استجابة للواقع ام سرد لتاريخ الفلسفة

محمد احمد الغريب عبدربه
2024 / 3 / 15

في بداية أحد النصوص الأدبية، كانت مقولة فيما معناها وهي الافتتاحية أن بطل النص الأدبي تحول الحشرة ، هل الأمر فانتازيا. أما الأمر يعبر عن قراءة الحقيقة والواقع، د. عطية يثير تسائلات كثيرا بشكل موضوعي تنتظر اجابات في عرض بعض المذاهب الفلسفية، فالحسم لم يكن محبب له، كما أن يريد دائما للمشكلة الفلسفية أن تتحرك في صيرورة مطلقة، بمعني الوعي يذهب في الواقع، وعرضا ذكيا، ولكنه مشتبك جدليا دون ايضاحات مبتسرة، أو لا تعطي للنص الفلسفي أن يعيش زمنه وان يوضع في طريق الاشتباك في زمنا الحاضر بل قد ننتقل الي مستقلبيات حول النص الفلسفي.
الزمن الجدلي طريقة تفكير تنزع كثيرا من الاستسهال وضعف الرؤية، فالسرد التاريخي الفلسفة بدون أزمنه الثلاثة الماضي وهو زمنه والحاضر ووهو زمن الكتابة عنه والمستقبل وهي قراءة جديدة أو متقدمة للنص، وهنا نلاحظ حيوية وروح النص الفلسفي حيث ينهض ثم يتفاعل ثم يعطي رؤية مستقبلية للأحداث..
ركز عطية أكثر في التفاعل مع النص الفلسفي في زمن أكثر حيوية وهو الحاضر. حيث تكون هناك استجابة مهمة للنص مع الواقع كما أن النص يتحول الي جغرافيا فلسفية عابرة للقارات. فالمكان هنا عام.حيث كانت لديه محاولات جاده في ربط كانط بالثقافة العربية وايضا علاقة كانط بالقضايا المعاصرة الشائكة فهناك استجابة واضح لواقع القضايا العربية وكيف نستفيد من كانط أو محاوره في كل مواقف وكيف مفتوحه .. حيث الاشتباك متعدد.
ولعل سرده لتفسير كارل لوفيت حول حاضرية نيتشة وهيجل الماوضوي، نقطة موضحة لأهمية الزمن . حيث لوفيت يستشعر أن نيتشة لحظتنا الحالية وان هيجل بعيد عننا ولحظة ماضي مشرقة في الفلسفة.
والملفت للنظر أو أنه إشارة لدي عطية هو أهمية الجماليات لفهم الاخلاق في عصرنا، وهو ما بعد الحداثة، والجماليات هي الأقرب الي الإنسان وتسعي في واقعه محاولة تفعيل المتعة والتذوق في سياقات المعرفية والأخلاقية ...
ومن أحد التطبيقات علي اهتمام عطية بربط النص الفلسفي بالواقع أو تحركات الفكر .. هو سرده لاخلاقيات كانط وهنا نشير الي لحظة كانط التأسيسية ما بين انتباهه إلي أهمية الوعي المشترك الاخلاق ثم ردها الي مبدأ الميتافزيقيا، عامة كانط واقعيته وصيرورته منظمة ودقيقة تكمن في نظرياته وتصوراته المتعالية.
.. فهناك أفراد علي مقهي كانط يتفقون وهم يدخنون أن الأخلاق نراها حولنا ونتفق ما هي بمعني أنها الوعي المشترك وهو الصيرورة ليدخل عليهم وفي يديه سلاح الميتافزيقيا برجوع الاخلاق مرة الي مبدأ الميتافزيقيا ..
كان ميشيل في فيلم بريسون الأهم النشال. وهو نشال محترف يناقش ظباط وحدة مكافحة النشل حول أهمية وجود اللصوصية والاختراق القانوني وهو وجه آخر من الواقعية لترد الي تأسيس وتعقيد القانون ... فإننا نفهم القانون ونؤسس له من خلال تجاربنا ووعينا المشترك .. ولكن ميشيل سجن في الاخر ..
كان مشروعه الأكبر وبداية تخصصه. هو سرد ما هي القيمة.. وتغول حولها. ولكن ليس هنا نعرض لأهمية د. عطية المتعددة التي لم تدخل بعد في باب الدارسة الجادة أو العلمية فهذه إضاءة ثانية وليس بحثا ..
نلاحظ أن عطية في سرده لقيمة استعرض بعض افكار القيم بالانسجام مع الواقع واستجابة عاقلة لمعطيات العصر.. ففي افتتاحية كتابه الميتافزيقيا والقيمة يعرض ملامح فلسفة ايربان في القيمة الذي يعتبرها رسالة حضارية للعصر وليست مشكلة فلسفية نظرية فابربان يطابق القيمة مع صيرورة الواقع دون إغفال جوانبها الفلسفية المثالية أو أهمية العودة الي التقاليد الفلسفية الأساسية في التأسيس للقيمة.
وقد تكرر الأمر في عرض عدة اتجاهات فلسفية لدي عطية كانت في منحي استجابة للواقع والراهنية دون التوقف عند حد الانبهار أو النقل والاتباع. انما روح التطبيق شاعت وروح الفكر التطبيقي المعاصر سيطر علي هذا التناول الجاد.. وهناك الكثير من الاضاءات تستوجب الالتفات إليها. ولكنها الإضاءة الثانية في مشروع عطية الخصب. ويمكن اعتبار مشروع لحظة حاسمة في كل الفكر العربي فهي كاشفة وقاطعة لجيل جديد وللحديث بقية حتما....

حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي