|
غلق | | مركز الدراسات والابحاث العلمانية في العالم العربي | |
|
خيارات وادوات |
رحيم فرحان صدام
2024 / 1 / 4
كل يوم نسمع أن الغرب يقدم الخيال العلمي علي المحك و على ارض الواقع ، والتي كانت في يوم من الأيام ترهات و خزعبلات وخرافات في قصص طقوسية بدائية ، وأصبحت حقيقة واقع مادي وواقع حضاري ، و ذلك من خلال العلم الذي استطاع العقل البشري توظيفه في الاكتشاف وفي الاختراع وفي الإبداع ، وصارت هناك هواتف نقالة وكاميرات وحاسبات وطائرات وغزو الفضاء .
وكل ما قدمه العلماء هو نتاج العلم فقط ، و نتاج جهد كبير من البحث في العلوم الإنسانية والعلمية ، ولعل هؤلاء المكتشفون وهؤلاء المخترعون الغربيون إلى حد ما اخطأوا التقدير إذا ما شاءت الصدف و سمعوا محاضرات الدكتور "زغلول النجار" ، لأنهم سيكتشفون أن كل اكتشافاتهم كانت في القرآن الكريم و في " أحاديث الرسول "، و ستدمع أعينهم و"ستتزغلل" قلوبهم وهل صدق المتنبي عندما قال
ذو العقل يشقى في النعيم بعقله واخو الجهالة في الشقاوة ينعم
الدكتور "زغلول النجار" عبقري الإعجاز العلمي القرآني بناءا على العلوم الحديثة التي من المفروض أن يوظفها في الاختراع و الإبداع ، لا أن يوظف تلك العلوم الحديثة في إثبات صحة نص رباني كما حصل مع معجزة انشقاق القمر ، و "يا سبحان الله علي المعجزة" التي برهنها الدكتور "زغلول النجار" بصور مأخوذة بأقمار صناعية أمريكية ومع العلم أن هناك تفاسير أخري لآية "اقتربت الساعة و انشق القمر" ، فهناك من يفسر الآية على أنها علامة من علامات قرب الساعة ، و لكن منطق عقلي مادام السيد " زغلول النجار" عبقري في الإعجاز القرآني ، كان الأجدر من السيد " زغلول النجار" أن يعكس المعادلة وأن يستنبط لنا العلوم من القران الكريم ، و ليقل لنا ما هي النظريات العلمية و الاكتشافات التي اكتشفها من خلال دراسته للقران ، وليخترع لنا من القران علي الأقل حبة "أسبرين" توقف وجع رأس المسلم الذي أنهكه الاستبداد و الاستعمار والبؤس .
لقد تحول الإعجاز إلى مادة دسمة وإلى بحث عن آية لتوافق اكتشاف علمي جديد ، وتحول الإعجاز إلى مادة تجارية إيمانية على حساب العلم وعلى حساب الدين ذاته ، ويتم من خلال ذلك تسويق الخطاب الدعوي الذي يخدر العقول لأنه مبني علي الغيبيات ، و ذلك الخطاب إياه هو الذي يقتل فكرة الإبداع ، و سيتحول الباحث أو المكتشف إلي أسير يبحث فقط كيف سيتطابق اكتشافه مع أفكاره العقائدية التي من الممكن أن تكون مغلوطة الفهم أو مغلوطة التفسير أو حتى مغلوطة علمية مؤكدة .
يجب التفريق بين المنهج العلمي و بين الغرض من الدين لدى معتنقيه ، لان أي إنسان مهما كانت عقيدته فهو حتما يؤمن أن عقيدته هي دين "الحق" و دين "التوحيد" ومع هذا لا يوجد أي اختراع أو أي اكتشاف يمكن تصنيفه ضمن بحث عقائدي ، وكل الاكتشافات وكل الاختراعات و كل الإبداعات هي نتاج البحث في العلوم فقط ، وليس لنا أي حاجة لربط تلك الاكتشافات بأي عقيدة و لو كان ذلك الربط ذو قيمة لكان للغرب كلام كثير عن اكتشافاتهم و عن اختراعاتهم ولا قالوا أن المسيحية ذكرت و أقرت و أن المسيحية هي من صنعت و هي من طورت .
تعليقات
حول الموضوع
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي المركز وإنما تعبر عن رأي أصحابها |
|
هل ترغب بالتعليق على الموضوع ؟ |