دعِ المكارمَ لا ترحلْ لبُغيَتِها.. الحطيئة

نقوس المهدي
2023 / 10 / 25

هذا الشطر للشاعر الحطيئة.. من قصيدة في تسعة عشر بيت، وحاز شهرة كبيرة، في اشعار الهجاء، وللهجاء والغيبة والتشهير بالناس، قال عنه الأصمعي إنه "كان سؤولاً ملحفاً دنيء النفس كثير الشر قليل الخير، بخيلاً قبيح المنظر رث الهيئة مغموز النسب فاسد الدين". والبيت من قصيدة طويلة يهجو فيها الزبرقان، والمراد من بيته (دع للمكارم)، متوجها للزبرقان، يثنيه فيه عن فعل الخير، إذ ليس بالرجل الخير المفضال، ولا هو من أهل الفضيلة، (دع)- فعل بحد ذاته أمر يراد به التحقيربينما يقصد بــ (الطاعم الكاسي) دلالة اسم المفعول ، بمعنى (أنك أنت المطعوم المَكْسو). والطاعم هي المطعوم ، و الكاسي هي المكسو . و هو أسلوب بلاغيٌّ قويٌّ معروف في اللغة العربية ، تنسب فيه الصفة لاسم الفاعل ، و لكن المقصود هو اسم المفعول ، ولا يحسنه إلا فطاحل البلاغة و المتمكنون من العربية،


اختيار نقوس المهدي - اليوسفية / المغرب


>>>>>>>


الحطيئة - والله ما معشر لاموا امرأ جنبا

وَاللَهِ ما مَعشَرٌ لاموا اِمرَأً جُنُباً
في آلِ لَأيِ بنِ شَمّاسٍ بِأَكياسِ
عَلامَ كَلَّفتَني مَجدَ اِبنِ عَمِّكُمُ
وَالعيسُ تَخرُجُ مِن أَعلامِ أَوطاسِ
ما كانَ ذَنبُ بَغيضٍ لا أَبا لَكُمُ
في بائِسٍ جاءَ يَحدو آخِرَ الناسِ
لَقَد مَرَيتُكُمُ لَو أَنَّ دِرَّتَكُم
يَوماً يَجيءُ بِها مَسحي وَإِبساسي
وَقَد مَدَحتُكُمُ عَمداً لِأُرشِدَكُم
كَيما يَكونَ لَكُم مَتحي وَإِمراسي
وَقَد نَظَرتُكُمُ إِعشاءَ صادِرَةٍ
لِلخَمسِ طالَ بِها حَبسي وَتَنساسي
فَما مَلَكتُ بِأَن كانَت نُفوسُكُمُ
كَفارِكٍ كَرِهَت ثَوبي وَإِلباسي
لَمّا بَدا لِيَ مِنكُم غَيبُ أَنفُسِكُم
وَلَم يَكُن لِجِراحي مِنكُمُ آسي
أَزمَعتُ يَأساً مُبيناً مِن نَوالِكُمُ
وَلَن تَرى طارِداً لِلحُرِّ كَالياسِ
أَنا اِبنُ بَجدَتِها عِلماً وَتَجرِبَةً
فَسَل بِسَعدٍ تَجِدني أَعلَمَ الناسِ
ما كانَ ذَنبُ بَغيضٍ أَن رَأى رَجُلاً
ذا فاقَةٍ عاشَ في مُستَوعَرٍ شاسِ
جارٌ لِقَومٍ أَطالوا هونَ مَنزِلِهِ
وَغادَروهُ مُقيماً بَينَ أَرماسِ
مَلّوا قِراهُ وَهَرَّتهُ كِلابُهُمُ
وَجَرَّحوهُ بِأَنيابٍ وَأَضراسِ
دَعِ المَكارِمَ لا تَرحَل لِبُغيَتِها
وَاِقعُد فَإِنَّكَ أَنتَ الطاعِمُ الكاسي
وَاِبعَث يَساراً إِلى وُفرٍ مُذَمَّمَةٍ
وَاِحدِج إِلَيها بِذي عَركَينِ قِنعاسِ
سيري أُمامَ فَإِنَّ الأَكثَرينَ حَصىً
وَالأَكرَمينَ أَباً مِن آلِ شَمّاسِ
مَن يَفعَلِ الخَيرَ لا يَعدَم جَوازِيَهُ
لا يَذهَبُ العُرفُ بَينَ اللَهِ وَالناسِ
ما كانَ ذَنبِيَ أَن فَلَّت مَعاوِلَكُم
مِن آلِ لَأيٍ صَفاةٌ أَصلُها راسِ
قَد ناضَلوكَ فَسَلّوا مِن كِنانَتِهِم
مَجداً تَليداً وَنَبلاً غَيرَ أَنكاسِ

حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي