الكراهية .. ثقافة البشر المتوارثة..،

عبدو اللهبي
2019 / 10 / 8

إلينور روزفيك/ وهي ناشطة سياسية أمريكية، مهتمة بحقوق الإنسان، قالت ذات يوم:
"لا يمكن للكراهية والقوة ان تكونا في جزء من العالم من دون التأثير على بقيته"..
هذه حقيقة.. الكراهية هي صفة حيوانية عند البشر.. وإنتشارها سهل جدا مثل عدوى المرض تماما..
لماذا إنتشار الكراهية سهل جدا بين الناس؟!
تأسس العالم القديم على الكراهية وكان للكراهية الدور البارز في تأسيس الأديان والجماعات وحتى السياسات القديمة..
كلها إنبنت على صراع غير متكافيء..
كان الحضور الأقوى هو للأقوى والأشد بطشاً..
على مراحل الحياة المتنوعة ، كانت الحضارات الضعيفة قديما تنقرض وترحل تحت سطوة وبطش وجبروت الحضارات الأقوى..
على اي حال فإن ماوصلنا من هذا التاريخ هو ذلك الناتج المؤسس على الكراهية في ذلك العالم القديم والوسيط..
وما نتداوله اليوم في أوساطنا على أنه مقدس ، ماهو إلا وهمٌ وباطل ، تأسس في لحظة تاريخية حرجة من تاريخ البشر، في أزمان الصراع والقبائل المتناحرة وثقافات الإستحواذ والتسلط والإستعباد..
فطابع الإزدراء الأديولوجي أصبح حالة تنشاء مع الفكر وتنمي الكراهية في القلب وتستوطن مشاعر الإنسان وتجعلها قابلة للتوريث الثقافي والإجتماعي...
يؤسفني القول أن كل الثقافات الإنسانية المعاصرة، أنبنت على أُسس وأديولوجيات موروث الكراهية والعنصرية والتمايزات العرقية، وعلى هذا الأساس تشكلت الثقافات والسياسات المعاصرة..
كل هذه الآثار السلبية لم يستطع العالم الحديث التخلص منها رغم بعض المحاولات الفكرية والقانونية للحد من الكراهية والعنصرية في المجتمعات المعاصرة..
إلا أن الطابع التنوعي والثقافي والديني والإجتماعي للبشر اليوم، يسهم في تأسيس قنوات أصولية متطرفة تدعو الى الكراهية والتمايز العنصري،، والسبب أن الإنغلاق الفكري للفرد والمجتمع وعدم الإنفتاح أو فتح قنوات للحوار والتسامح مع الآخر ، يجعل الباب سهلاً لجماعات الكراهية والعنصرية للتأثير والإستحواذ على حياة الأفراد وثقافاتهم..
فجرائم الكراهية.. يسبقها دائما خطاب كراهية وتحريض عنصري..
كلمة آخيرة..
قبول الآخرين بإختلافهم وتسمياتهم وعقائدهم ، يعتبر درجات عالية من الوعي لدى المتقبل، فهذا العالم لم يوجد لآجل شخص واحد أو دين واحد أو فئة معينة من الناس .. هو للجميع بإختلافهم وأطيافهم وأديانهم، فالإنسان المثقف هو الذي يكون متسامحاً ومتقبلاً لكل أشكال الإختلاف والتنوع في حياته..
تحياتي

حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي