|
غلق | | مركز الدراسات والابحاث العلمانية في العالم العربي | |
|
خيارات وادوات |
محمد احمد الغريب عبدربه
2023 / 9 / 12
اللقطة القريبة والتفكير في السينما
لعل إشارة الفيلسوف منستيربيرغ لتأثيرات فلسفية للفيلم تتعلق ببعد تقني وهو اللقطة القريبة علي أثارة الذهن لدي المشاهد، محاولة أولية لإيضاح مدي وجود تأثيرات فلسفية للفيلم والصورة المتحركة وكان الأمر لدي منستيربيرغ متعلق بتحليل فترة الافلام الصامتة ...
للوهلة الأولي يتضح أن اللقطة القريبة هي عمدة التحليل الفني والفلسفي للفيلم . وان اللقطة القريبة هي إثارة فنية، وعلي جانب اخر تعتبر علي مستوي المشاغبة النقدية رؤية فلسفية لدي الفيلم ..
ومن خلال رؤية الفيلسوف منستيربيرغ، نري أن هذا التحليل ارتبط ببدايات السينما وعدم وجود صوت وزيادة الإثارة والتشويق والاكتشاف لدي الصورة الفنية . وهو ارتبط بمفهوم الصورة القريبة للقبض علي المشاهدة والسيطرة الجمالية وهو الأمر ما بين المتعة الأثارية والتشويق وقليلا المساحات الفكرية أو انخفاض نسبة الامتاع الجمالي والفلسفي الراقي ..
ويلاحظ أن منستيربيرغ يميل إلي النزاعات التطبيقية في علم النفس وتأثيرات الواقع في تحديد السلوكيات وهو ما أثر في تحليلية الفيلم، حيث كانت اللقطة القريبة ذات تأثير مادي علي المشاهد ونزعة فحولية الإثارة والارتباط مع زمن وحيد للحالة الفنية التي تتضمن العمل الفني الفيلم وتلقي الفيلم لدي المشاهد، دون الأشارة الي زمن تفاعلي من قبل المشاهد في تلقيه للفيلم..
ووفقا للمدرسة الروسية في النقد حديثا، يصبح اتجاه منستيربيرغ أكثر ميلا الي مجاملة تذوق المشاهد وعدم اجهاده كثيرا في متابعة الأحداث والروح الجمالية أو الامتاع الفلسفي .. فالمدرسة الشكلانية الروسية تتجه نحو مزيد من الإنتباه والامتاع الزمني الجماليات، دون الاعتماد علي الإثارة والتوحد مع زمن اللقطة أو زمن الفيلم، فالفارق هنا مزيد من زمن مركب يضم زمن الفيلم الحقيقي وزمن تأملي لدي المشاهد للتفكير في الفيلم ..
سينما المؤلف وسينما الاغلبية
لعل نظريات سينما المؤلف الموغلة في تمييز موقعها عن باقية أجناس السينما الأخري وأنها الاتجاه الحقيقي في السينما ، اتجاها سليما ولكنه غير ملتفتا الي ابعاد السينما الأخري وهي المتضمنة في سينما التشويق والحدث والسينما الجماهيرية والسينما الايديولوجية والتسويقية السياسية..
هذه الأجناس السينمائية هاما للغاية وتمثل تأثيرا بالغا في تدفق حقيقة الفن ويتابعها أغلبية الشعب وما هو ثقافي اجمالي، ليس الأمر هنا كميا أو سيطرة الأغلبية علي الثقافة والسينما، ولكن الأمر اساهما في تطوير أو إظهار مدخل الدراسات الثقافية في تناول الفيلم أو تفسيرات جمالية ثقافية للفيلم الجماهيري.
الدراسات الثقافية بأبعادها تثير كثيرا مناحي نقدية الفيلم بكل أنواعه حتي الفيلم الحقيقي المرتبط بسينما المؤلف كما ينبه عليه المخرج والمفكر فرانسوا تروفو الذي رفع من أهمية سينما المؤلف والسينما الذهنية والجمالية، لذا اوغل تروفو في أدبية السينما ونخبوبتها ولكن كانت قريبة من حدث واضح نسبيا المشاهد لكنها كثيفة ..
التحليل الثقافي هو تطور هام في النظرية النقدية لمواجهة نزعة سينما المخرجين الكبار علي تطور فن السينما ، ومزيد من النخبوية والاغتراب الحاد لدي المتلقي.. فالسينما الجمالية أو الشاعرية أو الفلسفية تقع في فخ الاغتراب الإنساني والفكري. تمنح مزيدا من التأزم الوجودي كما أنها رغم محاولاتها الانفكاك من سيطرة البعد الوجودي علي تياراتها الجمالية والفلسفية المختلفة، الا أن حتي السينما الشاعرية أو الشعرية منها لا تنلفت من السيطرة الوجودية النفسانية، فالسينما فن في الاخر واقعي ووجودي ومتعي للفرد ..
التحليل الثقافي هو أفق ماركسي لتوحيد أجناس العمل الفني واعطاء مزيدا من تفاعلية حوارية امتاعية للعمل الفني، والقضاء علي نخبوية الصورة وليس فقدان قيمتها الاجمالية، ولكن مزيد من التناول الماركسي، أو تفكيك العزلة الجمالية لدي سينما بيلاتار المجري أو بيرسون الفرنسي و سينما الفلسفة الكبري لدي جودار الفرنسي..
فالدراسات الثقافية خاصة مع علماء الاجتماع الثقافيين الجدد أو مفكري نقد العولمة الثقافية أو مع محلليين ثقافيين الصورة، أو حتي الفلاسفة الكبار للبنيوية وما بعدها خاصة لدي ايهاب حسن وفوكو وبارت، أصبحت أكثر رحابة حول الأعمال الفنية وحول المتلقي، فالسينما والصورة ليست حكرا علي الفنان وصانع الصورة فقط، بل المواطن الان اصبح فنانا وصاحب منصة فنية..
المحاكاة وفن التطهر الأخلاقي
تأتي الفلسفة الأخلاقية بشقيها وثنائية الخير والشر بعدأ استراتيجيا لفن المحاكاة في السينما فيما يتعلق بخيوط التطهر ومعاقبة الذات ومزيد من الترقي الأخلاقي الوجودي العام وأخلاقيات الحياة في التفاصيل اليومية...
تأتي المحاكاة في بعدها العاطفي في السينما في تأثيرات للغضب والبكاء الداخلي ومناجاة الذات والدعوة نحو الخلاص.. رغم عدم عمق المحاكاة وانتفاء إصالتها فيما يتعلق بسلبية السرد والاتجاه الروائي في مقابل سينما الشعر والجماليات الا ان المحاكاة والبطل الخارق الأخلاقي والسرد الحتمي لمصلحة الخير لها تأثيرات جارفة وأساسية لدي الأغلبية .
كما ان عنصر المحاكاة من أحد ركان العمل الفني الرئيسية وقد تكون بداية العمل وايضا نهايته، ولا يمكن الاستغناء عنها بشكل حتمي، أساليب التطهر من خلال المحاكاة قد تكون منحي الابتذال والاستيعاب المباشر الغير ناضج والاستسهلال الضروري خاصة في افلام التشويق والبطولات، وافلام المغامرات والأساطير الخالدة.
تعليقات
حول الموضوع
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي المركز وإنما تعبر عن رأي أصحابها |
|
هل ترغب بالتعليق على الموضوع ؟ |