عن ( ثلاثة أسئلة معا / النبى وزوجاته / القرآن وقواعد النحو )

أحمد صبحى منصور
2023 / 3 / 18

ثلاثة أسئلة معا :
عندي كذا سؤال وحفاظآ علي وقت حضرتك، اختار حضرتك السؤال المفيد اللي ممكن تساعدني في فهمه.
1-بأي ذنب نحن ذرية ادم عليه السلام، لم ناخذ فرصتنا في حياة الجنه البرزخيه؟
٢ لان زوجتي مسيحيه لبنانيه، عندها سؤال ، من مبدأ تعدد الزوجات، ادم عليه السلام لم يكن له غير زوجه واحده؟
٣ حدثت مشكلة مع أقرب الناس لى وهو معروف بالتقوى ، ورأيته يكذب . هل ممكن أن يكذب الشخص المتقى ؟
اجابة الأسئلة الثلاثة
1 ـ آدم كان مخلوقا ليكون خليفة فى الأرض . وجوده وزوجته فى البرزخ كان فترة إنتقالية لاختبارهما . رسبا فى الاختبار فهبطا الى الأرض .
2 ـ لم تكن نساء وقت آدم إلا زوجته . فكيف يتأتى التعدد .
3 ـ المتقى ليس معصوما لا يخطىء. بل هو يخطىء ويتوب . وهذا حال الأنبياء ، فهم متقون . قال جل وعلا عن صفات المتقين :
3 / 1 : ( وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (133) الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنْ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (134) وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ (135) أُوْلَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ (136) آل عمران )
3 / 2 : ( وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُوْلَئِكَ هُمْ الْمُتَّقُونَ (33) لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ (34) لِيُكَفِّرَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي عَمِلُوا وَيَجْزِيَهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ (35) الزمر )
المتقون هم أصحاب الجنة ، وهم درجتان : السابقون المقربون وأصحاب اليمين ، الذين تابوا وحسنت توبتهم .
السؤال الرابع
ما هى الحكمة فى ان تنزل آيات عن الخلافات الزوجية بين النبى محمد وزوجاته ؟ ثم يكون هذا قرآنا يتعبد المؤمنون بتلاوته ؟
1 ـ متاعب النبى من زوجاته وصلت الى درجة أن ينزل فيها وحى قرآنى ، جاء فى قوله جل وعلا :
1 / 1 : ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحاً جَمِيلاً (28) وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الآخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنْكُنَّ أَجْراً عَظِيماً (29) يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيراً (30) وَمَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صَالِحاً نُؤْتِهَا أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ وَأَعْتَدْنَا لَهَا رِزْقاً كَرِيماً (31) يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنْ النِّسَاءِ إِنْ اتَّقَيْتُنَّ فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفاً (32) وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (33) وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفاً خَبِيراً (34) الأحزاب )
1 / 2 : ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاةَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (1) قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ وَاللَّهُ مَوْلاكُمْ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (2) وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثاً فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِ قَالَتْ مَنْ أَنْبَأَكَ هَذَا قَالَ نَبَّأَنِي الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ (3) إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ (4) عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجاً خَيْراً مِنْكُنَّ مُسْلِمَاتٍ مُؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَاراً (5) التحريم ).
2 ـ نلاحظ :
2 / 1 : جاء الخطاب مباشرا للنبى فى سورة الأحزاب ( 28 : 29 ) ، ثم بعده مباشرا لهن ( 30 : 34 )، ونفس الحال فى سورة التحريم : مباشرا للنبى ( التحريم 1 : 3 ) ولهن : ( التحريم 4 : 5 ).
2 / 2 : فى سورة الأحزاب : تخيير لهن وتهديد ووعظ وأمر ونهى . وفى سورة التحريم عتاب مؤلم للنبى فى الآية الأولى ، وتهديد لهن شديد .
2 / 3 : مع إنه قصص معاصر للنزول خاص بمكانه وزمانه ففيه العبرة المستمرة لكل زوجة تثير مشاكل لزوجها الذى لا يظلمها ، وفيه أيضا إرهاص مستقبلي لفتن ومآس تسببت فيها إحدى نساء النبى ( عائشة ) التى خالفت أمر ربها فى أن تقرّ فى بيتها فخرجت ، ليس للخير ولكن لتقود اول حرب أهلية فى تاريخ ( المسلمين ) فى ( موقعة الجمل ).
2 / 4 : وليس عجبا أن يأتى فى سورة التحريم ذكر لزوجة نوح وزوجة لوط ، وقد جعلهما الله جل وعلا مثلا للذين كفروا ذكورا وإناثا ، وهى إشارة تحذير لنساء النبى . قال جل وعلا : ( ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَاِمْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنْ اللَّهِ شَيْئاً وَقِيلَ ادْخُلا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ (10) التحريم ).
السؤال الخامس
ما أهمية فهم قواعد النحو فى فهم القرآن الكريم ؟ هل يختلف معنى الكلمة القرآنية حسب إعرابها ؟
الاجابة :
لا بد لمن يتخصص فى تدبر القرآن أن يكون عارفا بأنواع كثيرة من العلوم ، وأهمها علوم اللسان العربى ، من النحو والبلاغة . معرفة الإعراب هامة جدا . أحيانا يتوقف معنى الآية على كلمة واحدة فيها ، مثلا : قال جل وعلا :
1 ـ ( وَلَقَدْ ضَلَّ قَبْلَهُمْ أَكْثَرُ الأَوَّلِينَ (71) وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا فِيهِمْ مُنذِرِينَ (72) فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُنذَرِينَ (73) الصافات ). ( مُنذِرِينَ (72) هنا ب ( الذال المكسورة ) إسم فاعل ، وتعنى الرسل . ( الْمُنذَرِينَ (73) هنا إسم مفعول ، بالذال المفتوحة ، وتعنى الأقوام .
2 ـ ( وَأَذَانٌ مِنْ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الأَكْبَرِ أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنْ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ )(3) التوبة ). ( مِنْ اللَّهِ وَرَسُولِهِ ): ورسوله هنا معطوفة بحرف الواو على لفظ الجلالة ، أى مجرورة بالكسر . أما الثانية : ( وَرَسُولُهُ ) فهى منصوبة بالفتحة لآنها معطوفة على لفظ الجلالة الثانى فى ( أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنْ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ ) . لو كان مجرورا بالكسر لأصبح المعنى إن الله برىء من رسوله .
3 ـ ( إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ (49) القمر ) . كلمة ( كُلّ ) فى ( كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ ) هى منصوبة بالفتحة لأنها مفعول مقدم ، والفعل والفاعل ( خلقناه ). لو جعلتها مرفوعة بالضم ـ متعمدا ـ كنت كافرا ، لأنها ستعنى حينئذ أنها مبتدأ مرفوع بالضمة ، وما بعدها خبر جملة فعلية ( خلقناه ) ويكون المعنى أن الله هو المخلوقات ، تعالى عن ذلك علوا كبيرا . وبالمناسبة فإن ابن عربى فيلسوف الصوفية وأشهر من قال بوحدة الوجود ( أى إن الله جل وعلا هو نفس المخلوقات ) قام بتحريف كلمة ( كل ) فجعلها مضمومة . بالمناسبة أيضا فقد جاء فى نفس السورة كلمة ( كل ) مرتين بعدها ، وهى مرفوعة بالضم : ( وَكُلُّ شَيْءٍ فَعَلُوهُ فِي الزُّبُرِ (52) وَكُلُّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ مُسْتَطَرٌ (53)( القمر ).

حوار مع د. طلال الربيعي حول الطب النفسي واسباب الامراض النفسية اجتماعيا وسياسيا واقتصاديا وتحليلها، اجرت
حوار مع الكاتبة الفلسطينية د. عدوية السوالمة حول دور الاعلام والسوشيال ميديا وتأثيره على وضع المرأة، اجرت