هل العروبة ثقافة أم قومية عنصرية؟!

بير رستم
2024 / 2 / 20

كتب أحد الأصدقاء العزيزين من المكون العربي، بخصوص ردي على رياض نعسان آغا وقضية عروبة اللسان" تعليقاً يقول فيه؛ "استاذ بيير للتبيان فقط.. مقولة السيد رياض نعسان اغا، بغض النظر عن قصده، مستمدة من كلام النبي محمد صللى عليه وسلم حين قال/ العربية اللسان/ وهذه المقولة هي ضدد القومية والعنصرية بالمطلق، لأنه يؤكد ان العربي بالنسب والدم لا يتمييز اطلاقا عن اي انسان من عرق ٱخر ويتكلم العربية، كما انه قال لافضل لعربي على اعجمي إلا بالتقوى. وقال ايضا دعوها فإنها منتنة، أي العصبية القومية والقبلية... الاسلام في جوهره ومضمونه اكثر من حارب القومية البغيضة ونبذ العنصرية التي لا تأتي الا بالخراب... بالمناسبة عائلة نعسان ٱغا هم من اصول كردية قريبة جدا، وهم جيراني".

إن تعليق ذاك الصديق جعلني أكتب بدوري له الرد التالي: أشرف الرستم صديقي العزيز كل التقدير لك ولقناعتك ولكنني أختلف معك تماماً حيث الإسلام أكثر من خدمت القومية العربية، فإن كانت التيارات القومية العربية طالبت بوحدة العرب والالتفات حول قضاياهم القومية، فإن الإسلام جعلت الشعوب والقوميات الأخرى أيضاً وليس فقط العرب بالنسب يصبحوا عرباً وفي خدمة العرب؛ يعني لو إن الجميع متساوون في الإسلام كان ربما وافقنا بأن لا فرق مع العلم دائماً تكون المشاريع في خدمة أصحابها وثقافتهم وقومهم، ولكن الإسلام لم يكتفي بل فضل العرب بحيث سماهم بالاسم في قوله؛ "لا فضل لعربي على اعجمي..الخ" حيث هنا العرب جاؤوا بالاسم، بينما شمل البقية بالأعجمي وللعلم إحدى تعريفات الأعجمي هي الدابة.. ولم يكتف بذلك، بل جعلهم جزء من الملة ولا أعرف أي مساواة بأن تجعلني أتبنى عرقك وقوميتك، وإذا كانت مساواة فلما لم يجعل العرب كرداً أو فرساً وتركاً، بل جعل الجميع عرباً مع تقديري للأخوة العرب وتاريخهم وثقافتهم.. أما بخصوص أصول نعسان الكردية فللأسف المستعرب يكون أكثر عنصرية من العربي القح وذلك لنقص في شخصية الدخيل أمام الأصيل ومحاولاته لأن يثبت له الولاء المطلق.

ويقول آخر بخصوص الموضوع ما يلي: ((كان حصاد العروبة التي عبَّرت عنها الحركات القومية، من خلال سياسات إدماجية متمركزة على الأمة المُجرَّدة والمتعالية على التاريخ، هو إقصاء وتهميش غير العرب، وتسويغ سياسات الهيمنة والتسلط، وتعزيز أشكال حكم سلطوية عبر تجاهل قضايا الحرية والشرعية والديمقراطية وتأجيلها إلى الزمن الوحدوي.

قدَّمَ الربيع العربي في بداياته الأولى خيارات مُغايرة لمعنى العروبة، أو أفقاً جديد لها يقوم على الانتقال من الأمة إلى الشعب، ومن التمركز حول المُجرَّد إلى الاهتمام بالعياني، وبإمكانات بناء سياسات إيجابية فيما يتعلق بالديمقراطية والشرعية والعدالة. هنا تجلَّت العروبة كنطاق ثقافي يربط العرب في بلادهم العديدة، دون أن يلغي تبايناتهم وحاجاتهم «القُطرية» للشرعية والحرية والعدالة. مع الربيع العربي، صار ممكناً للعروبة أن تغادر «القومية» إلى «الثقافة»، وأن تصبح بالتالي أكثر ميلاً للتمثُّل بالهوية الأوروبية منها للتمثُّل بالقومية الألمانية أو الإيطالية الذي ساد الدوائر القومية.

ليست هذه دعوة للتخلّي عن العروبة، إنما لإعطاء معنىً أكثر إيجابيةً لها في إطار الصراع على الهيمنة، وإلى تحديد ما نعنيه بالعروبة من خلال اعتبارها هوية مفتوحة على تأويلات عديدة ممكنة؛ عروبة تُفسح المجال للتفكير بالشرعية السياسية والحرية دون أن تكون هوية إدماجية ومُسوِّغة لتراتبيات سياسية بين الجماعات المختلفة.

✍موريس عايق

رابط المقال في التعليق الأول)).
(نقلاً عن صفحة الجمهورية.نت)

وكان ردي له بالشكل التالي: إن التمثل بالهوية الأوروبية تكون بهوية شرق أوسطية أو مشرقية وليس بالهوية "العربية" والتي تماثل الهوية الألمانية وليست الأوروبية وكفى تذاكياً على شعوبنا حيث حاولتم لأكثر من أربعة عشر قرناً أن تصهروا الآخرين في الهوية العربية الإسلامية، ثم جاءت التيارات العروبية القومجية وهي تقول؛ بأن كل من يقيم في "البلدان العربية" هم عرب مع العلم جغرافية أغلب بعض تلك البلدان أو أجزاء منها هي ليست للعرب، بل لشعوب عدة مثل الكرد والأمازيغ وغيرهم.. والآن جئتم ببدعة جديدة حول قضية أن العروبة ليست قومية، بل ثقافة وهي حجة كاذبة ومخادعة الهدف منها فقط صهر الآخرين في البوتقة العربية ثقافياً لغوياً وهكذا جعلهم عرباً حيث مع فقدان الآخر لثقافته ولغته وتبني لغة وثقافة الآخر ينتهي وجوده تماماً ويشكل وفق القالب العربي الذي أدخل به، وهذه لا تختلف عن المشاريع القوموية العربية إلا شكلاً ومسمى، بينما الغايات فهي واحدة؛ تعريب الجميع

حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي