حوار مع اليسار الديمقراطي و المعادي للستالينية عن حماس

مازن كم الماز
2024 / 1 / 15

من المنطقي بل و الواضح أن حماس ليست غزة و لا فلسطين و أن الدفاع عن الفلسطينيين لا يمكن أن يعني الدفاع عن حماس … في الحقيقة إن حماس تحتل اليوم الدور الذي كان يلعبه جمال عبد الناصر ذات يوم و قبله الحاج أمين الحسيني و بعدهما ياسر عرفات و حافظ الأسد و ربما صدام حسين و القذافي و الخميني الخ … بعد هزيمة عبد الناصر و أشباهه في يونيو حزيران 67 تعرض الرجل لنقد عنيف ركز على فردية نظامه و استبداده ممن يمكن تسميته "باليسار الديمقراطي" و معه يساريون استخدموا تحليلات معادية للستالينية من قبيل رأسمالية الدولة لتحليل بنية و ممارسات النظام الناصري و أشباهه … اليوم تهزم حماس هزيمة مدوية و يهزم معها كل فلسطينيي غزة و الضفة أيضًا و هي تزيد على ما فعله عبد الناصر بأن تتركهم وحدهم فريسة لمدافع نتنياهو و قنابله بينما يختبىء قادتها في أوكارهم تحت الأرض دون أن يجد أي من اليساريين "الديموقراطيين" أو المعادين للستالينية أية حاجة لتوجيه أي نقد لها و لا لأفكارها و ممارساتها المعادية للديموقراطية و لا للدفاع عن الذين تقودهم إلى نحرهم بدون رأي أو اختيار منهم … في الحقيقة إن إيمان حماس بالديموقراطية لا يزيد عن إيمان عبد الناصر بها و ممارستها سواءً تجاه خصومها أو تجاه محكوميها الفلسطينيين ليست أقل استبدادية من ما مارسه عبد الناصر ضد معارضيه و استهتار حماس بأرواح الغزاويين ليس أقل من استهتار عبد الناصر بدماء الجنود و الفلاحين المصريين في اليمن و سيناء … بل يمكن في الحقيقة إيجاد نقاط إيجابية أكثر لصالح عبد الناصر في هذه المقارنة ، نظافة يد الرجل و نجاحاته في تأميم قناة السويس و الإصلاح الزراعي الذي يمكن تشبيهه بتحرير الأقنان الروس في 1861 و هي كلها أشياء ليس لحماس أي نظير لها … لقد صرعتمونا بالديمقراطية و باستبداد عبد الناصر و ها أنتم اليوم تصفقون و تهللون لمن هو أكثر استبدادًا و قمعية من عبد الناصر مستخدمين نفس الأوصاف و نفس المبررات و التهم التي كان عبد الناصر نفسه يستخدمها لقمع خصومه … إنكم اليوم تخيرونا و تخيروا سكان غزة و مصر و سوريا "الحرة" و ليبيا "الحرة" و كل سكان الشرق بين استبداد العسكر و استبداد الإسلاميين باستخدام حجج و مبررات إيديولوجية لا تختلف كثيرًا عن تلك التي استخدمها عبد الناصر و غيره من العسكر من صراع الحضارات و مظلومية "شعوبنا" في مواجهة الغرب الاستعماري العنصري و تفوق "أدياننا" الحضاري و الأخلاقي الخ الخ … لا شك أنكم تميلون لصالح طغاة جدد و لصالح استبداد أكثر فتوة و شعبوية لأسبابكم الخاصة لكن بالنسبة لحملة نير الاستبداد فالفارق هزيل جدًا بين الطغاة رغم كل محاولاتكم و محاولات هؤلاء لإبراز ذلك الفارق … إن بناء بديل حقيقي عن الاثنين ، بناء الطريق الثالث بينهما و ضدهما ليس على أجندتكم و هذا يزيد من أعبائنا سامحكم الله

حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي