حول مقاطعة منتجات العدو الصهيوني

سعد السعيدي
2023 / 12 / 8

قبل اكثر من سنتين كنا قد عثرنا على مدونة مفيدة على الفيسبوك تعني بمقاطعة الكيان الصيهوني اسمها بالانكليزية (بويكوت اسرائيل، اي مقاطعة اسرائيل). وكان قد انشأها ناشطون نرويجيون من المتعاطفين مع القضية الفلسطينية. وكان يساهم في هذه المدونة مشاركون يأتون بمعلومات واخبار من جميع انحاء العالم عن نشاطات المقاطعة والتضامن والدعم. وكنا نتعلم من خلالها على ما يجري ونتبادل الآراء مع الآخرين حول موضوعها ايمانا منا بان اية مساهمة فيها مهما كانت بسيطة تكون دائما ذات تأثير. ولم تعد هذه الصفحة موجودة إذ حذفتها ادارة الفيسبوك في سياق ممارساتها المعادية لحرية التعبير عن الرأي.

هكذا فعن طريق هذه المدونة قد عرفنا بنشاطات الاحتجاج ضد المصانع البريطانية مثلا التي كانت تزود الصناعات العسكرية الاسرائيلية بالاجزاء اللازمة لمنتجاتها. إذ كان الناشطون والمؤيدون للفلسطينيين يقفون محتجين امام مدخل مكاتب احدها مطالبين بايقاف تعاونها مع دولة الاحتلال. وكان حتى قد نجح بعض الناشطين في اجبار احد هذه المصانع قبل سنوات على الاغلاق. وهذا غير نشاطات اخرى في باقي المدن البريطانية كالتظاهرات وايضا في العاصمة لندن نفسها. وفي مناطق اخرى من العالم كما في ايرلندا نشرت على المدونة صورة توضح مقاطعة الخيار ذو المنشأ الاسرائيلي المعروض في احد الدكاكين التجارية بجانب خيار من منشأ آخر الذي نفذ من صندوقه على الرغم من فارق السعر الهائل. إذ جرى تخفيض سعر الاول الى بضعة عشرات من السنتات ! وغير هذا كنا نروج على تلك المدونة لمواقف الشخصيات العالمية الداعمة للفلسطينيين مثلما كنا نفضح مواقف الداعمين لدولة الاحتلال ومقاطعتهم.

في احدى المرات اثار احد المعلقين امر مقاطعة المنتجات الاسرائيلية. وكان قد كشف عن عائدية منتوج اسمه صودا ستريم الى شركة اسرائيلية تنتجه في مصنع مقام على اراضي الضفة الغربية المحتلة. وكانت تعرض لهذا المنتوج دعاية بين فترة واخرى على التلفزيون الهولندي. ومن خلال التحري حول امر هذا المنتوج قد عرفنا بانه كان واقعا من ضمن منتجات اسرائيلية اخرى تحت طائلة قرار لمحكمة العدل الأوروبية. وهذه المحكمة التي هي اعلى هيئة قضائية في الاتحاد الاوروبي، كانت قد قضت في العام 2019 بضرورة وضع علامات على منتجات المستوطنات الإسرائيلية بصفتها هذه المقامة على الاراضي الفلسطينية المحتلة لكي لا تسوق كمنتجات إسرائيلية. إذ ان سياسة الاتحاد الاوروبي تتمثل في التمييز بين المنتجات المصنعة في إسرائيل نفسها عن تلك المصنعة في المناطق التي لا يعترف الاتحاد الاوروبي بالسيادة الاسرائيلية عليها. وكانت هولندا من بين دول اوروبا التي لم ترد تطبيق القرار القضائي على اراضيها.

ثم قد انتبهنا لاحقا من خلال النقاش حول المنتوج المذكور الى امر لم يخل من طرافة، لكنه كان كاشفا للكثير مما كان ربما غير معروف. إذ انتبهنا الى اننا في كل مرة كنا نثير امر ذلك المنتوج على المدونة، تظهر على التلفزيون الهولندي بعد يومين دعاية الترويج له !!! ومع انتباهنا لهذا الامر صرنا نكرر اثارة امره والتعليق عليه سلبا نكاية به. إذ ننتظر توقف الدعاية على التلفزيون لنقوم باثارة الامر على الصفحة اياها مرة اخرى كي تعود الدعاية للظهور وهو ما كان يحدث. من الواضح انه كان ثمة مرتعبين ممن كان يراقب ويتابع تعليقاتنا على تلك الصفحة ! الاطرف هو ما بدا لنا من وجود آخرين غيرنا ممن انتبه الى هذا الامر حيث قد رأينا تكرار ظهور هذه الدعاية على التلفاز حتى من دون اثارتنا للامر على تلك المدونة. للعلم فإن كلفة ظهور اي اعلان تجاري على التلفزيون هو الوف اليوروهات لكل ثانية.

هذا الامر يشير الى ان الصهاينة يرتعبون كثيرا ويتوجسون من كل ما يتسبب بكساد صادراتهم الى اوروبا. وان اي تعليق في اي مكان ضد منتجاتهم مهما كان بسيطا يسبب لهم ارتفاعا بضغط الدم. وبعد انطلاق عملية طوفان الاقصى قد علمنا بان سلاسل مطاعم غربية قد ارسلت دعما لجنود الاحتلال بشكل المئات من اكياس الاطعمة الجاهزة. وهي سلاسل مطاعم ماكدونالدز وبرغر كينغ ودومينوز بيتزا وبيتزا هات. وقد بدأت تظهر على التلفزيون دعاية الترويج للاول. نتساءل نحن عما الذي يمنع من انشاء مدونة على غرار تلك التي حذفت لتبادل اخبار مقاطعة كل البضائع الاسرائيلية المصدرة والشركات المتعاملة مع دولة الاحتلال الغاصب واخبار النشاط السلمي المقاوم ؟

ومن موقع حركة مقاطعة اسرائيل على الانترنت قد علمنا باسماء الشركات التي تتعامل مع اسرائيل. من هذه شركة كاتربيلار الامريكية التي تستخدم جرافاتها في الجيش الاسرائيلي وفي بناء المستوطنات وشركة اكسا الفرنسية للتأمينات التي تدعم البنوك الاسرائيلية ومتاجر كارفور الفرنسية التي لها فروعا هناك وتدعم الاستيطان وشركة بوما للمستلزمات الرياضية التي تدعم فرق الكيان الرياضية وسلسلة مقاهي ستارباكس الامريكية. وقد وجدنا صفحة تجارية لشركة اديداس الالمانية على موقع اسرائيلي على الانترنت على الرغم من اعلان حركة المقاطعة عن اذعان هذه الشركة لمطالب التوقف عن دعم دولة الاحتلال. إن استمرار هذه الشركات في نشاطها في دولة الاخير ربما يعني ان تسليط الضوء عليها لم يكن كاف من قبل حركة المقاطعة اعلاه. نقول هذا اعتمادا على الحادثة مع شركة صودا ستريم الآنفة.

لذلك فاننا بانتظار انشاء مثل هذه الصفحة الداعمة لحركة المقاطعة.

حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي