![]() |
غلق | | مركز الدراسات والابحاث العلمانية في العالم العربي | |
![]() |
خيارات وادوات |
أحمد صبحى منصور
2023 / 2 / 10
عن ( القلب السليم / أوزار المُضلّين / الأرض الموعودة / الحنث العظيم / تمور / الفلّاح )
السؤال الأول
هل القلب السليم معناه فى القرآن القلب الخالى من الحقد والكراهية والحسد ؟
الاجابة :
1 ـ القلب السليم قرآنيا ليس القلب الخالى من الكراهية والحقد والحسد ، بل هو القلب الخالى من تقديس غير الله جل وعلا . والدليل :
أولا : ابراهيم عليه السلام :
1 ـ فى القرآن الكريم ارتبط ( القلب السليم ) بالنبى ابراهيم عليه السلام ، إذ جاء هذا التعبير عنه مرتين :
1 / 1 : قال جل وعلا عنه : ( إِذْ جَاءَ رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ (84) الصافات )
1 / 2 : ودعا ابراهيم ربه جل وعلا فقال : ( وَلا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ (87) يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ (88) إِلاَّ مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ (89) الشعراء )
2 ـ تميّز ابراهيم عليه السلام بأنه لم يقع فى الشّرك منذ طفولته ، أو بالتعبير القرآنى عنه :
2 / 1 : ( وَلَمْ يَكُنْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (120 ) النحل )
2 / 2 : ( وَمَا كَانَ مِنْ الْمُشْرِكِينَ (161) الانعام )
3 ـ وحين كان فتى مغمورا دعا أباه وقومه الى نبذ عباد الأصنام ، فلما أعرضوا قام بتكسيرها . قال عنه جل وعلا فى بداية القصة : ( وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا بِهِ عَالِمِينَ (51) الأنبياء)،وقال عنه قومه وقتها : ( قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ (60) الأنبياء )
ثانيا :
1 ـ أصحاب الجنة قد يكون بينهم غلُّ وحقد فى الدنيا ، ثم ينتهى هذا الغلُّ وهم فى الجنة . قال جل وعلا :
1 / 1 ـ ( وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمْ الأَنْهَارُ ) (43)الاعراف ).
1 / 2 ـ ( إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (45) ادْخُلُوهَا بِسَلامٍ آمِنِينَ (46) وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَاناً عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ (47) الحجر ).
2 ـ نقض كفار قريش العهد وإعتدوا على المسلمين فى مكة ، وشعر المسلمون بغلّ وغيظ شديد . وجاء فى تشريع قتال أولئك المعتدين ناقضى العهد قوله جل وعلا : ( قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمْ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ (14) وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ ) (15) التوبة )
السؤال الثانى :
هل العلماء فى الأديان الأرضية مسئولين عن كل جرائم أتباعهم طبقا لقوله جل وعلا : ( لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلا سَاءَ مَا يَزِرُونَ (25) النحل ) ؟
الإجابة :
كلا .
1 ـ قال جل وعلا ( وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ ) ، أى بعض أوزار أتباعهم .
2 ـ هناك من أتباع شيوخ الضلال من يرتكب معاصى بدافع ذاتى ، ومن المعاصى ما يرتكبه بتحريض شيوخ الضلال . مثلا قد يقتل شخصا لأسباب شخصية ، وبدون تحريض من شيخه . الشيخ هنا لا يشارك فى الوزر . قد يفتى له شيخه بالقتل ويحثّه عليه على أنه جهاد وأن الحور العين تنتظره ترحب به . حين يرتكب هذا القتل يكون الشيخ شريكا فيه ، ويحمل معه الوزر .
3 ـ لا يشترط هنا وجود صُحبة بين الشيخ وعلاقة شخصية بينه وبين هذا التابع له ، أو حضور التابع لمجلس الشيخ . مجرد أن يذيع الشيخ فتاويه السامّة ويطبقها غيره يكون مسئولا عن أوزارهم . وهنا يتبين مدى مسئولية الافتاء فى الدين إن بالاصلاح أو بالإضلال .
