يا فوزُ قدْ حدثتْ أشياءُ بعدَكُمُ.. العباس بن الأحنف

نقوس المهدي
2023 / 10 / 5

ابو الفضل العباس بن الاحنف من ارق شعراء الغزل، نظما واصالة وعفافا، جمع الى رقة القلب شدة العشق والتوله والوجد والصدق في المشاعر والمقاصد، ولم يسجل له اي شعر آخر في غير غرض التشبب والتغزل، ويلحقه الدارسون بكوكبة الشعراء العذريين الذين سبقوه،
وقد جاء ذكر اسم " فوز " في كل قصائده، ويحكى ان فوز هي " علية " بنت الخليفة المهدي واخت هارون الرشيد، وقد خشي ان يصرح باسمها اتقاء لغضب وبطش الخليفة، وقال فيها شعرا كثيرا يقطر رقة وعذوبة وملامة وعتابا، منه :
يا ويحَ معشوقين ماتَا ولمْ
يُداويا عشْقهُما باجتماعْ
حتى متي نحن على رِقْبَة ٍ
لا نَلتَقي خَشيَة َ واشٍ وسَاعْ
فإن تلاقينا ففي خُفية ٍ
لا نَشْتَفي من نَظَرٍ واستِمَاعْ
والحبُّ لاتَكمُلُ لذَّاتُهُ
لأهْلِهِ إلاّ بكَشْفِ القِنَاعْ
وَيلي على الخالِ على خدّها الـ
ـأيسرِ والخالِ الذي بالذِّراعْ
وقال فيها ايضا
يا فوزُ يا مُنيـة َ عبَّـاسِ
قلبي يُفَدّي قلبَكِ القاسِـي
أسأتُ إذ أحسنتُ ظَنّي بكم
والحزمُ سوءُ الظّنِ بالنّاسِ
يُقلِقُنـي الشّـوْقُ فآتيكُـمُ
والقلبُ مملوءٌ من اليـاسِ
أعطَيتُ قَلبي فيكمُ سُؤلَـهُ
فعادَ ِإعطائي على راسي
وروي انه توفي وهو في طريقه الى الحج قادماً من البصرة وقد انشد هذه الابيات الشجية المفعمة بالالم والشجى
يا غريب الدار عن وطنه
مفرداً يبكي على شجنه
كلما جدّ البكاء به
دبت الاسقام في بدنه
ولقد زاد الفؤاد شجى
طائر يبكي على فننه
شفه ما شفني فبكى
كلنا يبكي على سكنه

قراءة ممتعة والى وقفة مقبلة مع قصة و قصيدة " الحمى " لابي الطيب المتنبي

اختيار وتقديم نقوس المهدي



يا فوزُ قدْ حدثتْ أشياءُ بعدَكُمُ
العباس بن الاحنف


يا فوزُ قدْ حدثتْ أشياءُ بعدَكُمُ
إنّي وإيّاكمُ منها على خَطَرِ
لو أنَّ خادمَكمْ جاءَتْ لقلتُ لها:
قوليْ لِفَوْزٍ أّلا كوني على حذَرِ
فعجّلي برسولٍ منكِ مُؤتَمَنٍ
حتَّى يخبركُمْ يا فوزُ بالخبرِ
يا رُبّ لائمة ٍ يا فوزُ قلتُ لهَا
واللّومُ فيكِ لعَمْري غيرُ مُحتقَرِ:
ما في النِّساءِ سوى فوزٍ لنا أَرَبٌ
فارضَيْ بذلكَ أو عَضِّي على حجرِ
يافوزُ يامنتهى همِّي وغايته
ويا مُناي ويَا سَمعي ويا بَصَري
إني لَغَيرُ سعيدٍ يومَ أمنَحكُمْ
غيرَ الهوى وأبيعُ الصَّفوَ بالكدرِ
صارتْ رسالتكمْ يافوزُ نادرة ً
بعدَ التّتَابُعِ بالآصالِ والبُكَرِ
يا مَن يسائلُ عن فوزٍ وصورتِها
إنْ كنتَ لم ترَها فانظُر إلى القَمرِ
كأنّما كان في الفرِدَوس مَسكَنُها
فجاءَتْ النَّاسَ للآياتِ والعِبَرِ
لم يَخلُقِ الله في الدُّنيا لها شَبَهاً
إني لأحسَبُها لَيْسَتْ من البَشَرِ

حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي