قراءة موجزة في تجربتي روژآڤا وإقليم كردستان

بير رستم
2024 / 3 / 17

بالرغم من اختلاف التجربتين الكرديتين في كل منّ روژآڤا وجنوب كردستان؛ أي في سوريا والعراق، وذلك من حيث الفكر والمنهجية السياسية لكل من الحزب الديمقراطي الكردستاني وشريكه الاتحاد الوطني الكردستاني مع نظيرهم العمال الكردستاني حيث الاختلاف في الرؤية والمقاربة الفكرية الأيديولوجية بين الكلاسيكية السياسية وحل القضايا الوطنية والقومية عبر الحل القومي لدى أحزابنا في جنوب كردستان والحل الديمقراطي في روژآڤا، إلا أن ما يمكن القول؛ بأن التجربتان تمران بنفس المنعطفات والمسارات التاريخية والتي تخدم بالأخير قضايا شعبنا، بالرغم من ملاحظاتنا على هذا أو ذاك الطرف الكردستاني؛ يعني وباختصار الكل يحاول خدمة قضايانا الكردستانية وإن اختلفت الرؤى الفكرية والسياسية.

بالمناسبة أولئك الذين يحاولون القول؛ كيف لك أن تقارن تجربة إقليم كردستان مع روژآڤا وبأن الأخيرة لم تنل حتى اليوم اعترافاً سياسياً من أي طرف دولي أو إقليمي، فإننا نحيل أولئك الأخوة لواقع الإقليم بين أعوام 1991م بعد الانتفاضة وتشكيل حكومتين كرديتين في كل من أربيل والسليمانية ولغاية اسقاط النظام العراقي البائد؛ نظام صدام حسين في عام 2003م حيث لم يكن هناك أي إعتراف إقليمي أو دولي بالإدارتين، قلنا الإدارتان؛ كون كان لكل من السليمانية وأربيل إداراتهم المستقلة وحتى كان يتم أخذ الرسوم عند الانتقال بينهما!

بل نزيد في الشعر بيتاً ونقول؛ بأن من يأخذ على الإدارة الذاتية في روژآڤا أو قسد بأنها استلمت المناطق الكردية من النظام السوري، فإن الوضع في الجانب العراقي ونقصد جنوب كردستان لم يختلف كثيراً حيث وبعد الهجرة المليونية لشعبنا هناك ومن ثم فرض حظر طيران دولي، فإن النظام العراقي قام بسحب قواته من المناطق الكردية وهو يعتقد بأن الكرد سيكونون غير قادرين على إدارة تلك المناطق وبالتالي سيطالبوا بعودة النظام وهو نفس المسار الذي قام بعده النظام السوري حيث قام بتسليم المنطقة للكرد وعلى أمل أن يعود فيما بعد لاستلامه، لكن ورغم أن النظام استعاد أكثر الأراضي التي كانت بيد ما تسمى المعارضة وكذلك بالرغم من كل ضغوطاته ومطالباته باعادة مناطق قسد، إلا أن الأخير رفض ذلك مستقوياً بدعم التحالف الدولي وذلك على عكس كل ادعاءات خصومهم؛ بأن القضية لن تكون أكثر من “تسليم واستلام”، لكن الواقع أكد خطأ تلك الادعاءات وذلك على غرار ما كان يعتقده النظام العراقي أيضاً بعودة تلك المناطق لنفوذ بغداد!

كلمة أخيرة؛ رداً على تساؤلات البعض، أو بالأحرى اتهامات موالي كل طرف للآخر ب”العمالة” لهذا أو ذاك النظام الغاصب لكردستان، فإننا نقول: بأن حركتنا الوطنية السياسية وبمختلف أحزابها وتياراتها وأيديولوجياتها ومشاريعها السياسية هي تخدم أهداف وقضايا وأجندات شعبنا، بالرغم من بعض الانتقادات هنا وهناك ولهذه أو تلك الأطراف والقوى الكردستانية وذلك بعكس ما يدعي مؤيدي أو مريدي كل فريق ضد الفريق الآخر واتهامه ب”الخيانة والعمالة”، ولذلك نأمل فعلاً لو تعمل القيادات الوطنية الكردية بوعي سياسي وتوجه قواعدها على ضوء المصالح الاستراتيجية لشعبنا وليس وفق خطاب حزبي أيديولوجي منغلق على التحزب الأعمى بحيث يكون ولاء تلك القواعد لتلك الأهداف والمصالح الاستراتيجية الكردستانية وليس لتلك الأحزاب وزعاماتهم السياسية والحزبية فشعوبنا لا تحتاج لمستبدين وديكتاتوريين آخرين، بل نحتاج لقوى وطنية كردستانية وقيادات سياسية واعية كيف تدير اللعبة السياسية على طاولة المفاوضات ضد الأعداء والخصوم وليس ضد بعضها البعض كقوى كردستانية.

حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي