|
غلق | | مركز الدراسات والابحاث العلمانية في العالم العربي | |
|
خيارات وادوات |
كريم عرفان
2019 / 3 / 18
ما قبل مكيافيللى كان الفلاسفة والمفكرين يخضعون السياسة لسلطان الأخلاق فلايمكن أو يتصور تناول "السياسة العملية " بمنأى عن الضمير الإنسانى أو الفضائل الأخلاقية ..
إلى أن أتى مكيافيللى ببدعته التي تتمثل في فصل السياسة عن الأخلاق وتناولها مجردة من أي أبعاد أخلاقية أو إنسانية ..
فالسياسة عند مكيافيللى هي صراع وعلاقات بين القوى تسير وفقا لديناميكية دائمة لا تقيم وزنا لاعتبارات أخلاقية أو إيديولوجية ؛ لذللك فقد نال مكيافيللى الكثير من الإتهامات والكثير من الأوصاف غير اللائقة من قبل "الأخلاقيين" بوصفه "رجل سىء السمعة " فقد أتى منكرا من القول وزورا بعبارته الشهيرة غير الأخلاقية "الغاية تبرر الوسيلة " .
على الجانب الآخر اعتبر مكيافيللى أبا للفلسفة السياسية الحديثة ؛ وأول من أسس لقيام فلسفة سياسية مستقلة تماما وقد مهد الطريق لمن أتى بعده من المفكرين والمنظرين مثل مونتسكيو الذى كان دوما يصف مكيافيللى "بالرجل العظيم" وكذلك اسبينوزا الذى تأثر به كثيرا ؛ أما التوسار ذلك الفيلسوف اليسارى فقد أثنى على مكيافيللى بقوله : " إنه أعظم فيلسوف (مادى )على الإطلاق " ثم نجده أحيانا يقول بحماس : " بل هوأعظم فيلسوف في التاريخ ولا أستثنى أحدا "
وهذا هو سر الإزدواجية التي يعامل بها مكيافيللى فهو يمدح بوصفه مؤسسا لفلسفة سياسية حديثة وواضع مبادئ علم السياسة في كتابيه "الأمير" و " أحاديث لتيتوس ليفيوس" .
وهو محل هجوم وانتقاد لأنه أحدث قطيعة كبرى بفصله السياسة عن الأخلاق وهو مالم يجرؤ أحد من الفلاسفة والمفكرين على فعله من قبل .
تعليقات
حول الموضوع
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي المركز وإنما تعبر عن رأي أصحابها |
|
هل ترغب بالتعليق على الموضوع ؟ |