|
غلق | | مركز الدراسات والابحاث العلمانية في العالم العربي | |
|
خيارات وادوات |
نعمت شريف
2022 / 2 / 27
بقلم: عمر سندي
في الاخبار الرئيسية Ekurd.net حصريا ل
ترجمة: نعمت شريف
نشرت في فبراير 9, 2022
الصورة :المشاع الإبداعي / ماركو فيرش المصور المحترف / فليكر
عندما تأسست الحكومة الأميركية كانت تقوم على اسس جمهورية ديمقراطية، وهو نظام حكم تأتي فيه سلطة القيادة من خلال المسؤولين المنتخبين من الشعب الذين يمثلون مصالحهم. نوع الحكومة التي تسمح للشعب الأمريكي بأن يكون له رأي في العديد من عمليات صنع القرار أو السياسة. يمتلك الشعب السلطة المطلقة. في تطور الديمقراطية في أمريكا تعقيدات تتجاوز بكثيرالمساحة المتاحة لنا في هذا المقال، لكنني أحاول فقط تسليط الضوء على بعض الخطاب...
تعتبر الديمقراطية الأميركية مثالا للديمقراطية الرصينة، ولكن منذ الدورة الأخيرة من الانتخابات الرئاسية أصبحت رصانتها وقدرتها على البقاء موضع تساؤل؟! إن الشعبوية والقومية آخذتان في الازدياد في العالم، ولا سيما في الدول الديمقراطية الليبرالية، بما في ذلك الولايات المتحدة. في الثمانينيات نشر مقال جاء فيه: "ماذا سيحدث عندما لا يتمتع الأميركيون البيض بالأغلبية في الولايات المتحدة؟" ويظهر هذا المسارالآن في العديد من المدن والبلدات الأمريكية ، وشريحة من الأميركيين البيض لا يحبون أن يكونوا أقلية. ومع ذلك ، فإن خطاب الهيمنة على قضية البيض ليس جديدا في أمريكا. في ستينيات القرن التاسع عشر كانت هذه القضية من الأسباب الجذرية للحرب الأهلية ، والتي كانت بدورها واحدة من أكثر الحروب دموية في التاريخ الأميركي عندما ألقى الرئيس أبراهام لنكولن في 11 أبريل 1865 خطابا "اقترح فيه أن يسعى للحصول على حق التصويت للسود".
ثم سيكون للقاتل جون ويلكس بوث، رد فعل شديد على خطاب لينكولن. قال بوث "بغضب للمتآمر معه ديفي هيرولد : "الآن ، والله ، سوف أنال منه" وبعد ثلاثة أيام ، [في واشنطن العاصمة] في مسرح فورد جون ويلكس بوث وفى بوعده" بقتل الرئيس الاميركي. لقد لوحظ في التمرد رفع علم الكونفدرالية، في 6 يناير 2021 وقاوموا بعنف بينما كان الكونغرس الأمريكي يجتمع للتصديق على نتائج انتخابات عام 2020 التي فاز فيها الرئيس جوزيف بايدن.
الرئيس دونالد ترامب يبتعد بينما تتواصل رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي لمصافحته، مبنى الكونغرس الأميركي، واشنطن، 4 شباط/فبراير 2020. الصورة: وكالة الصحافة الفرنسية
ادعى الرئيس السابق دونالد ترامب حدوث تزوير في أنظمة الانتخابات الأمريكية، ولكن تم التحقيق في هذا الادعاء في العديد من الأماكن، ومرات عديدة لم يجد جميع الأطراف المعنية، أي دليل على هذا الادعاء الذي لا أساس له من الصحة. على سبيل المثال، في عام 2000، كان النزاع في الانتخابات الرئاسية الأميركية بين جورج دبليو بوش، الجمهوري وآل غور، الديمقراطي، في ولاية فلوريدا، قد رفعت القضية إلى المحكمة العليا. وقد منحت المحكمة العليا الامريكية القضية لصالح بوش واعترف آل غور بذلك . ونصحت المحكمة العليا ترامب بأن ادعائه ليس له ما يبرره للمراجعة. يبدو أن الرئيس السابق ترامب قد تجاوز بكثير الرئيس ريتشارد نيكسون آنذاك في اختبار مرونة وقدرة القانون الأمريكي.
بطبيعة الحال، تتكون الولايات المتحدة في الغالب من تدفق المهاجرين القادمين من جميع أنحاء العالم إلى الولايات المتحدة.
ومع ذلك ، تغيرت الخريطة الجغرافية للهجرات: فهي تستخدم لتكون في الغالب قوقازيين ، إيرلنديين ، هولنديين ، إيطاليين ، يونانيين ، ألمان ، إلخ ، وفي العقود الأخيرة تحولت ديناميكية المهاجرين ، والآن هم من بلدان العالم الثالث ، الذين ليسوا قوقازيين . لقد سبب هذا التحول قلقا كبيرا بين شريحة معينة من الأميركيين البيض.
"إن الحاجة الملحة لحماية ديمقراطيتنا ، من بين أمور أخرى، هي الدفع بقوة ضد العنصرية وهجمات الشرطة على المتظاهرين السلميين والصحفيين حيث ترتبط ارتباطا وثيقا بالمهمة الأساسية لمبادرة القيادة الأمريكية المتمثلة في النهوض بالقيادة العالمية الأميركية، بما في ذلك دعم الديمقراطية وسيادة القانون وحقوق الإنسان. وكانت الاحتجاجات الأخيرة، التي كانت أغلبيتها العظمى سلمية، بمثابة تذكير قوي بالطرق التي يمكن للديمقراطية القائمة على سيادة القانون أن تصحح نفسها.
برزت حقوق الإنسان كعنصر من عناصر السياسة الخارجية للولايات المتحدة في أعقاب الحرب العالمية الثانية، حيث كان الكثير من دول العالم تحاول التعامل مع فظائع الحرب حتى أصبحت حقوق الإنسان عنصرا أساسيا للسياسة الخارجية الأمريكية، لا سيما في الأربعين سنة الاخيرة.
1948لعبت إلينور روزفلت دورا أساسيا في صياغة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان وكانت أول رئيسة للجنة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، التي كانت الولايات المتحدة عضوا في الميثاق" كماقال أوريت فرينكل.
وتدير أنظمة استبدادية اثنتين من أقوى الدول، وهما روسيا والصين. وقد وصلت سياساتها ودعمها للديكتاتوريين الآن إلى ذروتها. رغم الانتهاكات الجسيمة المستمرة لحقوق الإنسان داخل المجلس العسكري لكوريا الشمالية. أطاح ديكتاتور كوريا الشمالية كيم جونغ أون، بحكومة أونغ سون سو كي في ميانمار (بورما سابقا) المنتخبة ديمقراطيا ووضعها قيد الإقامة الجبرية. وهي متهمة بالعديد من الادعاءات التي لا أساس لها من الصحة. وفي الوقت نفسه اتهمت الأمم المتحدة القادة العسكريين بانتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان والتطهير العرقي ضد الروهينغا. ويتهم النظام الصيني "بارتكاب جرائم ضد حقوق الانسان وربما ابادة جماعية ضد سكان اليوغور وغيرهم من المجموعات العرقية ذات الغالبية المسلمة في منطقة شينغيانغ الشمالية الغربية."
يدعم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين منذ عام 2011 نظام الرئيس السوري بشار الأسد منذ بداية الاضطرابات والصراع والأزمة السياسية في سوريا، بمساعدات عسكرية. الصراع المستمر مع أوكرانيا؛ على الرغم من أن الصراع الأوكراني هو نهج جغرافي استراتيجي مختلف قليلا؛ انها مجرد مثل "مبدأ مونرو وهو سياسة الولايات المتحدة الأكثر شهرة تجاه نصف الكرة الغربي." في عام 1823 ، حذر الرئيس الأمريكي جيمس مونرو الدول الأوروبية ، وعدم التدخل في دول أمريكا الجنوبية والوسطى ، انها الفناء الخلفي للولايات المتحدة ؛ وربما يعتقد بوتن أن أوكرانيا هي الفناء الخلفي لروسيا أيضا. ومع ذلك، لا ينبغي أن يكون هذا المشروع مبررا لمهاجمة دولة ذات سيادة. وبالنسبة لهذين البلدين، فإن الديمقراطية وحقوق الإنسان لرئيسي الدولتين هما "غير مرغوب فيهما"، لأنهما يحكمان من خلال الأنظمة الاستبدادية للحكومات. وفي الوقت نفسه، تدعم العديد من الدول الديمقراطية أيضا بعض الأنظمة الاستبدادية في جميع أنحاء العالم أيضا!
أالرئيس التركي رجب طيب أردوغان يحمل خريطة لسوريا وهو يلقي كلمة أمام الدورة الرابعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة في مقر الأمم المتحدة في مدينة نيويورك، نيويورك، الولايات المتحدة، 24 أيلول/سبتمبر 2019. الصورة :رويترز
في 24 سبتمبر 2019؛ حمل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خريطة لدولة ذات سيادة- سوريا بينما كان يلقي كلمة أمام الدورة الرابعة والسبعين للجمعية العامة في مقر الأمم المتحدة في مدينة نيويورك، نيويورك، ويقترح غزو هذا الجزء من سوريا حرفيا، بدعوى جعلها منطقة آمنةعلى الضد من جميع المعايير الدولية. لم تكن خريطة منطقة آمنة، بل كانت خريطة تطهير عرقي، ضد الشعب الكردي في هذا الجزء من كردستان. كان على الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس ألا يسمح للرئيس التركي أردوغان بإلقاء مثل هذا الخطاب الوقح في الأمم المتحدة. إن الافتقار إلى التعاون بين الجغرافيا السياسية الدولية في المواقف السياسية شديد اليوم، وهو ما حدث في التسعينيات في دولة يوغوسلافيا السابقة، والذي كان جريمة حرب، وانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، والقتل الجماعي، والتطهير العرقي، وما إلى ذلك.
إذا كان هذا الحدث الكارثي في الجغرافيا السياسية اليوم، نظرا للبيئة السياسية، على الأرجح سلوبودان ميلوسيفيتش الذي كان آنذاك رئيس يوغوسلافيا ومحرضيه قد أفلتوا من ذلك؛ كما هو الحال في أزمة الحرب الأهلية في سوريا اليوم، حيث يرتكب العديد من الجهات الفاعلة في الدولة ومحرضيهم جرائم حرب شنيعة ضد الإنسانية، مع الإفلات من العقاب لأن الطغاة والأنظمة الاستبدادية "غير متسامحين مع التسامح"! واليوم تتدفق الأغلبية الساحقة من المهاجرين، سواء لاسباب اقتصادية أو سياسية، من الدول الاستبدادية إلى الدول الديمقراطية الليبرالية حتى أصبحت الهجرة سياسة كبيرة في الدول الديمقراطية الليبرالية؛ والتي تسببت في صعود الشعبوية والقومية وأصبحت أجندة لحملات سياسية رئيسية لأولئك الذين يترشحون للمناصب المنتخبة في ولاياتهم. في نظام الحكم الديمقراطي الشخص المنتخب هو على أهبة الاستعداد لما يريد تحقيقه لناخبيهم...
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، 13 آذار/مارس 2020. الصورة :رويترز
في إحدى مقالاتي السابقة، وصفت الرئيس دونالد ج. ترامب: بشكل عام كلمة تفلون تعني منع الالتصاق؛ وعبارة "تطبيق تفلون" تعني "إعادة الالتصاق في نهاية الأمر". والذي في هذه الحالة مهما كان سوء التقدير السياسي الذي يقوم به، فإنه لا يعاني من رد فعل شعبي عنيف أو يدفع أي ثمن سياسي. قبل أن يصبح ترامب رئيسا للولايات المتحدة، إذا طرح سؤال على أكاديمي أو باحث أو ناقد سياسي، أو مؤرخ اي بلد في العالم يتمتع بالاستقرار السياسي الأكبر، فمن المرجح أن يجيب الجميع، الولايات المتحدة الأمريكية! ومع ذلك، فمنذ أن أصبح ترامب رئيسا للولايات المتحدة وأصبح الآن رئيسا سابقا إذا طرح نفس السؤال مرة أخرى ، فإن هذه الإجابة ستكون على الأرجح إجابة مختلفة!
إذا كان شخص ما في الولايات المتحدة يريد أن يصبح سياسيا للترشح لمنصب عام محليا أو وطنيا فأن شفافية الشخصية الأخلاقية والمالية والسلوك وقول الحق أمر ضروري جدا من أجل النجاح، والقيادة القائمة على القيم الاخلاقية وما إلى ذلك. إذا كان المرشح لا يملك ذلك فانه سوف لن يدعمه الناخبون. ووفقا للعديد من وسائل الإعلام، يعاني الرئيس السابق ترامب من عجز في جميعها، بما في ذلك على سبيل المثال لا الحصر، فهو متهم بكراهية النساء، ويجري التحقيق معه في الكشف عن امواله وممتلكاته، والشك في شخصيته الأخلاقية مثل الكذب، وما إلى ذلك.
وبينما كان ترامب رئيسا للولايات المتحدة، أساء التعامل مع العديد من العلاقات الدولية أو الأجندات أو السياسة الخارجية، وجلس مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمام وسائل الإعلام العالمية، وانتقد وكالة الاستخبارات المركزية الامريكية، "اتفاق باريس للمناخ"، وقدرة حلف شمال الأطلسي على البقاء، كقوى متماسكة موضع تساؤل، وأعرب ترامب عن مشاعر الإعجاب وحتى الصداقات الشخصية للعديد من الأقوياء والديكتاتوريين الأكثر كراهية في العالم، ووصف ديكتاتور كوريا الشمالية كيم جونغ أون بأنه "رجل ذكي"، وعلى الرغم من كل هذه الأخطاء، إلا أن شعبيته لم تتأثر بعد، أو عانت أو رد فعل سياسي عنيف بين مؤيديه. خاصة سياسة ترامب الخارجية بين الولايات المتحدة والدول الديمقراطية الليبرالية في أوروبا.
ورغم كل ذلك، عندما أصبح جوزيف بايدن رئيسا للولايات المتحدة، قال إن الولايات المتحدة عادت، وهو ما يعني أن الولايات المتحدة عادت إلى الجغرافيا السياسية الدولية، ولكن الأمر يستغرق بعض الوقت، إذا نجحت؟ وينظر إلى الإدارات الديمقراطية عموما على أنها ذات سياسة خارجية غير فعالة، في فترات مسؤوليتهم عن البيت الأبيض. في عهد الرئيس جيمي كارتر (ديمقراطي) في عام 1979، غزا الاتحاد السوفياتي السابق أفغانستان وفي عام 1979، تم اجتياح السفارة الأمريكية في طهران من قبل ما يسمى الطلاب الإيرانيين، والذي أصبح معروفا ب:"الأميركيون رهائن في إيران."
يخضع ترامب ومؤيدوه للتحقيق من قبل لجنة الخيارات الخاصة التابعة لمجلس النواب في الكونغرس الأمريكي في الهجوم على مبنى الكونغرس الأمريكي في 6 يناير/كانون الثاني 2021، بسبب ادعائه بتزوير الناخبين والذي لا أساس له. بينما كان الكونغرس الأمريكي في جلسة للتصديق على الرئيس جوزيف بايدن (أحرقت القوات البريطانية مبنى الكونغرس الأمريكي في عام 1814). ولا يزال ترامب يحظى بدعم كبير بين الناخبين الموالين للحزب الجمهوري وغيرهم، لأن خطاب ترامب المتشدد المعادي للمهاجرين، لا سيما أولئك الذين يأتون من أمريكا الجنوبية والوسطى إلى الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك. وصرخ ترامب أمام امرأتين ديمقراطيتين في الكونغرس الأمريكي، هما النائبة في مجلس النواب، إلهان عمر (مسلمة) المواطنة الأمريكية المتجنسة بولاية مينيسوتا، واليكزاندريا أوكاسيو كورتيز- نيويورك "عودوا إلى بلدكم الموبوء". عندما أصبح الرئيس الأمريكي دونالد ج. ترامب دعا إلى إغلاق تام وكامل للبلد بوجه المسلمين الذين يدخلون الولايات المتحدة "حتى يتمكن ممثلوا، بلادنا بحق الجحيم، من معرفة ما يجري"، لكن تم إلغاء البعض من سياسة حظر المسلمين تلك بأمر من المحكمة.
الرئيس الأمريكي جوزيف بايدن، 31 آذار/مارس 2021. الصورة :البيت الأبيض
عندما أصبح جوزيف بايدن الرئيس الأمريكي، هرع وزير داخليته أليهاندرو مايوركاس الى ألقاء خطاب حول قضية الهجرة قال فيه "تعال ولكن لا تأتي الآن" فزاد تدفق المهاجرين بشكل كبيرعلى الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك، مما أدى إلى تراجع كبير في شعبية الرئيس جوزيف بايدن وإدارته الديمقراطية، حتى الناخبين الديمقراطيين لم يعجبهم تلك السياسة اللينة في مواجهة تدفق المهاجرين بأعداد هائلة إلى الولايات المتحدة.
ومع ذلك، عندما كان جوزيف بايدن عضوا في مجلس الشيوخ وهو الرئيس الأمريكي الحالي، ازداد المناخ السياسي تطرفا نحو أجندات متمايزة بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري في الكونغرس الأمريكي. ربما يعتقد كل جانب أن الجانب الآخر هم "أغبياء مفيدون". وهناك شريحة معينة من الأميركيين البيض يفكرون أن حقوق الأقليات تتجاوزحقوق البيض وأن الحزب الديمقراطي يسمح بتدفق المهاجرين من أجل تغيير التركيبة السكانية. على مدى أجيال، كانت أمريكا واحدة من اكثرالأماكن اقبالا للاجئين والمهاجرين سواء كانت الاسباب سياسية أو اقتصادية، بما في ذلك هذا الكاتب، ويبدو ان هذا المكان في خطر!
كما أثر الانسحاب المفاجئ واللامنتظم للقوات الأمريكية من أفغانستان على شعبية جوزيف بايدن أيضا. على الرغم من أن اتفاق الانسحاب من أفغانستان تمت الموافقة عليه سابقا من قبل إدارة الرئيس ترامب، وفي رأيي ينبغي أن يتحمل القادة الأفغان اللوم عن الفشل الذريع في أفغانستان لانهم أصبحوا حكومة لصوص بعد الحرب بدلا من خدمة شعبهم بصدق .لا يزال الرئيس السابق ترامب ناشطا في السياسة الأمريكية داخل الحزب الجمهوري. في ظل رئاسة ترامب خسر الحزب الجمهوري في مجلسي النواب والشيوخ كما خسروا البيت الأبيض. يطلق العديد من النقاد السياسيين على الحزب الجمهوري حزب ترامب ، حيث أنه قد يصبح ترامب مرشحا مرة أخرى للحزب الجمهوري في عام 2024، الدورة القادمة من الانتخابات الرئاسية الأمريكية. ومع ذلك، هناك العديد من كبار قادة الأحزاب السياسية والسياسيين الجمهوريين الذين يحاولون ثني أعضاء الحزب عن مدار ترامب واتجاهاته، ولكن هذه الجهود لم تسفر بعد عن أية نتيجة إيجابية ملموسة حتى الآن!
هناك تحقيق جار من قبل الكونغرس الأمريكي، في 6 يناير 2021 الهجوم على مبنى الكونغرس، في حين كان مجلس النواب، جنبا إلى جنب مع نائب الرئيس الأمريكي آنذاك مايك بنس في جلسة التصديق على رئاسة جوزيف بايدن. إذا تمكنت لجنة التحقيق من إيجاد الصلة بين التمرد الغوغائي والرئيس ترامب ، وفقا للقانون الأمريكي فعلى الأرجح سيتم استبعاده من الترشح لمنصب عام إلى الأبد ، لأن ذلك سيكون تقصيرا في أداء الواجب. وربما سيلي ذلك المزيد من القضايا القانونية وسيتبعه المزيد من الغرامات أيضًا لأن الرئيس الأمريكي يقسم على "الحفاظ على وحماية" دستور الولايات المتحدة قدر استطاعته.
لقد أثرت الادلجة والتحزب المتزايدين على الكونجرس الأميركي بمجلسيه النواب والشيوخ. فشريحة معينة من أعضاء الحزب الجمهوري يمينيون متطرفون جدا وشريحة معينة من أعضاء الحزب الديمقراطي يساريون متطرفون للغاية؛ وهذه الانقسامات الشديدة على أسس أيديولوجية تسير سياسيا في مسار تصادمي؛ كل جانب يعتقد أن الجانب الآخر هو "أبله مفيد". لقد أصبح من المستحيل تقريبا على الكونغرس الأميركي أن يتقدم بتشريع من قبل مجموعة حزبية؛ إن هذا الوضع يعطي ذريعة لشخص مثل شي جين بينج، الدكتاتور الصيني، للتشكيك في جدوى الأنظمة الديمقراطية الحاكمة. هذا العداء أعمق من أي وقت منذ الحرب الأهلية. ووصف المجلس الوطني الجمهوري هجمات مبنى الكونغرس في 6 كانون الثاني بأنها "خطاب سياسي مشروع". وهذه ظاهرة مخيفة.
