سلسلة الجذور التاريخية لداعش الوهابية الامام الغزالي وابن تيمية مؤسسي الإرهاب الطائفي

رحيم فرحان صدام
2024 / 1 / 5

ان أي باحث لن يتمكن ان يفهم حمى التاريخ التي تسمم العلاقات السنية الشيعية اليوم الا اذا اخذ بنظر الاعتبار جهود ابن تيمية وتراثه واثره على الثقافة الإسلامية المعاصرة.
كان لابن تيمية باع واسع في مختلف العلوم الإسلامية كالتفسير والحديث والفقه وعلم الكلام ، وهو الذي بعث التراث الحنبلي في بلاد الشام ، بعد ان فقد الحنابلة مكانتهم العلمية والاجتماعية والسياسية، لصالح المذهب الشافعي والعقيدة الاشعرية في العراق . ومع ان ابن تيمية لم يكن مؤرخا ، الا انه ترك اثره على كتابة التاريخ الإسلامي، بما اثاره من جدل ضد اهل البيت وشيعتهم في تفسير احداث صدر الإسلام وبعض الحقب الأخرى المثيرة للخلاف بين الشيعة والسنة لا سيما العصر الاموي، وكما ورث مقته الشديد للشيعة للعديد من حملة الثقافة السنية اللاحقين .
ولد ابن تيمية في مدينة حران في بلاد الشام بعد تدمير المغول بغداد بخمسة أعوام ، وقبل تدميرهم مدينة حلب بثلاثة أعوام. وعندما بلغ السادسة من عمره هرب به اهله من مسقط راسه في حران بعد اقتراب الغزو المغولي منها ، وهاجر والده مع اسرته الى دمشق خوفا من المغول.
وجعلت منه نشأته في هذا السياق الدامي المفعم بالصراع ، وخلفيته الحنبلية الناصبية التي لا تعرف الحلول الوسطى ولا الفكر التركيبي ، احد ابرز المدافعين عن التسنن المعادي لأهل البيت وشيعتهم شراسة واندفاعا .
وقد صحب ابن تيمية جيوش المماليك في حربها ضد الشيعة سنة (705 ه/ 1306م)
وشارك في مذبحة كسروان ضد شيعة لبنان ، وسوغ لهم ارتكاب تلك الجريمة النكراء في رسالة مفصلة الى السلطان المملوكي الْمَلِكِ النَّاصِرِ ، واعتبرها "غزوة شرعية كما امر الله ورسوله ، بعد ان كشفت أحوالهم وأزيحت عللهم وأزيلت شبههم وبذل لهم من العدل والانصاف مالم يكونوا يطمعون به." ينظر : ابن تيمية : مجموع الفتاوى (28/ 403).
يعد ابن تيمية المؤسس الحقيقي للوهابية وجميع فتاوى الإرهاب الوهابي تعتمد آراؤه وفتاواه وتنتمي اليه كافة الحركات الإرهابية كحركة طالبان وتنظيم القاعدة وداعش واخواتها فما هو موقف علماء المسلمين منه، لنأخذ مثلا واحدا وهو ابن حجر الهيتمي اذ قال ما نصه:" وسئل نفع الله به بما لفظه : لابن تيمية اعتراض على متأخري الصوفية ، وله خوارق في الفقه والأصول فما محصل ذلك ؟ .
فأجاب بقوله : ابن تيمية عبد خذله الله وأضله وأعماه وأصمه وأذله ، وبذلك صرح الأئمة الذين بينوا فساد أحواله وكذب أقواله ، ومن أراد ذلك فعليه بمطالعة كلام الإمام المجتهد المتفق على إمامته وجلالته وبلوغه مرتبة الاجتهاد أبي حسن البكي وولد التاج والشيخ الإمام العز ابن جماعة وأهل عصرهم من الشافعية والمالكية والحنفية ، ولم يقتصر اعتراضه على متأخري الصوفية على مثل عمر بن الخطاب وعلي ابن أبي طالب رضي الله عنهما كما يأتي .
والحاصل أن لا يقام لكلامه وزن بل يرمى في كل وعر وحزن ويعتقد فيه أنه مبتدع ضال ومضل جاهل غال عامله الله بعدله وأجارنا من مثل طريقته وعقيدته وفعله آمين ." ينظر: الفتاوى الحديثية (ص: 242)
وقال أيضا : "وإياك أن تصغي إلى ما في كتب ابن تيمية وتلميذه ابن قيم الجوزية وغيرهما ممن اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم ، وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة فمن يهديه من بعد الله ، وكيف تجاوز هؤلاء الملحدون الحدود وتعدوا الرسوم وخرقوا سياج الشريعة والحقيقة فظنوا بذلك أنهم على هذى من ربهم وليسوا كذلك
بل هم على أسوأ الضلال وأقبح الخصال وأبلغ المقت والخسران وأنهى الكذب والبهتان فخذل الله متبعه وطهر الأرض من أمثالهم . ينظر: الفتاوى الحديثية (ص: 480). حقا ان ابن تيمية هو امام الإسلام الإرهابي.

الحقيقة ان اغلب التراث السني هو تراث إرهابي داعشي وليس الحنابلة او الوهابية بشكل عام والا فالإمام الغزالي الاشعري العقيدة الصوفي المذهب السني يفتي بقتل المسلمين من المذهب الشيعي الإسماعيلي بما في ذلك النساء والأطفال او الصبيان على حد تعبيره ثم يتساءلون من اين تأتي داعش والجواب من التراث الإسلامي وتحديدا السني ونترك الجواب للأمام الغزالي اذ يقول في كتابه فضائح الباطنية :" الْفَصْل الثَّانِي فِي أَحْكَام من قضى بِكُفْرِهِ مِنْهُم
وَالْقَوْل الْوَجِيز فِيهِ أَنه يسْلك مَسْلَك الْمُرْتَدين فِي النّظر فِي الدَّم وَالْمَال وَالنِّكَاح والذبيحة ونفوذ الأقضية وَقَضَاء الْعِبَادَات أما الْأَرْوَاح فَلَا يسْلك بهم مَسْلَك الْكَافِر الأصلي إِذْ يتَخَيَّر الإِمَام فِي الْكَافِر الأصلي بَين أَربع خِصَال بَين الْمَنّ وَالْفِدَاء والاسترقاق وَالْقَتْل وَلَا يتَخَيَّر فِي حق الْمُرْتَد بل لَا سَبِيل إِلَى استرقاقهم وَلَا إِلَى قبُول الْجِزْيَة مِنْهُم وَلَا إِلَى الْمَنّ وَالْفِدَاء وَإِنَّمَا الْوَاجِب قَتلهمْ وتطهير وَجه الأَرْض مِنْهُم هَذَا حكم الَّذين يحكم بكفرهم من الباطنية ( الشيعة) وَلَيْسَ يخْتَص جَوَاز قَتلهمْ وَلَا وُجُوبه بِحَالَة قِتَالهمْ بل نغتالهم ونسفك دِمَاءَهُمْ فَإِنَّهُم مهما اشتغلوا بِالْقِتَالِ جَازَ قَتلهمْ وَأَن كَانُوا من الْفرْقَة الأولى الَّتِي لم يحكم فيهم بالْكفْر وَهُوَ أَنهم عِنْد الْقِتَال يلتحقون بِأَهْل الْبَغي والباغي يقتل مَا دَامَ مُقبلا على الْقِتَال وأن كان مُسلما إِلَّا أَنه إِذا أدبر وَولى لم يتبع مدبرهم وَلم يُوقف على جريحهم أما من حكمنَا بكفرهم فَلَا يتَوَقَّف فِي قَتلهمْ إِلَى تظاهرهم بِالْقِتَالِ وتظاهرهم على النضال
فان قيل هَل يقتل صبيانهم وَنِسَاؤُهُمْ قُلْنَا أما الصّبيان فَلَا فَإِنَّهُ لَا يُؤَاخذ الصَّبِي وَسَيَأْتِي حكمهم وَأما النسوان فَإنَّا نقتلهم مهما صرحن بالاعتقاد الَّذِي هُوَ كفر على مُقْتَضى مَا قَرَّرْنَاهُ فَإِن الْمُرْتَدَّة مقتولة عندنَا بِعُمُوم قَوْله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من بدل دينه فَاقْتُلُوهُ نعم للْإِمَام أَن يتبع فِيهِ مُوجب اجْتِهَاده فَإِن رأى أَن يسْلك فيهم مَسْلَك أبي حنيفَة ويكف عَن قتل النِّسَاء فَالْمَسْأَلَة فِي مَحل الِاجْتِهَاد وَمهما بلغ صبيانهم عرضنَا الإسلام عَلَيْهِم فَأن قبلوا قبل إسْلَامهمْ وَردت السيوف عَن رقابهم إِلَى قربهَا وَأَن أصروا على كفرهم متبعين فِيهِ آبَاءَهُم مددنا سيوف الْحق إِلَى رقابهم وسلكنا بهم مَسْلَك الْمُرْتَدين وَأما الأموال فَحكمهَا حكم أَمْوَال الْمُرْتَدين فَمَا وَقع الظفر بِهِ من غير إيجَاف الْخَيل والركاب فَهُوَ فَيْء كَمَال الْمُرْتَد فيصرفه إِمَام الْحق على مصارف الْفَيْء على التَّفْصِيل الَّذِي اشْتَمَل عَلَيْهِ قَوْله تعالي 88 مَا أَفَاء الله على رَسُوله من أهل الْقرى فَللَّه وَلِلرَّسُولِ 88 الْآيَة وَمَا استولينا عَلَيْهِ بِإِيجَاف خيل وركاب فَلَا يبعد أَن يسْلك بِهِ مَسْلَك الْغَنَائِم حَتَّى يصرف إِلَى مصارفها كَمَا اشْتَمَل عَلَيْهِ قَوْله تعالي 88 وَاعْلَمُوا أَنما غَنِمْتُم من شَيْء فَأن لله خمسه 88 الْآيَة وَهَذَا أحد مسالك الْفُقَهَاء فِي الْمُرْتَدين وَهُوَ أولى مَا يقْضى بِهِ فِي حق هؤلاء وأن كَانَت الْأَقَاوِيل مضطربة فِيهِ".
ينظر : الغزالي ، فضائح الباطنية (ص: 157).

حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي