لا لبدائل الصدر و الإطار التنسيقي، لا لحكومتهم التوافقية والاغلبية.. ولا لمليشيات هذه الجماعات.

الحزب الشيوعي العمالي العراقي
2022 / 7 / 31


الصراع على السلطة يحتدم بين جماعة الصدر وجماعة الإطار التنسيقي، وكلا الطرفين مسؤولان على ما آلت إليه أوضاع جماهير العراق من فقدان الأمان بكل أشكاله الاقتصادي والسياسي والاجتماعي، وانعدام الخدمات وغياب أي أمل بالحصول على الحد الأدنى للعيش الكريم. خلال ما يقارب عقدين من الزمن، ساهم الطرفان كشريكين فيما يسمى بالبيت الشيعي في عمليات السرقة والفساد والنهب، و اقتسما المناصب الوزارية والخاصة وقاما بتمويل تشكيل ميليشياتهم وعصاباتهم وتحت عناوين مختلفة، تارة الدفاع عن المذهب واخرى عن الاسلام ومرة في مواجهة ارهاب داعش، وفرضت نفسها بشكل غير قانوني وغير شرعي على المؤسسات الحكومية والتي استُغلت من خلالها في تصفية المخالفين وأخذ الإتاوات والتوغل في كل مؤسسات الدولة حتى أصبحت تسن قوانينها الخاصة بنفسها وتفرضها على المجتمع.
يا جماهير العراق.. إن الصراع بين الصدر والمالكي، بين جماعة الصدر وميليشياته ، والمالكي وميليشياته المنضوية في الحشد الشعبي هو صراع على السلطة، وليس له أية علاقة بتطهير المؤسسات الحكومية من الفاسدين كما يعلن الصدر بمشاريعه “الاصلاحية”.
ان الأرباح من بيع النفط الذي تجاوز سعر البرميل أكثر من ١٠٠ دولار تنفق على ميليشياتهم، وعلى جماعاتهم التي تسن القوانين لتمويل معاشاتهم وامتيازاتهم في البرلمان وفي المناصب الحكومية في حين يعيش أكثر من ٤٠٪ من جماهير العراق تحت خط الفقر، ولا يجدون ما يسدون رمقهم لإطعام أسرهم و يقضون الليل على وجع بطونهم.
إن العديد من المتظاهرين الذين انخرطوا باقتحام المنطقة الخضراء لا يشاركون الصدر ولا جماعته مشاريعه السياسية، إلا أنهم يجدون فرصة للانتقام من طغاة العملية السياسية الذي يقبعون خلف جدران اسمنتية وينعمون خلف أسوارها بالأمن والأمان والقصور الفارهة ويأكلون ويشربون مما سرقت أيديهم من ثروات الجماهير. إنهم يستغلون الفرصة لإذلال وسحق هيبة القلعة التي تسمى بمجلس النواب التي يحصل الطفيليون فيها ،مما يسمون بأعضاء مجلس النواب، على امتيازات ورواتب تصل إلى عشرة مليون دينار شهريا. أنهم يجدونها فرصة سانحة للانتقام من قتلة متظاهري انتفاضة أكتوبر، حيث أغلقت بوابات المنطقة الخضراء والجسور الممتدة إليها لمنع الاحتجاج أمامها وتم تجهيز القناصين والقوات الامنية المهولة والمليشيات التي قتلت ما قتلت من المتظاهرين على جسور السنك والشهداء التحرير، في حين تتفتح بوابات المنطقة الخضراء بكل سهولة وتوفر الإمكانات للوصول الى مجلس النواب الذي سن القوانين بمعية جماعة الصدر منذ حكومة الجعفري عام ٢٠٠٥ مانحا كل الامتيازات لأعضائه وساعيا لاقتسام السلطة والحكومات المتعاقبة.
يا جماهير العراق.. لا تنخدعوا بالصدر، افصلوا أنفسكم عنه، فلن تستطيعوا عن طريقه التخلص من الفساد وكل منظومة الإسلام السياسي المسؤول عن كل الجرائم الفقر والعوز والقتل والاختطاف. تذكروا تحالفه مع المالكي في أيام انتفاضة شباط ٢٠١١ لإنقاذ حكومته من قبضة المنتفضين، وتحالفه مع العبادي في تظاهرات تموز ٢٠١٥ حين رفعت الجماهير شعار (باسم الدين باكونا الحرامية، من دخل بيها ابو العمامة صار البوك للهامة) والانقضاض على المتظاهرين في انتفاضة أكتوبر. تذكروا جرائم ميليشياته جيش المهدي الطائفية والقبعات الزرق، انه تحت عنوان الإصلاح ومحاربة الفساد يريد إنقاذ سفينة العملية السياسية لتمرير مشروعه، وهو ليس لديه أي خلاف مع مشروع إفقار الجماهير، مشاريع المؤسسات الامريكية المالية وهي صندوق النقد الدولي والبنك الدولي، ليس لديه أي خلاف مع تخفيض سعر العملة المحلية التي زادت الأحمال على كاهل الموظفين والجماهير العمالية والكادحين.
يا جماهير العراق...لا تكونوا وقود في محرقة هذه الجماعات المتصارعة على السلطة، افصلوا انفسكم عن هذه الجماعات نظموا أنفسكم في المحلات والمناطق، واستعدوا بالحيلولة دون تحويل هذه الجماعات مناطقكم الى ساحة حرب المليشيات.
ان الحزب الشيوعي العمالي العراقي يقف بخندق الدفاع الاول عن أمن وسلامة الجماهير، ويدعوكم للاستفادة من تجربة انتفاضة أكتوبر بفصل آفاقكم و صفوفكم عن هذه الجماعات وميليشياتها. ان البديل السياسي ليس تشكيل حكومة اغلبية او توافقية أو انتقالية أو انقاذ، انما حكومة ثورية مؤقتة منبثقة من ممثليكم في المحلات والمناطق والمصانع والجامعات والدوائر الحكومية. حكومة تؤمن تحقيق المساواة والامان والحرية.

حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي