|
غلق | | مركز الدراسات والابحاث العلمانية في العالم العربي | |
|
خيارات وادوات |
سنان سامي الجادر
2022 / 7 / 15
للأسف لم أقرأ الكتاب بعد لعدم توفّره في أوروبا, ولكن طبقاً لما نُشر عنه وللنقاش الذي دار حوله في برنامج جاء في الكتاب (مصدر1) , فهذا مُلخّص وتقييم سريع له:
* إن الكتاب يُمثّل خطوة إلى الأمام وتشجيعاً لباقي الباحثين للبدء بمزيد من البحوث حول الصابئة, وبعد أن كانوا في السابق غير مُهتمين أو مُنكرين تماماً لأي تأثير من الدين الصابئي على الإسلام المُبكر, ولكن الباحثة ذَكَرت وبشجاعة العديد من الحقائق المُهمّة ومنها:
* أنّ جدّ النبي مُحمد لأمه كان صابئياً وهو نفسه كان قد تربّى في بيت صابئي. ومصدرها كتاب التحليل والتنوير لطاهر بن عاشور وكذلك البيروني, وفي نفس المصدر السابق يربط بن عاشور بين الصابئة ومملكة الأنباط.
*طبقاً لبحوث الجبلاوي فهي تَدعم المصادر التي تقول بخروج إبراهيم عن الصابئة بعد ختانه وتأسيسه للديانة الجديدة.
من ناحية أخرى فأنّ هُنالك بعض النقاط التي لانتفق بها معها, فبرُغم أنّ الباحثة الجبلاوي هي ذات مصداقيّة وأهل للثقّة, لكونها مُجرّدة من النزعات القوميّة أو الدينيّة والأهواء الشخصيّة التي تُضعف الباحثين عادة, ولكن فيما يلي بعض المُلاحظات عن إستنتاجاتها:
*لم تستطع الخروج عن الذي كان قد ذُكر في المصادر فيما يخُص الفلسفة المندائيّة. وحيثُ أن هذه الفلسفة كانت غامضة تماماً في الزمن القديم للمؤرخين القُدامى, بسبب المَنع الذي كان ولايزال يضعه الصابئة على تفسير العُمق الروحاني للنصوص المُقدّسة. ولهذا فقد كَتَبَ قُدماء المؤرخين وفقاً لمشاهداتهم ووفقاً للإشاعات التي ذُكرت عنهم, وعلى سبيل المثال
الرواية الخاصة بوجود إختلاف بين صابئة حرّان والصابئة المندائيين, والمستندة إلى قصّة أبو يوسف أيشع القطيعي النصراني في كتاب الفهرست الذي كتبه أبن النديم (ص386) والذي هو نَقَلَ بأمانة جميع ما سمعه عن الصابئة, ولكنه غير مسؤول عن صحته ولا تُنسب تلك الروايات له. وفي تلك الرواية التي من المفروض أنها قد جَرت في زمن المأمون 198-218 للهجرة حول زيارة المأمون لصابئة حرّان, ولكنه كان قد حَشَرَ فيها أسم سنان بن ثابت بن قُرّة الطبيب في العصر العباسي 331 للهجرة والذي كانت له حظوة خاصّة لدى الخليفة العباسي, مما يدعم وجود صراع على المناصب والنفوذ (مصدر2) ولأن تلك التُهمة كان عقابها الموت.
*لا نتفق مع الكاتبة بوجود المرحلة التي أسمتها بالحنوثيّة, وهي بوجود إله مركزي وآلهة متعددة مُساعدة, وطبعاً هذا الموضوع يحتاج إلى نصوص كثيرة ولكي تصل إلى هذه الفكرة من التوحيد الخالص, ورُبما كانت ترجمة ليدزبارسكي اليهودي للنصوص المندائيّة قد ساهمت بهذه الفكرة المشوّشة لديها.
*لا وجود لتوسّل بالكواكب في الفلسفة المندائيّة كما هي ذكرت, وإنما كانت هُنالك مُمارسات من العلوم الفلكيّة التي تُحاول معرفة الغيب عبر التنجيم وهي من العلوم البابليّة القديمة التي ورثها المندائيون, ولكن توجد نصوص تُحرّم التنجيم تماماً وكذلك فهي تَعتبر الكواكب أماكن للشر.
*إن الإختلافات الفلسفيّة بين الصابئة المندائيين والأحناف لايعدو كونه إجتهادات مُختلفة بين الحلقات العلميّة المتعددة داخل نفس الدين (مصدر3), وبالمناسبة فأن الطريقة التي يتوزّع بها الكهنة المندائيين إلى حلقات علميّة ولها إجتهادات مُختلفة داخل نفس الفلسفة, موجودة لغاية الآن ضمن حدود ضيّقة.
مع تقديرنا وتمنياتنا لها بمزيد من البحوث حول الصابئة
المصادر
1. برنامج, جاء في الكتاب: "الصّابئة في الثّقافة العربيّة الإسلاميّة" آمنة الجبلاوي (الحلقة 10)
https://youtu.be/5J9GCILRgXM
2. كتاب مفاهيم صابئية مندائيّة, ناجيّة المراني ص84
3. مقالة: الناصورائيون ….. ,الكلدان, النبط, الأحناف, سنان سامي الجادر
https://mandaean.home.blog/2020/01/05/%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%a7%d8%b5%d9%88%d8%b1%d8%a7%d8%a6%d9%8a%d9%88%d9%86-%d8%a7%d9%84%d9%83%d9%84%d8%af%d8%a7%d9%86-%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%a8%d8%b7-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%ad%d9%86%d8%a7/?fbclid=IwAR0RBV-y9cFAeT1JEfgDFuCuGZ67xXTXm47g6Y-vymu92BVZwAzkaR4dG1s