عن (الإلحاد الايرانى / شجرة آدم / شخص شاخص / السّر وأخفى )

أحمد صبحى منصور
2023 / 3 / 24

السؤال الأول :
يتحدثون عن انتشار الالحاد فى ايران وفى غيرها بسبب تسلط رجال الدين الشيعة الحاكمين وفسادهم . وارى ان الملحدين فى ايران على حق لأن الله لا يرضى بالظلم . وهؤلاء الآيات ورجال الدين يقولون للايرانيين انهم الجمهورية الاسلامية ، لذا جعلوا الناس يكفرون بالاسلام لأنهم يفهمون الاسلام هو الذى نشأوا عليه ولا يعرفون التطبيق له الا من خلال ما تفعله الجمهورية الاسلامية من عام 1979 . انا اعرف ان كلمة الحاد جاءت فى القرآن الكريم . فهل تعنى هذا الذى يحدث فى ايران ؟ أم يعنى إنكار وجود الله تعالى ؟ برجاء الاجابة لأنها مهمة لى ولأخوة ناقشونى فيها .
الاجابة
أولا :
عندما يسيطر دين أرضى على دولة وشعب يحكم بنفسه أو متحالفا مع المستبد يتضخّم الظلم والفساد لأنهم يجعلون فسادهم وظلمهم دينا ، ومن يعترض عليه يكون كافرا مهرطقا جزاؤه القتل . لذا ينتشر الكفر بهذا الدين ، ويحمل أحيانا إسم الالحاد . حدث هذا فى أوربا التى عانت من سيطرة الكنيسة والاستبداد وتحالفها ، وأدى ذلك الى محاكمات كنسية وشقاقات مذهبية وحروب أهلية ودينية ، وفى النهاية أسفر عن الشيوعية والتى جعلت الدين أفيون الشعوب ، وهم يقصدون بالطبع الدين الأرضى الذى عانوا منه . وانتهى الأمر بدول شيوعية وبتحرر أوربا والغرب من سيطرة الكنيسة ، وحظر تجولها فى ميدان السياسة والفكر ، وحصرها فى الأعمال الخيرية وتقليم أظافرها وخلع أنيابها . نهض الغرب وسار العالم خلفه ، وكان المحمديون على أهبة اللحاق بالنهضة الأوربية ، ولكن جاءتهم نكسة الوهابية التى أرجعت المحمديين السنيين الى مستنقع الدين الحنبلى السُّنّى أشد مذاهب السنة تخلفا ودموية . وبسبب العداء التاريخى بين السنة والشيعة ظهرت دولة دينية لدين التشيع فى ايران ، تريد السيطرة على دول المحمديين .
ثانيا :
واقعيا لا يوجد إلحاد بمعنى إنكار وجود الخالق جل وعلا . أعتى الملحدين لا يستطيع إنكار الله جل وعلا بقلبه ، وإذا وقع فى محنة شديد دعا ربه جل وعلا مخلصا له الدين . فرعون موسى عند الغرق أعلن إسلامه .
أخيرا :
مصطلح ( الالحاد ): ألحد / يلحد : يختلف معناه حسب حرف الجرّ الآتى بعده ، كالآتى :
1 ـ ( لحد / يلحد الى ) بمعنى الميل الى .. ومنه قوله جل وعلا : ( وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ (103) النحل ).
2 ـ ( لحد / يلحد فى ) بمعنى الطعن فى . ومنه قوله جل وعلا :
2 / 1 : ( وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (180) الاعراف )
2 / 2 : ( إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آيَاتِنَا لا يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا أَفَمَنْ يُلْقَى فِي النَّارِ خَيْرٌ أَمْ مَنْ يَأْتِي آمِناً يَوْمَ الْقِيَامَةِ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (40) فصلت )
3 ـ ( مُلتحد ) من ( إلتحد الى ) أى إستجار ولجأ . ومنه قوله جل وعلا :
3 / 1 : ( قُلْ إِنِّي لَنْ يُجِيرَنِي مِنْ اللَّهِ أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَداً (22) الجن )
3 / 2 : ( وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ كِتَابِ رَبِّكَ لا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَلَنْ تَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَداً (27) الكهف )


السؤال الثانى
فى قصة آدم وهو فى الجنة أباح الله جل وعلا له الأكل من كل اشجارها عدا واحدة جعلها محرمة . لماذا كانت شجرة واحدة ؟ وماذا نستفيد من هذه القصّة ؟
الاجابة
فى قصة آدم :
1 ـ ( وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلا مِنْهَا رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمَا وَلا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ وَلا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنْ الظَّالِمِينَ (35) البقرة )
2 ـ ( وَيَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلا مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا وَلا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنْ الظَّالِمِينَ (19) فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِنْ سَوْآتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلاَّ أَنْ تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنْ الْخَالِدِينَ (20) وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنْ النَّاصِحِينَ (21) فَدَلاَّهُمَا بِغُرُورٍ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُلْ لَكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُبِينٌ (22) قَالا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنْ الْخَاسِرِينَ (23) قَالَ اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ (24) قَالَ فِيهَا تَحْيَوْنَ وَفِيهَا تَمُوتُونَ وَمِنْهَا تُخْرَجُونَ (25) الأعراف ).
المستفاد :
1 ـ أن الحلال المباح هو الأصل ، وهو الأغلب . أما الحرام المنهى عنه فهو إستثناء . لذا يأتى تحديده وتفصيله وتكراره . قال جل وعلا :( قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّي الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ (33) الأعراف ) . وفى الطعام فإن الحرام فيه إستثناء ، وما عداه مباح . وحتى هذا الحرام يمكن أكله عند الاضطرار .
2 ـ مع هذا فإن أغلب البشر يرتكب المحرمات ، ولا يستفيد من درس أبيه آدم . ولقد طرد الله جل وعلا آدم وزوجه من جنة البرزخ لأنهما أكلا من الشجرة المحرمة ، والذى يأكل الحرام ويفعله لن يكون له نصيب فى جنة الآخرة .
السؤال الثالث :
هل جاء كلمة ( شخص ) فى القرآن الكريم بمعنى الواحد من البشر ؟
الاجابة :
( شخص ) لم تأت بمعنى فرد من البشر ، بل جاءت فعلا ( تشخص ) وإسم فاعل ( شاخصة ) . وتعنى أن يفتح عينيه دون ان يرمش . وجاء هذا وصفا للكافرين حين رعبهم يوم القيامة . قال جل وعلا :
1 ـ ( وَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ (42) ابراهيم )
2 ـ ( وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُوا يَا وَيْلَنَا قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا بَلْ كُنَّا ظَالِمِينَ (97) الانبياء )

السؤال الرابع
ما معنى قوله جل وعلا : ( وَإِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى (7) طه )؟
الاجابة :
1 ـ أعتقد أن ( السّر ) هو ما تخفيه السرائر ، ويعلمها الله جل وعلا الذى : ( يَعْلَمُ خَائِنَةَ الأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ (19) غافر ) ويعلمها صاحب السريرة ، ولكن لا يعلمها غيره من البشر . ويوم القيامة سيتم كشف وفضح كل ما تخفيه السرائر . قال جل وعلا : ( يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ (9) الطارق )
2 ـ الذى هو أخفى من ( السر ) هو الغيب الذى لا يعرفه البشر ، من أخبار المستقبل فى الدنيا ثم فى الآخرة. وقد أخبر الله جل وعلا ببعضه فى القرآن الكريم .

حوار مع الكاتبة الفلسطينية د. عدوية السوالمة حول دور الاعلام والسوشيال ميديا وتأثيره على وضع المرأة، اجرت
بانوراما فنية بمناسبة الثامن من اذار - مارس يوم المرأة العالمي من اعمال وتصميم الفنانة نسرين شابا