حجاب المرأة ....... قصيدة

نوال السعداوي
2022 / 5 / 18

حجاب المرأة ..... قصيدة
--------------------------------------
السادة الرجال يتحدثون
عن حجاب النساء
يتنافسون على الورق والشاشات
بأصوات عالية متشنجة
قال بعضهم : " كلمة الخمار وردت فى الكتاب ..
وفلسطين المحتلة لن تعود بنزع الحجاب .. "
بعض آخر قال : " الحجاب أو الخمار ..
ليس من الدين الصحيح ..
انه شغل الجماعات الدينية ..
الذين خرجوا من الجحور ..
يكفرون المتنورين وحتى المؤمنين ..
يحرمون كل أنواع الفنون ..
الغِناء والموسيقى والسينما والرقص والنحت ..
كلها آثام وكبائر وذنوب ..
دعوات صريحة للفسق والفجور ..
تستوجب الاعتزال والتوبة ..
والنزول فى ظلام القبور .. "
وقال بعضهم : " الحجاب موجود فى كل البلاد ..
تغطية النساء فى جميع الديانات ..
الشال والطرحة والبونيه والقبعة ..
انها أزياء شعبية ..
وللنساء حق الاختيار ..
فالوطن لا يفرض شيئا ..
لا الشابو ولا الفولار ولا القبعة العسكرية ..
فقط الفقر الاشتراكى للطبقات العاملة ..
واخصاء العبيد فى بيزنطة "
وقال بعضهم : " ما جدوى تغطية رؤوس النساء ؟ ..
والمرأة هى المرأة
ما أن ينام زوجها حتى تصحو ..
وان كان هو الجِنى الأسود ..
أو شهريار أو شاه زمان ..
بنات حواء يا اخوانى ..
يخرجن الراهب المتعبد من صلاته ..
وان ارتدين الخمار ..
ولاشئ يظهر الا العينان "
هكذا ترتفع أصوات الرجال ..
والنساء منذ أزمنة صامتات ..
مطرقات الى الأرض فى حياء ..
أو باسمات برقة وميوعة واغراء ..
رؤوسهن ملفوفة بالطرحة أو البونيه
آخر طراز أو أحدث موضة
مختفيات عن الحياة
فى بهو كبير
أو أضيق أوضة
الواحدة منهن جاهزة
تحت الطلب والاشارة
مقبولة كانت أو مرفوضة
من الأستاذة الى الضكتورة
منهن ربما يظهرن فى الميدان
يخطبن لتحرير الأرض المسلوبة
اطعام هياكل الطفولة فى أفريقيا
وتشريع قوانين لحقوق الانسان
واستعادة أنف " أبو الهول " المسروقة
-------------------------------------------------------------------------------

حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي