|
غلق | | مركز الدراسات والابحاث العلمانية في العالم العربي | |
|
خيارات وادوات |
قحطان الفرج الله
2022 / 12 / 22
هل نحن أمام صراع سياسي، أم تناقض ثقافي؟ وهل نحن أمام هوية طائفية تعيد التشكل من جديد وبعنف؟ أم نحن أمام جمهور لا يريد أن يُفرق بين ثقافة الطائفة وهمجية الطائفية، كيف يمكن أن نصف المشهد العراقي المتصارع بعنف في هذا الفضاء العنكبوتي وفي وسائل التواصل الحديثة؟ صراعات شعواء تحاول إلغاء هوية الوطن وتعيد حرب (يزيد والحسين) ويذكي نارها من جديد! كيف لنا أن نتحاور مع من يلغي تاريخ الوطن ويعتمد على تاريخ الدين كبديل لتاريخ شعوب مختلفة الأديان؟!
كيف يتعامل المثقف العراقي مع العالم المتقدم؟ وهو يفكر بمنطق (البدوي) لا المنطق السياسي المبني على (المصلحة)؟
كل هذه أسئلة تجعلني أقف مندهشًا أمام تحولات آراء الكثير من (المثقفين) من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار ، ومن قلب الاعتدال إلى نار التطرف، للإجابة عن هذه الاسئلة نحتاج إلى دراسة تتطلب "فهمًا واعيًا وعميقًا لمكونات هذا البناء -المرتبك والمتناقض- وخاصة الجوانب الثقافية المصاحبة له في مرحلة تنشئته الاجتماعية و-الدينية- المغذية لفكره وطريقة تفكيره وحياته وقيمه ومعتقداته واتجاهاته وموقفه ونظرته للحياة" محير شكل المثقف الذي يلقي بنفسه في قرارة بئر عميق وهو يعلم لا ماء فيه!!!
فقد (اغلب) ما يسمى بـــــــ(المثقف الــعراقي) مصداقيته، لأنه لا يحسن إدارة الحوار؛ لا يعترف بالآخر المختلف، ولا يجيد سماع غير نفسه، ولا يملك استقلاً ذاتيًا لتبعيته، لا حوار جاد بدون ذوات مستقلة وحرة.
المثقف...الموهوب هو من يمثل ضمير البشرية ويسهم في ردم الفوارق الطبقية والأيديولوجية والعرقية, والدينية، ويقوم على نسج اواصر الهوية بين المختلفين وإبعادهم عن جادة الصراع والتناحر.المثقف الحقيقي هو من يرفض الولاء و التعنصر لامة بعينها أو طبقة بذاتها، ويقول الحق وان صعب قوله، وهو بهذا مخلوق مثالي يساند الحقيقة ويتقصاها ويدعم العدل ويتبناه، لا يعيش في التراث ويمجد عقول من صنعه، بل ُيعمل العقل والمنطق فيه، يستشرف، المستقبل من روح التطلع لحرية الانسان في التفكير وممارسة النقد دون قيود او شروط يساهم في بناء المجتمع كمركب عضوي يزرع أفكار الخير ولا يقصي المختلف.
وظيفة المثقف إشاعة مفاهيم الثقافة، وفي طليعتها الحفاظ على قيم الإنسانية المطلقة، ولابد له من ان يمتلك رؤية للعالم والكون، وأن يساهم في بناء المشاريع الحضارية الكبرى، وعليه التصدي لتيارات العنف، واستبدال ذلك بالحوار وقبول المختلف، ونبذ التخلف والجهل والرأي الواحد، يشجع روح الإبداع والابتكار، يتمرد على روح التنميط الثقافي والجمود والتحجر أمام النصوص وتقديسها كأفكار لا تقبل النقاش، يعمل على تشغيل آلة الزمن ليسافر نحو المستقبل، لا ليعود إلى الماضي لاعنا الحاضر دون المساهمة في تغيره أو السعي إلى ذلك من خلال البدء بالنفس …