![]() |
غلق | | مركز الدراسات والابحاث العلمانية في العالم العربي | |
![]() |
خيارات وادوات |
أحمد صبحى منصور
2023 / 2 / 20
السؤال الأول :
شكرا لك لأنى من كتاباتك تعرفت على طريقة البحث فى القرآن وفى التراث ، وأهم ما تعلمته هو موضوع المصطلحات ، وان للقرآن مصطلحاته الخاصة ونعرفها من خلال السياق ، ولا يمكن ان نفهم القرآن بمصطلحات التراث أو بالقواميس ، وتعرفت على اختلاف المصطلحات التراثية . لفت نظرى إختلاف المصطلحات فى العامية المصرية ، وأنا استاذ فى الجامعة ، من أصول ريفية من محافظة الشرقية يعنى إحنا بلديات ، وولدت فى القاهرة . أتذكر انى فى شبابى ذهبت لقرية أبى وأمى ، وفى سؤالهم عن والدتى قال أحد أقاربها : ( هل أمك حلوة ؟ ) وعجبت وخجلت ، فضحك ابنه وقال ( حلوة ) يعنى كويسة وصحتها حلوة . أنا أعرف معنى الحلاوة ، سواء فى جمال البشر أو فى حلاوة الطعام والحلويات ، لكن لم أكن اعرف ان لها معنى آخر الذى قاله قريبى فى البلد .
سؤالى : هل فى القرآن كلمة ( حلو ) فى وصف البشر أو المخلوقات ؟ وهل هناك فى القرآن كلمات متشابهة للحلاوة ؟
الاجابة
شكرا جزيلا لك ، فما ذكرته يعطى أملا فى الاصلاح الذى نسعى اليه إبتغاء مرضاة الله جل وعلا ، وأقول :
أولا :
لم يأت فى القرآن الكريم وصف ( حلو ) أو ( حلاوة ) لأى شىء . الذى جاء هو الفعل ( يحلُّ ) و ( حُلّوا ) عن أهل الجنة ولبسهم ( الحُلىّ ) من الأساور الذهبية والفضية . قال جل وعلا :
1 ـ ( يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ ) ( 33 ) فاطر ).
2 ـ ( يحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ ( 23 ) الحج) .
3 ـ ( أُوْلَئِكَ لَهُمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ ) ( 31 ) الكهف ).
4 ـ ( ( وَحُلُّوا أَسَاوِرَ مِن فِضَّةٍ وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا ) ( 21) الانسان ).
ثانيا :
فى كلامنا نصف الانسان بالجمال . فى القرآن الكريم نقرأ عن الجمال :
1 : يأتى وصفا صريحا لاستعمال الأنعام . قال جل وعلا : ( وَالأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ (5) وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ (6) النحل ).
2 : يأتى التعبير عنه ضمنيا دون التصريح به ، كما فى حالة يوسف الذى أبهر جماله النسوة المترفات فى مصر . قال جل وعلا : ( فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا هَذَا بَشَراً إِنْ هَذَا إِلاَّ مَلَكٌ كَرِيمٌ (31) يوسف )
3 ـ يأتى ( الجميل ) وصفا للأعمال وليس الأشخاص . مثل :
3 / 1 : الصبر الجميل : جاء هذا فى قول يعقوب عليه السلام لأولاده :
3 / 1 / 1 : ( فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ (18) يوسف ) ( فَصَبْرٌ جَمِيلٌ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (83) يوسف ).
3 / 1 / 2 : وفى قوله جل وعلا للنبى محمد عليه السلام : ( فَاصْبِرْ صَبْراً جَمِيلاً (5) المعارج )
3 / 2 : وصفا للهجرالجميل المصحوب بالصبر : ( وَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْراً جَمِيلاً (10) المزمل ).
3 / 3 : وصفا للصفح : ( وَإِنَّ السَّاعَةَ لآتِيَةٌ فَاصْفَحْ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ (85) الحجر ).
3 / 4 : وصفا للسراح أو الفراق للمطلقة :
3 / 4 / 1 : التى إنتهت عدتها : ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحاً جَمِيلاً (28) الاحزاب ).
3 / 4 / 2 : المطلقة قبل الدخول بها وليس عليها عدّة : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَكَحْتُمْ الْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ فَمَا لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَهَا فَمَتِّعُوهُنَّ وَسَرِّحُوهُنَّ سَرَاحاً جَمِيلاً (49) الاحزاب ) .
3 / 4 / 3 : التسريح باحسان يعنى بالمعروف ، أى المتفق عليه عُرفا بأنه إحسان . قال جل وعلا :
3 / 4 / 3 / 1 :( الطَّلاقُ مَرَّتَانِ فَإمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ ) (229) البقرة )
3 / 4 / 3 / 2 : ( وَإِذَا طَلَّقْتُمْ النِّسَاءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ سَرِّحُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ ) (231) البقرة ).
ثالثا : ( الحُسن )
1 ـ جاء صريحا عن جمال الوجه فى قوله جل وعلا للنبى محمد عليه السلام : ( لا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاء مِن بَعْدُ وَلا أَن تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ ) 52 ) الاحزاب ) .
2 ـ وجاء فى أنه جل وعلا خلق الانسان وصوّره فى أحسن تقويم . قال جل وعلا :
2 / 1 : ( وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ ) (َ 64) غافر ).
2 / 2 : ( وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ ) 3 ) التغابن )
2 / 3 : ( لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ ) 4 ) التين ).
3 ـ عدا ذلك يأتى وصف الاحسان للأعمال وغيرها ، وتكرر هذا فى القرآن الكريم كثيرا جدا ، بمشتقات متنوعة من الاحسان والمحسنين والحُسن والحسنة والأحسن والحسنى . منه قوله جل وعلا : ( إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنْ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (90) النحل )، ( وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً ( 83 ) البقرة )، ( وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ) (36) النساء )( هَلْ جَزَاءُ الإِحْسَانِ إِلاَّ الإِحْسَانُ (60) الرحمن ) .
أخيرا
من أسف أننا نركّز على الجمال الحسّى ، وهو زائل ؛ مجرد زينة ، وننسى الجمال والحُسن المعنوى ، وهو الباقى ، وبه تكون النجاة من جهنم . قال جل وعلا :
1 ـ ( الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَاباً وَخَيْرٌ أَمَلاً (46) الكهف ).
2 ـ ( وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَاباً وَخَيْرٌ مَرَدّاً (76) مريم )
3 ـ ( نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً سُخْرِيّاً وَرَحْمَةُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ (32) الزخرف )
4 ـ ( قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ (58) يونس )
السؤال الثانى
جزاكم الله خير في الدنيا و الاخرة على مجهودكم استاذ احمد اعلم انكم مشغولون جدا و لم اسألكم الا لضرورة قصوى و لم اعتقد اني سوف اجد جوابا لسؤالي في الموقع لكثرة المقالات ولكن باذن الله سوف ابحث . و لكن اعتقد و العلم عند الله انه سبحانه يختبر المؤمنين يوم القيامة ليمحص ما في قلوبهم. او ليعلمهم انهم تحت مشيئته ان شاء غفر لهم او عذبهم حتى و ان تابو فانه من الممكن ان لا يتوب عليهم لقوله تعالى ( عسى ربكم ان يتوب عليكم ) او ليمُنّ على المؤمنين انه لم يعذبهم يوم القيامة مع الاستطاعة و الله اعلم .
الاجابة :
تعرضنا لكلمة ( عسى ) فى مقال ، فى سلسلة القاموس القرآنى . أرجو أن تراجعه . دخول الجنة متوقف على الغفران الالهى يوم الدين . والغفران متوقف على التوبة النصوح فى الدنيا ، والإيمان الخالص بالله جل وعلا وحده لا شريك له وبالقرآن الكريم وحده حديثا . الله جل وعد المؤمنين الذين يعملون الصالحات أو المؤمنين المتقين بالجنة ، والله جل وعلا لا يخلف الميعاد . أى فدخول الجنة متوقف على الانسان اذا تاب توبة نصوحا بحيث يقبلها الرحمن جل وعلا وبهذا يكون مغفورا له يوم القيامة حيث يكفّر الله جل وعلا سيئاته اى يغطيها فينجو من التعذيب.