|
غلق | | مركز الدراسات والابحاث العلمانية في العالم العربي | |
|
خيارات وادوات |
الحزب الشيوعي العمالي العراقي
2019 / 10 / 24
تحاول عدد من اجنحة الاحزاب البرجوازية تحويل مسار مطالب الجماهير المليونية بتحقيق الامن والامان وابعاد يد الارهاب الحكومي والمليشيات وتحقيق فرصة عمل او ضمان بطالة وسيادة الحرية بكل اشكالها الى اتجاه تحقيق اجندتها السياسية وامتصاص غضب الجماهير وتسويف مطالبها وتفريغها من محتواها.
تتمثل هذه الاحزاب بالتيار الصدري وحزب الدعوة والحزب الشيوعي العراقي وكتلة النصر التي يقودها العبادي، وهي احزاب مشاركة في العملية السياسية و في السلطة منذ اكثر من عقد ونصف، ومتورطة بدرجات مختلفة بالفساد الاداري والمالي والسياسي او باضفاء الشرعية على ذلك الفساد من خلال المشاركة في العملية السياسية والسلطة.
تحاول هذه الاحزاب استغلال هزالة نتائج التحقيقات حول قتل المتظاهرين وجرح الاف منهم، كذريعة لاقالة حكومة عبد المهدي، في محاولة منها لتبييض صفحتها مما الت اليها الاوضاع. ليس هذا فحسب بل انها تحاول تسجيل موطئ قدم لها في الاحتجاجات وتحويلها الى عتلة لانقاذ كل سلطة الاسلام السياسي التي ليس بأمكانها تحقيق اية اصلاحات كما هو الحال في موقف حزب الدعوة الداعي الى اقالة الحكومة. اما التيار الصدري والحزب الشيوعي العراقي وتيار العبادي فهي تسعى لابعاد منافسيها من الاجنحة المشاركة في العملية السياسية والمدعومة من الجمهورية الاسلامية مثل فتح ودولة القانون، ومن اجل تحسين مكانتها الاجتماعية ونفوذها السياسي الذي بدأ يتآكل واصبحت مفضوحة ومكشوفة امام الجماهير.
يا جماهير العراق..ايها العمال.. ايها النساء ..ايها الشباب.. يا محرومي المجتمع
ان محاولات الاحزاب والقوى السياسية في اسقاط حكومة عبد المهدي ليس لها اية علاقة بالكشف عن المتورطين في قتل المتظاهرين، وليس لها علاقة بتحقيق فرصة عمل او ضمان بطالة، وليس لها علاقة بصيانة الحريات السياسية والفردية، ولا بالقضاء على الفساد، فهي معروفة بتورطها بكل اشكال الفساد والجريمة وتسويف مطالب الجماهير، وهي تدير سلطة الاسلام السياسي منذ ما يقارب عقد ونصف ولم تستطع تحقيق خطوة واحدة نحو صيانة قيمة الانسان وكرامته ورفاهه، بل حولوا العراق الى اقطاعيات ومناطق نفوذ لهم.
اننا لم نتوهم منذ اليوم الاول من تاسيس حكومة عبد المهدي، وكنا على دراية بانها لن تختلف عن بقية الحكومات السابقة، وان اقالتها يعني تدوير نفس الوجوه الفاسدة وتحت عناوين مختلفة، تارة حكومة انقاذ وطني او حكومة طوارئ او حكومة وحدة وطنية او تكنوقراط او انتقالية، مرة عبر الانتخابات واخرى تحت اشراف دولي، وكلنا ندرك من يحرس صناديق الانتخابات ويعد الاوراق الانتخابية ومن يفتحها هم مليشيات وعصابات تلك الاحزاب.
ان الطريق نحو تحقيق الحرية والرفاه والمساواة ليس باقالة حكومة عبد المهدي فحسب بل بالتخلص من كل الطبقة البرجوازية الفاسدة التي تمثلها سلطة الاسلام السياسي برمتها. وان الدعوة الى الانتخابات ما هي الا لذر الرماد في العيون وتأجيل تحقيق مطالب الجماهير على الاقل لعامين من المعاناة من الجوع من الحرمان من البطالة، من تطاول المليشيات على حياة الجماهير، من قمع كل اشكال الحريات. ان هذه المدة الزمنية ستعطي الفرصة لقوى الاسلام السياسي لاعادة تنظيم صفوفها وكسب الوقت سواء على صعيد اطلاق الوعود الكاذبة او الاستعداد لقمع الجماهير من جديد.
يا جماهير العراق.. لا تتوهموا بهذه الاحزاب وسياساتها، التفوا حول شعار “آمان-فرصة عمل او ضمان بطالة ـ حرية” و النضال الدؤوب والمنظم في كافة الميادين الحياتية، من اجل تحقيق مطالبنا. ان اية حكومة لا تحقق هذه المطالب لا تكون حكومتكم في هذه المرحلة.
ان تصعيد احتجاجتنا ستزيد الرعب والخوف في صدور الطبقة البرجوازية، سلطة الاسلام السياسي الفاسدة وستقدم التنازلات رغما على انفها كما اعلنها عبد المهدي قبل ايام.
23-10-2019