هل نسمع أنفسنا

مازن كم الماز
2023 / 11 / 20

لا قاع لهذا الانحطاط نحو البربرية و الهمجية الذي نعيشه , لهذا الهراء الذي نردده , لقد قيل في الأسابيع القليلة الماضية في الهمجية ما لم يقله أبو نواس في الشعر ... كمية الكره الذي نفثناه في وجه العالم يكفي لبحور من الدماء و إبادات و حروب لا تقل عبثية و همجية عن داحس و الغبراء ... الاستنفار الذي عشناه مؤخرا للدفاع عن قتلة لتبرير ذبح الأطفال و النساء هو أهم إنجازاتنا اليوم و في الأمس القريب و المستقبل القريب ... لسنا مهزومين فقط عسكريا و سياسيا و تقنيا و تاريخيا , بل و إنسانيا , وجد يهود , أوروبيون , مثقفون من أديان و أجناس و أعراق لا تمت بصلة لفلسطين و لا لإسرائيل لتقف في وجه قتل البشر , أما نحن فنصبنا احتفالا هوسيا بالقتلة , نحن مهزومون إنسانيا و أخلاقيا , بغض النظر عن "أية مكاسب" من غزوة 7 أكتوبر و المذبحة التي نحتفل بها و نحول أشلاء ضحاياها إلى وقود لهرائنا و جنوننا , إلى شيء أشبه بلعبة كومبيوتر بيد تميم و إردوغان و نصر الله و حامنئي و شيوخنا الأجلاء ... خرج من تحدى المجرمين و المذبحة رغم أنهم ليسوا من بني جلدتهم و لا من دينهم , لا يشبهونهم , أما نحن فكلنا على رأي رجل واحد , سمه تميم أو السنوار أو نصر الله أو ادوار سعيد أو إردوغان أو الجولاني أو سيد قطب , "ما أنا إلا من غزية إن غوت .... غويت و إن ترشد غزية أرشد" .... أنا و أخي على ابن عمي و أنا و ابن عمي على الغريب ... هذا المفهوم القبلي الذي يضع الحق معك و مع أخيك كيف دارت الأمور هو منظارنا إلى العالم لا فرق بين شيخ و مثقف , بين من يحتفي بالهمجية و يردد الهراء و ينفث سموم الكراهية بكلمات محمد و رب محمد أو بمفردات علم الاجتماع أو الماركسية أو حتى لغة حقوق الإنسان ... اليوم تزعم القدس العربي لسان حال التحالف القطري التركي الإيراني المشيخي القرضاوي الشوفيني التابع لعزمي بشارة أن من قتل المحتفلين في حفل الموسيقا في كيبوتس رعيم ليسوا أبطال حماس أو قتلتها بل عسكر أسرائيليون ... أتحدى "الأستاذ" صبحي حديدي , الياس خوري , واسيني الأعرج و كل من يتحدث عن الحق و الحقيقة من كتاب في القدس العربي أو العربي الجديد أن يحتج , يتساءل , يدافع عن الحقيقة لا عن القتلة , هذا القاع الذي لا نبلغه , هذا الهراء الذي أصبح ماركة مسجلة باسمنا في العالم , كل هذا الكره الذي يمشي يدا بيد مع المقتلة , مع القتلة , وراءهم أمامهم , ليربي أجيالا جديدة من معتنقي الهراء القومي الديني الشوفيني يبشر فقط بإبادات جماعية على طريقة داحس و الغبراء و معارك هرمجدونية استئصالية ...... بالأمس كان الهولوكوست و الترانسفير مجرد أضغاث أحلام عند بعض المهووسين و هو اليوم حقيقة , كونوا رجالا و استعدوا لهرمجدون التي تدفعون الفقراء و كل البشر نحوها فداءا لعيون أسيادكم و هوسكم ....

حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي