التفكير الجمعي..وأثره في واقعنا وثقافتنا المعاصرة..

عبدو اللهبي
2019 / 11 / 15

التفكير الجمعي أو ما يسمى بالإنجليزية (groubthink).
هو مشكلة الثقافات والمجتمعات المعاصرة بما فيهم ثقافتنا العربية..
التفكير الجمعي أو ثقافة القطيع..ظاهرة سلبية بكل المجتمعات البشرية، ولكن في عالمنا العربي لها خصوصية مضاعفة بسبب الدين والقبيلة،ولذلك سوف أتحدث قليلا عنها هنا..
ففي تراثنا العربي نرى أن للجماعة الدور البارز في أصدار القرارات والتحكم والسيطرة المجتمعية على الأفراد، تجنباً للقضايا المثيرة للجدل أو الأمور التي تكرهها السلطة..سواءاً كانت هذه السلطة دينية أم سياسية..
وهنأ ترى أن الفرد يلجأ إلى الإنكفاء على الذات، وتنويم طاقته التفكيرية ودفن ميزات عقله جانباً، والإستجابة لأحكام وثقافة القطيع تماما،حتى لو كانت نتائج هذه القرارات والأحكام خاطئة وغير إنسانية وتقتل الإبداع..
في اليمن حيث كانت طفولتي كنت دائما ما أواجه بجملة( مع أخوتك مخطيء ولا وحدك مصيب).. هذا المثل السيء تجده إجابة جاهزة من الصغير قبل الكبير..
من المؤسف أن تنحدر مجتمعاتنا إلى هذه الهوة السحيقة من ثقافة القطيع والتفكير الجمعي..
التفكير الجمعي يقف في وجه الإختلاف ويرفض أي حرية ممكنة للعقل والتفكير الإنفرادي..
وهذا سبب جوهري في التاريخ الإجتماعي لتخلف مجتمعاتنا بصفة قوية عن باقي الشعوب والأمم..
بالفرد الذي يفكر ويناقش ويثير الأسئلة في مجتمعة يعتبر فرد شاذ وغير سوي عند الجماعة وضال ايضاً..
ولذلك نلاحظ أن المؤسسات التعليمية والثقافية والإعلامية في عالمنا العربي تخضع في نتاجاتها لصالح التفكير الجمعي،بسبب قداسة التاريخ والموروث الديني عند العرب..
لذلك نرى بين الحين والآخر كيف يستجيب الشارع العربي لأفكار وتحريضات غير منطقية وغير واعية..ويتماسك الأفراد في الدفاع عنها والأيمان المطلق بها..وقد تجد فكرة كاذبة يؤمن بها العربي من الشرق إلى الغرب،دون التريث في إصدار الأحكام عليها..
عملية التفكير وتشغيل العقل عند الإنسان العربي شيء مُجهد ويتطلب عناء كبير، بسبب الإرث التراكمي للغباء الذي يجثم في الرؤوس، وسيطرة التفكير الجمعي وثقافة القطيع على كل مناحي الحياة الدينية والإجتماعية والسياسية…
لذلك نحن بحاجة ال. فتح قنوات تنويرية وإصلاحية ونهضوية في عالمنا العربي، تعالج الخلل وتنمي المعارف ، وتعزز دور الفرد وتنمية أفكاره ومواهبة..
والعمل على تبني مناهج نقد التراث وتقديمها كمشاريع نهضة مستقبلية في المؤسسات التعليمية والإعلامية والثقافية..
لخلق مجتمعات أكثر وعياً ويقظة وصحوة..

حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي