عن مبادرات تقسيط الكتب بقلم مؤمن سمير.مصر

كان من الطبيعي والمحزن أن تدخل صناعة الكتب دائرة الغلاء الجهنمية التي أحاطت بكل أجزاء حياتنا وضيقت تحركاتنا وحاصرتنا في مجرد الشكوى حيال أمر لا نملك القدرة لا على دفعه ولا جعله أقرب للتحمل.. صناعة الكتب صناعة تتكون من تفاصيل كثيرة، كلها للأسف خضع لزيادة الأسعار بحيث أصبح المنتج وهو الكتاب، في غالب الأحوال عصيا على وصوله للقارئ وذلك باستثناء مؤسسات الدولة الثقافية التي مازالت تقدم منتجا أقل سعرا.. أذكر أننا ونحن في بداية الشباب كنا نجتمع، خمسة أو ستة أشخاص يهتمون بالكتب ونقوم باقتناء الكتاب بشكل جماعي ونقرأه بالترتيب وأحيانا كنا نقابل أصحاب مكتبات يرتضون بفكرة أن يحصلوا أثمان الكتب علي دفعات.. وهو ما تذكرته عندما علمت بأمر مبادرات "تقسيط الكتاب" الذي أحزنتني في البداية لأنها تعبير مباشر عن أزمة خانقة تمتد لكل شيء، لكن في الحقيقة هي حل أقرب للواقع وأظنه سينجح خاصة أننا الآن وبشكل لافت بتنا نعتمد على التعامل مع الانترنت كسوق كبير برغم أن مثل هذه المبادرات وان كانت ستساهم في تخفيف المشكلة لكنها ستضاف للأسف إلى قائمة أعباء الأسرة المصرية المثقلة.. أقول هذا ليقيني المتشائم في نجاح أي محاولة للتصدي للغلاء بالمقاطعة مثلا لأن قائمة مقاطعاتك إذا زادت بطريقة مطردة يفرضها الواقع القاسي، ستفقد حياتنا القدرة على استيعابها.. ومن الواجب هنا الإشادة بتطبيقات القراءة مثل «أبجد» لأنها ساهمت بشكل كبير في تحمل أمر الغلاء وإن من زاوية أخرى ليست مباشرة لكنها واقعية..