"سياسة الغضب الجديدة – حيث تبنى عدد من الأميركيين بشكل عام، والجمهوريين بشكل خاص، استخدام العنف لتحقيق أهدافهم السياسية" - بليك هونشيل وليا عسكرنام.
الصورة:المشاع الإبداعي/لوري شاؤول/2016/فليكر
عموما في ظل النظم الديمقراطية للحكومة حيث لا يمكن استخدام القضاء ضد الأصوات المعارضة، يكون المجتمع أكثر ازدهارا، مع اقتصاد أقوى. كل شخص لديه الحق في التعبيرعن رأيه دون خوف من الاضطهاد السياسي، إذا لم يكن هناك الفتنة أو العنف؛ الصحافة الحرة، والناس أحرار في الانضمام إلى اي حزب سياسي أو عدم الانضمام، والتسامح السياسي، الخ. والادلة في الدول الاستبدادية حيث ان الكليبتوقراطية في الغالب مزدهرة! أما أولئك الذين يتغاضون عن الكليبتوقراطية، فعليهم أن ينظروا إلى الاقتصاد اللبناني. كيف ألحقت النخب في البلاد الضرر باقتصادها، والذي الان على شفا الانهيار....
الغريب في زوبعة هذا العقد هو جو الدورة السياسية: فالديمقراطية في موقف دفاعي، والأتوقراطية العظمى هي في وضع هجومي!
في العقد الأخير، تدفق الناس بشكل هائل من جميع أنحاء العالم ومعظمهم من الدول الاستبدادية يخاطرون بحياتهم للقدوم للعيش في الدول الديمقراطية الليبرالية.
وفي كثير من الأحيان تصبح النظم الديمقراطية للحكم ضحايا نفسها. على سبيل المثال، في ثلاثينيات القرن العشرين في كل من ألمانيا وإيطاليا، تولى أدولف هتلر والحزب النازي وحزب بينيتو موسوليني الفاشي السلطات من خلال العمليات الديمقراطية، وبعد ذلك تابعوا العنف في الداخل لتحقيق أهداف سياسية، وتابعوا مغامرة الحروب الخارجية العدوانية لتحقيق أهداف السياسة الخارجية.... وفي النهاية، دمرت سياسات هتلر وموسوليني وأجنداتهما ألمانيا وإيطاليا، إلى جانب العديد من الدول الأخرى. يشير العديد من المؤرخين إلى أن ما يقرب من 60 مليون شخص قتلوا أو لقوا حتفهم نتيجة لهتلر وموسوليني وسياساتهم المضللة المحرضة على ذلك.
في 6 كانون الثاني/يناير 2021، هاجم حشد عنيف من أكثر من 2000 من مؤيدي الرئيس الأمريكي ترامب مبنى الكونغرس الامريكي، بينما كان الكونغرس منعقدا لحضور مراسم التصديق على رئاسة جوزيف بايدن حيث هز العنف الأساس المرصع لمنارة الديمقراطية. لا تزال لجنة مجلس النواب تحقق في قضية الحشد الغوغائي وترامب، ونجاحهما أو فشلهما هو اختبار ليتموس لضعف او قوة الديمقراطية الأميركية!!!
ونستون تشرشل: "سيفعل الأميركيون دائما الشيء الصحيح، فقط بعد أن يجربوا كل شيء آخر".
عمر سندي، كاتب ومحلل سياسي في
Ekurd.net واشنطن، الولايات المتحدة.
الآراء هي آراء الكاتب ولا تمثل بالضرورة آراء
Ekurd.net
أو محرريها.
حقوق الطبع والنشر © 2022
Ekurd.net
جميع الحقوق محفوظة.
تعليقات
حول الموضوع
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي المركز وإنما تعبر عن رأي أصحابها |
|
هل ترغب بالتعليق على الموضوع ؟ |