى هذا أو ذاك النظام الغاصب وبعض الامكانيات للتحرك والنضال في الجزء الذي هو ساحة نضاله التحرري.
لكن الأهم أن تلك العلاقة لم تكن فقط ذي فائدة لطرف الدولة الغاصبة تلك، بل كانت ذات فائدة متبادلة؛ يعني الجلاليين استعانوا بإيران عندما ساعد صدام البارزانيين وأخذوا مناطق الأخير، ولكن قامت إيران وسلمت تلك المناطق التي استردوها للجلاليين ولم يسلمها لقوات بدر مثلاً أو لشيعة العراق، كما فعلت تركيا مع عفرين وسري كانية وكري سبي.. وغيرهم، فلو أن تركيا قامت بتسليم تلك المناطق للمجلس الوطني الكردي، بدل ما يسمى ب"الجيش الوطني" وميليشيات تركمانية وعربية إسلامية راديكالية لكان الوضع ونظرتنا للأمور اختلفت تماماً وحينها كانت العلاقة بين المجلس وتركيا هي علاقة مصالح وليس علاقة تبعية مطلقة.. وهنا الفرق بين علاقة مفروضة بواقع جيوسياسي ومشروطة بمصالح متبادلة وبين علاقة تبعية تصل وللأسف لدرجة الخيانة الوطنية أو على الأقل حماقة وغباء سياسي قائم على مصالح شخصية إرتزاقية وأحقاد جهوية حزبية هدفها إفشال الطرف الكردي الآخر وعلى مبدأ؛ "إن لم أصل إليك سأجعلك تصل إليّ" وللأسف
فهل عرفتم ما الفرق بين العلاقة مع الغاصب كجزء من الممارسات السياسية المفروضة جيوسياسياً على القوى الكردستانية وبين حال التبعية والخنوع والعمالة.. للأسف البعض بقصد والبعض الآخر بجهل سياسي يحاول أن يمزج بين الإثنين ليقول لنا؛ "الكل عملاء وخونة"!! لا يا عزيزي الأمور ليست كذلك؛ فهناك واقع جيوسياسي ناتج عن حالة التقسيم لكردستان بين أربع دول يجبر تلك القوى والأحزاب تلجأ لإحدى هذه الدول "الجارة" والتي على خلاف مع الكيان الغاصب لجزئهم الكردستاني وتستعين به بهدف تحقيق بعض المكاسب، طبعاً تلك الدولة سوف تستخدمهم ضد الدولة الجارة وربما حتى ضد الأطراف الكردية التي داخل "جغرافيتها" أيضاً، لكن بالمقابل يكون ذاك الطرف قد حقق بعض المكاسب لمشروعه السياسي ولقضيته في الجزء الكردستاني المنتمي له، أما أن تصبح العلاقة فقط لأجل تبرير السياسات العدائية لتلك الدولة الغاصبة وافشال طرف كردي تختلف معه سياسياً ومن دون أن تحقق أي مكسب لنفسك ولقضية شعبك ولمشروعك السياسي، فهذه تعتبر عمالة وخيانة رخيصة، كحال المجلس الوطني.
باختصار الأطراف الكردستانية الأخرى وآخرهم جماعة الإدارة حققت مكاسب كبيرة من علاقتها مع هذه الدول والحكومات الغاصبة، فهل يأتي أحدهم ويقول لنا؛ ما هي مكاسب المجلس الوطني من عمالته لتركيا والإخوان.. أحدهم كتب وقال؛ لهم عضوان معترفان بهما داخل الإئتلاف!! شفتو "المكسب الكردستاني الكبير"، بربكم ألا تنطبق على حالنا مع هذه الذهنية السياسية مقولة وشر البلية ما يضحك.
تعليقات
حول الموضوع
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي المركز وإنما تعبر عن رأي أصحابها |
|
هل ترغب بالتعليق على الموضوع ؟ |