لحظات حرجة

كواكب الساعدي
2022 / 10 / 27

لطالما نَبذتُ فكرة نشر الامور الشخصية في كتاباتي فالقّراء لهم همومهم ايضا لكن ما حدث لي ببداية الاسبوع الذي سينصرم جعلني أنتهز الفرصة لشكر جهتين كان لهما الاثر البالغ بحياة عائلتي .. فبينما كنت أُعد ُ قالب الكيك الذي رأتهُ في الانستغرام آخر العنقود تناهت لمسامعي من داخل البيت حشرجات تعلو وتهبط وبصوت مُخيف توجهت لغرفة المكتب الذي يعكف بها نصفي في الحياة لرواية عن تاريخ العراق فلم اعثر على مصدر الصوت رجعت لمطبخي وما هي الا لحظات واذا بالحشرجات تُنذر أن أتدبر أمري لحدث مريب توجهتُ لغرفة النوم هنا فبدا الصوت جَليّاً ازحت الغطاء عن وجهه واذا بي أجد ملامحه وقد غادرتها الحياة باحتقان واضح وشحوب حرّكتهُ لم يستجب.. خاطبت نفسي الوضع يتطلب أن أستحضر ايماني بالله وادعيتي وشجاعتي بالتدبير تذكرت الدروس التي تعلمتها
في مكان عملي والهلال الاحمر القطري باسعاف الحالات الخطرة جلبت الماء بللت شفاهه اليابسة واعدت كل ما تعلمت دقائق كانت مدعاة لفتح عينيه متسائلاً بوهن قلت (ماكو شي )اظنه السهر والكتابة وانا أُغالطُ نفسي بانه هناك شي ء كنت خائفة من عوارض عملية في القلب عملها اطلق العلم عليها أختلال بكهربائية القلب ورمز لها علمياً ( w w w) التي كشفها طبيب القلب المشهور چيهاني بمشفى حمد العام والذي اعطانا مهلة اسبوع او 10 ايام حينها ليسُّفر خارج البلاد والا ..،، هنا تُتبين المواقف الرجولية فقد كانت فزعة القطريين في مكان عمله فزعة الفرسان باتصالهم بسفارة قطر بلندن. وتسهيل امر الڤيز له ولمن يرافقه وارسال التحاليل وتوصية طبيب القلب ورسالته للبرفسور في لندن ..وفعلا تمت الامور على ادق من الممتاز وكان موقفا اسجله الان رغم مرور السنين لانقاذ رب عائلة من الموت المُحقّق ارجع لحالة مريضي التي لم تعد تشير للاطمئنان واذا بي أرن على ولدي وحالا اتصل بي وبدون تهويل بسًطتُ لهُ الامور كلمني بحنكة رجل حكيم وليس شاب بعمر الورد .. احسست وقتها بأني أنجبتُ رجل استند عليه فغرقت بدمعي .. لم يمر من عمر الزمن الكثير واذا بفلذتي يحضر بادرتهُ هل حجزت ؟ قال اتصلت بطبيب العائلة واخبرني انه سيسبقنا للعيادة فهلمي نحمل ابي وصلنا الطبيب الذي عايش الاغتراب سنين وسنين وكأنهُ يمتص خوفنا بادرنا بذلك الوجه البشوش وعلى جناح السرعة تم الفحص والتحاليل وكل ما يلزم لتشخيص الحالة وهو يقرأ بالنتائج كانت نبضات قلوبنا تتلاحق وقد زف بشراه انه ليس خطأً بعملية القلب الذي اتقن الاختصاصي عملها انها اصابة كرونا اللعينة لكنها شديدة الوطأ فوراً خصص لحقنه بحقنتين واعطاءه بعض العصير وحبة دواء واذا بملامحه تروق ووهج الحمى يتضائل قليلاً حمدنا الله سألنا من سيقيم على رعايته اشرت لنفسي قال خذي حذرك وتقيدي بالتعليمات ثم تدارك فسأل عن ظروف عملية القلب شرح له ولدي كل شيء فاطلق كلماته بحزن قائلاً ؛: فعلا الطبيب شرف وضمير ومن يتقن عمله والتشخيص الصحيح يحمي ارواح من منزلقات كثيرة اما الصديق الطبيب وأشهد. امام ربي ان اوثق للتاريخ ممارسة مهنته بضمير حي ووجه بشوش تسآلت بسري كم نحتاج لطبيب مثله اقسمَ على الحفاظ على ارواح مرضى سلمت مصيرها بيده وليس بتاجر يقايض على ارواح مرضى قد لا يملكون ثمن حبة دواء لكن الظروف اللعينه جعلتهم تحت رحمته.

حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي