مقتل عقبة بن ابي معيط

رحيم فرحان صدام
2024 / 1 / 12

روى البلاذري عن الشعبي مقتل عقبة بن ابي معيط فقال ما نصه : " عن عامر الشعبي : أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعقبة يوم بدر : والله لأقتلنك . فقيل أتقتله من بين قريش ؟ قال : نعم ، إنه وطئ على عنقي وأنا ساجد ، فما رفع حتى ظننت أن عينيّ قد سقطتا ، وجاء يوما ، وأنا ساجد ، بسلا شاة فألقاه على رأسي . فأنا قاتله." (1)
علق الالباني على رواية الشعبي بما نصه " قلت: وهذا مرسل ، وجملة القول أني لم أجد لهذه القصة إسنادا تقوم به الحجة على شهرتها في كتب السيرة ، وما كُلُّ ما يُذكَر فيها ويُساقُ مَساقَ المُسَلَّمَات يكون على نهج أهل الحديث من الأمور الثابتات . نعم قد وجدت لقصة عقبة خاصة أصلا ، فيما رواه عمرو بن مرة عن إبراهيم ، قال: أراد الضحاك بن قيس ، أن يستعمل مسروقا ، فقال له عمارة ابن عقبة: أتستعمل رجلا من بقايا قتلة عثمان؟ ! فقال له مسروق: حدثنا عبد الله بن مسعود ـ وكان في أنفسنا موثوق الحديث ـ أن النبي صلى الله عليه وسلم لما أراد قتل أبيك ، قال: من للصبية؟ قال النار ، فقد رضيت لك ما رضى لك رسول الله صلى الله عليه وسلم. " (2)
كما نلاحظ فان الالباني ضعف هذه الرواية الا انه تراجع وأكد ان لها اصل .
والحقيقية اننا نشك في سبب قتل عقبة بن ابي معيط وهو اعتداءه على النبي أثناء صلاته كما صورها الشعبي .
ولا يمكن قبول رواية الشعبي عن سبب قتله وهو إيذاء النبي والوطيء على عنقه وهو ساجد كما زعم ؛ لان النبي كان في حماية أبو طالب وهو شيخ بني هاشم(2) فلا يمكن ان يتجرأ عليه احد وهذا ابو جهل الذي اذى النبي وشتمه فكان جزاؤه ان ضربه الحمزة عم النبي ضربة شجت وجهه(4) فكيف يطأ عقبة عنق النبي أثناء سجدوه وتمر مرور الكرام من دون رد من ابي طالب والحمزة فضلا عن بني هاشم لا سيما ان هذه الرواية أنفرد بها الشعبي وهو ليس حجة اذا أنفرد لا سيما أنه يعد بوق الدعاية الاموية .
وكان في الاسرى أيضا النضر بن الحارث ربيب مدرسة جند يسابور ، الذي تعلم هناك علوم الحضارات ، بما فيها أخبار الاقدمين ، في بعث أثرياء مكة أبنائهم لمدارس الحضارات ، وللصدفة العجيبة أن يقع مع النظر في الاسر، مع رفيقه المتعلم عقبة بن ابي معيط ليسير في ركاب الركب المنتصر مقيدين . (5)
ومهما بُحِثنا عن سرٍّ وراء قتْل عقبة والنضر — سوى عدَم إيمانه بالدَّعوة — فلن نجِد سوى أنه كان أحدَ كبار قريش. وكان يقعد مع صديقه عقبة بن ابي معيط للنبي بمكة مقعد رصد ، ليوجهوا له استفسارات كثيرة بقصد الاحراج والايذاء، وعادة ما كانوا يقصون للناس قصص رستم وأسفندباذ وغيرهم(6).
ينظر :
(1) البلاذري، أحمد بن جابر بن يحيى، (ت 279هـ/885 م)، أنساب الأشراف، حققه وعلّق عليه: الشيخ محمد باقر المحمودي، منشورات الأعلمي ، (بيروت - 1974).ج 1 ص 148 .
(2) الألباني ،محمد ناصر الدين (ت : 1420هـ)،إشراف: زهير الشاويش، الناشر: المكتب الإسلامي – بيروت، الطبعة: الثانية 1405 هـ / 1985م. (5/ 40).
(3) ابن إسحاق ، محمد بن إسحاق بن يسار المطلبي مولاهم ( ت 151هـ / 768 م)، سيرة ابن إسحاق المسمى بكتاب المبتدأ والمبعث والمغازي، تحقيق :محمد حميد الله ، معهد الدراسات والأبحاث للتعريب ( بلا م ـ بلا ت). (ص: 156).
(4) ينظر: القمني : سيد محمود ، انتكاسة المسلمين الى الوثنية ، الانتشار العربي ، ط1، بيرت - 2010م. ، ص92 .
(5) ابن أسحاق: كتاب السير والمغازي . (ص: 202).
(6) ابن أسحاق: كتاب السير والمغازي . (ص: 202).

حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي