|
غلق | | مركز الدراسات والابحاث العلمانية في العالم العربي | |
|
خيارات وادوات |
مازن كم الماز
2023 / 10 / 14
هناك حالة من التمركز و الدوران حول الذات ، يمكن اعتباره استحواذ هوسي ، لا يمكن في الواقع فهم كيفية فعل هذه النرجسية ، هل تفعل من الأعلى إلى الأسفل أم بالعكس ، هل المثقفون العرب تحديدًا و بدرجة أقل المسلمون و سائر "المشتغلين بالشأن العام" هم من يخلقون هذا الهوس النرجسي بالذات أم أنهم فقط يسمعون الجماهير ما تريد أن تسمعه ، لا يرى هؤلاء أبدا أية جريمة في قتل الآخرين حتى لو كان ذلك بأشنع وسيلة ممكنة و لا في إذلالهم و إهانة آدميتهم بينما يتمتعون بحساسية هائلة للغاية تجاه أي استهداف يتعرض له عربي أو مسلم الذي يعتبر على الفور أسوأ إبادة جماعية الخ … لم يقل أيا من هؤلاء كلمة واحدة لحماس أو لمن صفق و احتفى بقتلها للمدنيين العزل أن هذا "خطأ" ، لم يقل أحد لحماس و أشباهها أن قتل و اختطاف النساء والأطفال و العجائز هو أيضًا جريمة حتى لو كان هؤلاء من غير المسلمين و غير العرب … ما شاهدناه كان درسًا في التدريب على الهمجية ، في تبرير الهمجية ، و هو ليس الأول و لن يكون الأخير … و أيضًا ليس صحيحًا أن جرائم حماس أو داعش من قبل ، هي مجرد رد فعل على القهر الذي يتعرض له المسلمون فلسطينيين او غيرهم و قبل ذلك بوقت قصير صمت كل هؤلاء الذين يملئون الدنيا صراخًا الآن عن تهجير آلاف الأرمن من بيوتهم ، إن حماس و داعش و أشباهها لا تبحث عن حقوق متساوية لبشر متساوين ، و لا تدافع عن مظلومين ، إنها ضد اليهود كيهود و هذا يشمل حتى نشطاء السلام و دعاة المساواة اليهود الذين قضوا برصاص حماس ناهيك عن فلسطينيين ساقهم حظهم العاثر لأن يكونوا في طريق مقاتلي حماس يومها الذين قتلوا كل من استطاعوا قتله حتى قتلوا ، ليس صحيحًا أن حماس و أشباهها قتلت و تقتل كل مخالف و كل خصم كرد فعل على الاحتلال و قمعه للفلسطينيين ، حماس و أشباهها تريد عالمًا يقوم على سيادة دين بعينه و قهره لكل من عداه ، على سيطرة جنس بعينه على كل الأجناس ، إنهم كالقوميين العرب من قبلهم ، يريدون عالمًا يقوم على هيمنة الإسلام و العرب ، إنهم عرب و مسلم سوبريماست و ليس لآلام و أحلام أو حياة غير العرب و المسلمين وجود في عالمهم هذا ، هذا و مع أنهم و كل من يشبههم ليسوا "عدميين" لدرجة التخلي عن متع الدنيا لصالح الآخرة التي يريدون أن يحكمونا و يقتلونا و يسلبونا و يستعبدونا باسمها لكنهم لا يتنازلون للحظة عن توقهم لعالم يدور حول العرب و المسلمين و يخضع لهيمنتهم و حكمهم المطلق و لا عن دعوتهم فقراء العرب و المسلمين ليقتلوا و يموتوا حروب هرمجدونية بلا معنى ، إلى مجازر على الهوية على شاكلة "طوفان الأقصى" ، و من أجل أساطير و خرافات يزهقون حياة الآلاف مع أشباههم من فقراء المسلمين و العرب و اليهود و غيرهم و هم يحلمون بعوالم كلها قهر و عنف و مذابح هم أبطالها و سادتها … رغم كل ما يردده هنية و العاروري عن الشهادة و الشهداء و رغم الآلاف من الشبان الذين جعلوا منهم شهداء على مذبح إلههم لكنهم ليسوا على عجلة من أمرهم للزواج بحورياتهم أو الارتقاء إلى جنان الخلد ، و إذا أخذنا ما يقوله شيوخ حماس و أشباهها على محمل الجد فمن يحتاج القانون الدولي أو مجلس الأمن و معه خالق السموات و الأرض ، يدعي شيوخ حماس و أشباهها و كل دعاة العرب و المسلم سوبريماست أنهم يملكون تفويضًا إلهيا بقتلنا و قتل كل من يخالفهم و من لا يوافقهم و أنهم يملكون بيوتنا و بيوت و أموال و أرض و نساء و أطفال كل من لا يشبههم و من يقف في وجوههم ، ألا تستحق كل هذه المزاعم أن يتجلى لنا هذا الرب الذي منحكم كل ذلك ، ألا يتوجب عليكم أن ترونا شيئًا من كراماتكم و كرامات نبيكم الذي استحلتتم باسمه رقاب و أموال "العباد" و إذا صدقنا هلوسات ممد فكل مسلم يقتل اليوم على يد الجيش الاسرائيلي يذهب مباشرةً إلى جنة عرضها السموات و الأرض بينما سيعذب قاتله غير المسلم إلى الأبد في نار وقودها الناس و الحجارة ، أتفضلون الحياة الدنيا و متاعها الزائل على نعيم الآخرة الأبدي … إذا لم يكن هذا إلا لغوًا فارغًا فالمنطقي أن يتصدر قادة حماس و حزب الله و أشباههم قوافل الشهداء لا أن يختبؤوا في قطر أو سراديب الضاحية الجنوبية و غزة تاركين فقراء العرب و المسلمين وقودًا لمعارك ربهم المجنون العبثية ، لو كان تميم و خامنئي و قبلهم بن لادن و الظواهري و مرسي و بديع يؤمنون بالفعل بجنة ربهم التي تنتظرهم حيث لا مرض و لا ألم و حيث تنتصب أعضاءهم التناسلية و تنيك أجمل الجميلات دون الحاجة إلى فياغرا الكفار و حيث يتمتعون بقوة و صحة و عافية حتى من دون طب الكفار الدنيوي و حيث يسكرون دون أية أعراض مزعجة و حيث يتمتعون بكل الملذات دون حدود بما فيها كل ما محرم على أهل الدنيا لما ترددوا ببذل أرواحهم في سبيل رب محمد و هل أحتاج هنا ان أذكركم بقوله تعالى "قل إن كانت لكم الدار الآخرة عند الله خالصة من دون الناس فتمنوا الموت إن كنتم صادقين ، و لن يتمنوه ابدا بما قدمت أيديهم و الله عليم بالظالمين ، و لتجدنهم أحرص الناس على حياة و من الذين أشركوا يود احدهم لو يعمر ألف سنة …" ( سورة البقرة ) ، محمد صلى الله عليه و سلم كان قد سخر يومها من اليهود الذين زعموا يومها أنهم وحدهم من سيدخلون الجنة فهل يسخر اليوم اليهود من أتباع محمد … يجب على أنصاف الدواعش أن يتوقفوا عن الزعم بأن الإسلاميين أو حزب الله او أحزاب الله الشيعية و السنية ، المسلمة و المسيحية و اليهودية حتى الهندوسية ، مجرد أحزاب سياسية كالحزب الاشتراكي الديمقراطي ، فهي ليست كغيرها لا تنطق عن الهوى و هي تزعم أن الرب الذي خلقنا قد أمرهم بأن يستعبدونا و يأخذوا أموالنا و بيوتنا و أراضينا و نسائنا و أطفالنا و أن شريعة نبيهم أو إلههم يجب أن تحكمنا و يحكمونا بها و من كان هذا حاله ما هي حاجته إلى عبد ضعيف أو قوانين أرضية دنيوية مهما تكن ، لكننا إذا نظرنا في أحوالكم وجدناكم مثل سائر من تكفرون و تستصغرون بل وجدناكم أدنى منهم ، نراكم تقتلون الكافرين بربكم بما يقتل به الناس بعضهم بعضًا و لم نر منكم سلاحًا أعطاكم ربكم إياه تقتلون به عدوه و عدوكم مما ليس بين أيدي الناس و ما وجدناكم قد قدرتم إلا على الضعيف الأعزل و لا رأينا ربكم حماكم من مكر الكفار به و لا رأيناكم قد جئتوا الكفار بأعجوبة من الأعاجيب مما فعله غيركم فهل انتصر محمد في بدر بالقانون الدولي و هل هزم محمد الأحزاب بقرار من مجلس الأمن … فلا منة لكم عند "ربكم" و لا منة لكم على العباد بل وجدناكم تمنون على الناس أنكم تقاسمونهم بيوتهم و بلادهم و أموالهم و ليس هذا مما يأتيه العقلاء و الله غالب على أمره و لكن أكثر الناس لا يعلمون