السؤال الثالث :
ما هى الأرض المقصودة فى قوله جل وعلا ( ولنسكننكم الارض من بعدهم ) فى سورة ابراهيم )
الاجابة
قال جل وعلا : ( وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّكُمْ مِنْ أَرْضِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ لَنُهْلِكَنَّ الظَّالِمِينَ (13) وَلَنُسْكِنَنَّكُمْ الأَرْضَ مِنْ بَعْدِهِمْ ذَلِكَ لِمَنْ خَافَ مَقَامِي وَخَافَ وَعِيدِ (14) ابراهيم )
ليس المقصود بالأرض الحالية فى هذه الدنيا . فأكابر المجرمين يتوارثون فيها السُّلطة والثروة . المراد بالأرض هنا أرض الجنة . والدليل :
1 ـ قوله جل وعلا بعدها عن الكافرين فى جهنم :( وَاسْتَفْتَحُوا وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ (15) مِنْ وَرَائِهِ جَهَنَّمُ وَيُسْقَى مِنْ مَاءٍ صَدِيدٍ (16) يَتَجَرَّعُهُ وَلا يَكَادُ يُسِيغُهُ وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ وَمِنْ وَرَائِهِ عَذَابٌ غَلِيظٌ (17) ابراهيم )
2 ـ قوله جل وعلا عن أرض الجنة للمتقين :
2 / 1 : ( وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِي الصَّالِحُونَ (105) الأنبياء )
2 / 2 : وقول أهل الجنة عند دخولها : ( وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنْ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ (74) الزمر)
السؤال الرابع :
ما هو الحنث العظيم فى قول الله عزّ وجلّ : ( وَكَانُوا يُصِرُّونَ عَلَى الْحِنثِ الْعَظِيمِ (46) الواقعة )
الاجابة :
( حنث ) مصطلح جاء مرتين فقط فى القرآن الكريم :
1 ـ عن الحنث فى اليمين . قال جل وعلا للنبى أيوب عليه السلام : ( وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثًا فَاضْرِب بِّهِ وَلا تَحْنَثْ إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ (44) ص ).
2 ـ وعن أفظع الحنث ، وهو تمسك المشركين الكافرين بالألهة والأولياء يزعمونهم شركاء لله جل وعلا فى مُلكه قال جل وعلا عن سبب عذابهم فى جهنم : ( وَكَانُوا يُصِرُّونَ عَلَى الْحِنثِ الْعَظِيمِ (46) الواقعة ).
السؤال الخامس :
ما معنى ( تَمُورُ السَّمَاء مَوْرًا ) ؟
الاجابة :
( تمور ) يعنى تضطرب بشدة . جاء هذا المصطلح فى قوله جل وعلا :
1 ـ ( يَوْمَ تَمُورُ السَّمَاء مَوْرًا (9) وَتَسِيرُ الْجِبَالُ سَيْرًا (10) الطور)
2 ـ ( أَأَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاء أَن يَخْسِفَ بِكُمُ الأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ (16) الملك ) .
السؤال السادس
هل جاء لفظ ( الفلاح الزارع ) فى القرآن الكريم ؟
الإجابة
لم يأت فى القرآن الكريم لفظ ( الفلاح ) بتشديد اللام . جاء لفظ ( الزُّرّاع ) الذى هو مرادف ل ( الفلّاح ). قال جل وعلا :
1 ـ ( اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرّاً ثُمَّ يَكُونُ حُطَاماً وَفِي الآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنْ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ (20) الحديد ). ( الكفار ) هنا بمعنى الزُرّاع الفلاحون .
2 ـ ( مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنْ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمْ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً (29) الفتح ). ( الكفار ) هنا بمعنى الكفر الدينى ؛ العقيدى والسلوكى.