حماس و إسرائيل و الشعب الفلسطيني

مازن كم الماز
2023 / 11 / 24

يفترض من عملية تحرير فلسطين أن تؤدي لأن يصبح الفلسطينيون ، كل فلسطيني ، أصغر فلسطيني ، سادة مصيرهم ؛ أن يناقشوا بكل حرية كل تفاصيل حياتهم و يقرروها بكل حرية ، على الأقل أن يكون لكل منهم كلمة ما في مصيره و في حياته … لكن قراءة سريعة لما يقوله كل من يتحدث عن الفلسطينيين و عن الشعب الفلسطيني و ما يردده كل من يدافع عن حق الفلسطينيين في مقاومة الاحتلال و نيل حريتهم سيجد أنهم يقصدون شيئًا مختلفًا بالكامل عن هذا … هناك إجماع بين المدافعين عن الشعب الفلسطيني و عن حريته أن أي فلسطيني يخالف المقاومة أي حماس ، كل من ينتقدها ، يتحدث عن "أخطائها" أو قتلها و اختطافها للأبرياء و عن مقامرتها بحياة ملايين الفلسطينيين و تركهم تحت رحمة آلة القتل الاسرائيلية ، ليس إلا خائنًا … الذين يموتون و تهدم منازلهم في غزة و الضفة ليس لهم أي خيار و لا حق في مناقشة ما يتعرضون له ، و لا نصف كلمة في موتهم هذا و لا في حياتهم التي تقررها حماس دون أن تقبل بأي تدخل أو نقد أو محاسبة ممن "تمثلهم" و تسعى لأن "تحررهم" ، لا يمكن لأي فلسطيني أن يحاسب حماس أو ينتقدها ، أن يحتج ، يعارض ، يناقش بصوت مرتفع أفعال و قرارات حماس التي تحدد حياته و موته أن يناقش هو كيف يريد أن يعيش و يموت ، عليه فقط أن يموت بصمت ، هذا فقط كيلا يوصم بالخيانة ، كيلا يموت "خائنًا" ، لا تحتاج حماس هنا لأية أغلبيات و لا أكثريات و لا تحتاج لاستشارة الشعب الذي تدافع عنه ، على العكس تمامًا ، كل فلسطيني معرض للمحاسبة و المساءلة أمام حماس التي تستطيع أن تفعل به ما تريد ، ليس فقط بإلقائه و أطفاله طعمًا لقنابل إسرائيل ، بل و محاسبته و معاقبته مباشرةً إذا شكت في إخلاصه لها ، أي "لشعبه" ، لذاته ، لوجوده ، لحياته ، و لموته … و قد شاهدنا كيف يكفي ليس انتقاد حماس بل التشكيك في روايتها عما جرى و عن سير العمليات العسكرية ليجر أسوأ المصائب و أشنع الاتهامات على فاعله ، إننا أمام مفهوم جديد للتمثيل و للشرعية جرى الاشتغال عليه طويلًا حتى أصبح مقبولًا و مطاعًا … يختلف هذا المفهوم الجديد - القديم عن التمثيل ، تمثيل السادة الجدد لشعوبنا عن أطروحة التمثيل الليبرالية ف"الممثلون" الجدد أو السادة الجدد لشعوبنا لا يحتاجون إلى صناديق الاقتراع أو أية مؤسسات خارجهم و لو أن هذه تستخدم عندما تكون لصالح السادة الجدد للتوكيد فقط على حقهم المطلق و الحصري في التمثيل و الشرعية ، شيء يذكر بالحق الإلهي للملوك في القرون الوسطى … كل ما تحتاج حماس أن تفعله هو أن تقتل إسرائيليين فقط كي تنسب لنفسها هذا الحق المطلق و الحصري في تمثيل الشعب الفلسطيني دون الحاجة لموافقة هذا الشعب أو رضاه و كل ما يحتاج خامنئي و أردوغان و تميم و الأسد أو معارضوه في النسخة الجديدة من الأسدية أن يفعلوه هو أن ينتقدوا إسرائيل و يصموها بالإبادة الجماعية و جرائم الحرب و يصمتوا عن أفعال حماس أو يمتدحوها ، فقط هذا يكفي لينصب هؤلاء أنفسهم ليس فقط متحدثين بلسان "شعوبنا" بل و متحكمين بمصائرنا ، أما الشعب الفلسطيني نفسه فإن طعامه و شرابه و دواءه ؛ كل ما يتصل بأمور معيشته و حياته فهي ليست مسؤولية "ممثليه" أو سادته ، إنها بالتحديد مسؤولية أعداءه بل مسؤولية ألد هؤلاء الأعداء : إنها مسؤولية قتلته …

حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي