غزة و فلسطين كإيديولوجية

مازن كم الماز
2023 / 12 / 14

من يتحدث عن غزة بهذا الحماس تتوقع أنه مشغول طوال الوقت بالمجازر التي يتعرض لها البشر في أي مكان ، لكن فلسطين و غزة اليوم بالتحديد هي أكبر بكثير من مجرد واقعة أو قضية حقوق إنسان ، إنها إيديولوجية قائمة بذاتها ، إيديولوجية لبشر يحتقرون دماء و آلام غيرهم و مسكونين بهاجس استعباد و ذبح غيرهم … لا تتساءل عما فعله هؤلاء و قالوه بالأمس فقط عندما هجرت القوات الاذربيجانية مائة و عشرين ألف أرمني من قره باخ ، و لا عندما لاحق الدواعش الايزيديين و الايزيديات في كل مكان … و لا عن إنكار هؤلاء للهولوكوست ، لمحرقة ستة ملايين يهودي و أكثر من الغجر و المثليين جنسيا و من شهود يهوه و لا عن دفاعهم و تبريرهم أفعال مؤيدين و مبشرين بالهولوكوست كالمفتي الحسيني و لا عن اعتبارهم إنكار الهولوكوست جزءً من حرية التعبير المقموعة في الغرب بينما يطلقون شتى التهم و الأحكام بحق كل من يتردد في الدفاع عن قتلة حماس و قادتها و في أحيان كثيرة عن الدواعش أنفسهم الذين يطالبون لهم "بمحاكمة عادلة" طالما حرموا منها أصغر ضحاياهم … و لا عن صمتهم ، صمت المثقفين و الإعلاميين العرب و المسلمين عن مجازر الجيش الأندونيسي في تيمور الشرقية … و لا عن مسيحيي جنوب السودان الذين عانوا الأمرين على يد أنظمة الخرطوم و خاصةً القومي و الإسلامي منها ، و لا حتى عن مسلمي دارفور الأفارقة الذين تعرضوا لما يمكن اعتباره إبادة جماعية على يد جيرانهم العرب البدو بدعم و تخطيط من حكومة الخرطوم الإسلامية ، الأفارقة الذين يستثمر في معاناتهم و آلامهم هؤلاء عند اللزوم بينما يصمتون عنها إذا كانت على يد عربي أو مسلم ، لنذكر أن محمد نفسه كان مالكًا للعبيد و كذلك معظم الصحابة و أئمة الشيعة صلوات الله عليهم أما بالنسبة لخلفاء محمد فقد تنافسوا في عدد الإماء و الجواري و الخصيان الذين كانوا في قصورهم … من السعيد أن تسمع من يتحدث بحماسة عن تحطيم تماثيل قدامى الساسة الامريكان من ملاك العبيد بينما يصمتون أو بالعكس ، يتهمون بالاسلاموفوبيا و العنصرية كل من ينتقد تسري محمد بماريا القبطية أو اغتصابه لصفية بنت حيي بعد أن قتل أباها و زوجها … سأحدثك عن مسلمين طالبوا بالاستقلال فقام الجيش المحتل بالتعاون مع ميلشيات محلية دينية عنصرية بارتكاب مجازر مليونية تجاههم ، قتل منهم ما بين نصف مليون إلى ثلاثة ملايين و اغتصبت ما بين 200 إلى 400 آلف امرأة على يد ذلك المحتل ، غادر ثمانية إلى عشرة ملايين خارج البلاد و اضطر ثلاثين مليونًا من سبعين لمغادرة منازلهم ، هذه كانت أكبر مجزرة جماعية بعد الهولوكوست في التاريخ … كانت هذه هي الإبادة الجماعية التي تعرض لها البنغال على يد الجيش الباكستاني و الميلشيات الإسلامية التابعة له و التي استمرت طوال عام 1971 حتى استسلام القوات الباكستانية في بنغلاديش في ديسمبر كانون الأول 1971 … شارك حزب الجماعة الإسلامية و ميليشياته في المجازر و في اغتصاب النساء البنغاليات الجماعي … كان كبار الشيوخ الباكستانيين قد أعلنوا أن النساء البنغاليات هم ملك مشاع "للمسلمين" و كان القتلة ، الجنود الباكستانيون و الإسلاميون المحليون يعتبرون البنغال شعبًا قليل التدين و متخلفًا و وصموا المدافعين عن اللغة البنغالية بالخيانة … إذا كان هذا الكلام قد استفزك و لم تشعر بأي تعاطف مع البنغال أو اليهود أو الأرمن أو الأفارقة الذين استعبدهم محمد و خلفائه ، أرجوك أن تغادر فورًا و تعود إلى قصصك و أعمالك و صخبك المعتاد ، بالنسبة لمن استطاعوا التعاطف مع البنغال و الأرمن الذين قتلهم العثمانيون أو هجرهم الأذريون أو مع الأفارقة سواء الذين استعبدهم محمد أو الرجل الأبيض فاعلم يا صديقي أنه علينا ألا نتصرف كهؤلاء و أن نغضب و ننتصر لأي إنسان مقهور أيًا كان قاهره ، إن حقوق الإنسان ليست مسألة إيديولوجية و لا قضية للمناكفات و الحروب القبلية و الطائفية و القومية … بينما يموت الغزيون اليوم و معهم اسرائيليون فقط دفاعًا عن السنوار أو عن نتنياهو و يستخدم أطفال غزة سلاحًا رخيصًا يالمجان للدفاع عن سيطرة حماس على خرائب غزة فنحن سنقف مع المقتولين و نفضح القتلة دون تمييز

حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي