الأموال الساخنه .......ماهيتها وخواصها وآثارها على اقتصادات الدول

احمد حسن عمر
2022 / 8 / 21

الأموال الساخنة
(Hot Money)
اعداد
الدكتور/ أحمد حسن عمر
تطلق الأموال الساخنة (Hot Money) على الأموال التي تتنقل بين الأسواق المالية بسرعة وانتظام، وتضمن حصول المستثمرين على أعلى أسعار فائدة قصيرة الأجل متاحة في السوق، وتنتقل الأموال الساخنة باستمرار من الدول ذات أسعار الفائدة المنخفضة إلى الدول ذات أسعار الفائدة المرتفعة، بحثًا عن أقصى قدر من الفوائد في أسعار الفائدة قصيرة الأجل.
كما يطلق مصطلح الأموال الساخنة أيضًا على الأموال المسروقة التي وضع عليها علامات خاصة تسهل تتبعها وكشفها.
ولا تقتصر الأموال الساخنة على عملات الدول المختلفة فقط، بل تشمل أيضًا رأس المال المستثمر في الأعمال التجارية المتنافسة
اما الذي يحفز حركة رأس المال السائل هو الفرق بين مستوى سعر الفائدة لدوله وأخرى. وهذا هو السبب في أن هذه الأموال تنتقل بسرعة وبشكل مستمر بين مختلف البلدان، وتكمن مشكلة جذب رأس المال السائل من البلدان الأخرى في أنه بمجرد تغير الوضع الاقتصادي بشكل عام ، يهاجر رأس المال إلى الاقتصادات الأخرى التي ستحقق فوائد أكبر.
وتتوقف حركة الأموال الساخنه على إزالة الحواجز التجارية بين الدول، وتأسيس بنية تحتية مالية عالية المستوى، حيث تتدفق الأموال الساخنة إلى مناطق النمو المرتفع التي يحتمل أن تقدم عوائد أكبر على الاستثمار، وتهرب الأموال الساخنة من الدول والقطاعات الاقتصادية منخفضة الأداء.
وفي الواقع ان ما يفعله رأس المال هو السعي وراء مزايا عابرة في أسعار العملات المختلفة للدول المختلفة.
خصائص الأموال الساخنة
• يطلق عليها رأس مال مضارب
• غرضها متابعة أقصى ربح مالى
• التحرك نحو الاقتصادات ذات معدلات الفائدة المرتفعة
• التركيز على المدى القصير.
• يؤثر بشكل مباشر على سعر الصرف وميزان المدفوعات مما يسبب أزمة عملة في البلاد
وتسعى البنوك إلى طرح شهادات إيداع قصيرة الأجل بأسعار فائدة أعلى من المتوسط لجذب الأموال الساخنة، وإذا خفضت البنوك أسعار فائدتها، أو إذا قدمت مؤسسة مالية منافسة أسعار فائدة أعلى، سيحول المستثمرون أموالهم الساخنة إلى البنك الذي يمنحهم سعر فائدة أعلى.
والاقتصاد الصيني مثالًا لتقلبات الأموال الساخنة، حيث توسع اقتصاد الصين بوتيرة سريعه جدًا، وصاحب ذلك ارتفاعًا هائلًا في أسعار الأسهم الصينية؛ مما جعل الصين واحدة من أكبر أسواق الأموال الساخنة في التاريخ، حيث تضاعف احتياطي العملات الأجنبية ليصل إلى 4 تريليون دولار خلال الفترة 2006-2014، وبالرغم من أن السوق الصيني أصبح وجهة جذابة للأموال الساخنة، بفضل ازدهار سوق الأسهم والعملة القوية، إلا أن معدل تدفق الأموال تباطأ بشدة عام 2016؛ لأن أسعار الأسهم وصلت إلى ذروتها، ولم يعد بالامكان تحقيق عوائد جيدة منها. علاوة على ذلك، أدى تقلب عمله الصين "اليوان" منذ عام 2013 إلى خروج عدد كبير من المستثمرين من السوق، وانخفض احتياطي النقد الأجنبي في الصين بأكثر من 300 مليار دولار خلال فترة التسعة أشهر من يونيو 2014 إلى مارس 2015، كما وقعت أحداث مشابهة عام 2019م، حيث قدر معهد التمويل الدولي أن المستثمرين سحبوا رؤوس أموال تزيد قيمتها عن 60 مليار دولار من الاقتصاد الصيني في الفترة بين مايو ويونيو 2019، بسبب فرض ضوابط أكثر على رأس المال، بالإضافة إلى انخفاض قيمة اليوان.
والتوقعات تشير إلى استمرار تدفقات الأموال الساخنة في مصر، طالما يرى المستثمرون استقراراً سياسياً في البلاد وعلاقة إيجابية مع صندوق النقد الدولي، لذا يتعين على المجموعة الاقتصادية بالحكومة المصرية أن تمنح الاقتصاد الحقيقى ومن ورائه الاستثمار المباشر العناية القصوى لزيادة الإنتاج والنمو والتشغيل، وجذب الاستثمارات الأجنبية التى لا تأتى إلا على استثمارات محلية قائمة، ولا تجد سبيلا للدخول ولا منفذا آمنا للتخارج إلا من خلال بورصة الأوراق المالية.

حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي