|
غلق | | مركز الدراسات والابحاث العلمانية في العالم العربي | |
|
خيارات وادوات |
صباح قدوري
2015 / 6 / 12
لاول مرة في تاريخ تركيا، يدخل الاكراد في البرلمان التركي بشكل رسمي تحت قائمة حزبية باسم حزب الشعوب الديمقراطي ( السلام والديمقراطية سابقا)، ( غالبية اعضائه من الاكراد ). خاض الحزب معركة انتخابية ناجحة التي جرت مؤخرا في تركيا.حقق فيها نسبة 13.12%، اي 80 معقدا من مقاعد البرلمان البالغ عددها 550 مقعدا .فاز حزب الحاكم ،العادالة والتنمية بنسبة 40.86% ، اي 258 مقعدا فقط في البرلمان.
بدخول حزب الشعوب الديمقراطي في البرلمان سيؤثر بلاشك بوزن كبيرعلى معادلة الحكم في تركيا بعد هيمنة حزب اوردغان العدالة والتنمية على سدة الحكم منذ2002. يهدف حزب الشعوب الديمقراطي في اهدافه الى تحقيق طموحات الشعب الكردي في تركيا والبالغ عدده بحدود 25-ـ30 مليون نسمة، لينال حقوقه القومية المشروعة عن طريق الحل السلمي العادل للقضية الكردية ، على اسس الديمقراطية والتفهم لمسالة حق تقرير المصير لهذا الشعب. والحزب مناصرا ايضا للحرية والسلام والعدالة والدفاع عن المراة والعمال والفلاحين والفقراء.
يواجه الحزب مهمات نضالية كبيرة وجسيمة امام حكام تركيا المصرون في اتباع سياسة عدم اقرار الحقوق القومية للشعب الكردي ،وتعميق ازمة المواجهة بين الاكراد المطالبين بحقوقهم والسلطات التركية ،نوردها باختصار ، كالاتي:
1ـ الالتجاء الى نضال السلمي من خلال تفعيل دور البرلمان وخلق الاسس لانبثاق ارضية صحيحة وصادقة مبنية على الحوار الحضاري والمصالحة بين كافة فصائل حركة تحرر الكردية في تركيا ومع سلطات التركية في معالجة هذه القضية العادلة لشعب فرض عليه ان يعيش في اطار الدول الاخرى ، وان يكافحوا من اجل حقهم في تقرير المصير،وايجاد الصيغة العملية الملائمة وفي الوقت المناسب للتعبير عن ذلك ،واختيار العلاقة والارادة والرغبة في العيش مع شعوب البلدان التي يشكل الاكراد فيها قومية بارضهم مقسمة في داخل الحدود الجغرافية لهذه البلدان.
2ـ المساهمة النشطة والفعالة لاثارة القضية الكردية على المحافل الدولية ، وخاصة الوحدة الاوربية التي تحاول تركيا منذ فترة طويلة للانضمام اليها، وكذلك التحرك على الامم المتحدة واصدقاء الشعب الكردي لايجاد قنوات العمل المشترك معها، وعدم استغلال القضية الكردية كورقة لعب في ايدي الدول الاقليمية والدولية، كلما اقتضى الامر ، وذلك لغرض تحقيق مصالحها الاقتصادية والجيوسياسية في المنطقة ، كما هو عليه الحال في زج الاكراد بشكل اساسي ورئيسي لمواجهة المعركة ضد القوى الارهابية والتكفيرية في منطقة على راسها (داعش) وعصاباتها.
3ـ ايجاد تنسيق كامل وعمل مشترك مع كافة فصائل الكردية المتواجدة في تركيا ومع حركة التحرر الكردية في اجزاء كردستان الكبرى ( العراق، ايران وسوريا ) والتي تناضل من اجل الحقوق المشروعة للشعب الكردي ، وخاصة حزب العمال الكردستاني الفصيل الاكبر الذي يناضل منذ فترة طويلة نضالا مسلحا. وعلى اثر المفاوضات التي اجريت في اواخر عام 2012 ، نادى اوجلان السجين وقائد الحزب من تركيا لتلبية المبادرة السلمية لحل القضية الكردية ،ولكن لم تحقق نتيجة اجابية لحد اليوم ، وذلك بسبب السياسات الديماغوجية التي يمارسها حكام تركيا تجاه القصية الكردية .التاكيد بان حلها لا يمكن ان يتم عن طريق الاسلوب العسكري الدموي ، بل الحل الصحيح والوحيد هو الحوار الحضاري والمصالحة ، على اسس الرغية الحقيقية ونيات صادقة وبضمانات دولية في معالجة القضية الكردية في تركيا.
4ـ لابد من التوجه الى ترميم البيت الكردي وتحقيق وحدة الخطاب والموقف السياسي تجاه سياسات الامريكية وحلفائها المنضمين الى حلف شمال الاطلسي وبالتعاون مع الحليف الاستراتيجي اسرائيل والتدخلات الاقليمية والدولية ، وخاصة تركيا وايران ومن بعض الدول الخليجية كالسعودية وقطر، بهدف فرض الهيمنة والسلطة في المنطقة ، وذلك من خلال محاربة الحركات التحررية والوطنية واليسارية المناهضة للامبريالية والرجعية وزعزعة امنها واستقرارها وتاخير مسارها في التطور والتقدم والتنمية الاقتصادية الاجتماعية الشاملة والمستدامة . .
5ـ المبادرة بتشيكيل لجان التنسيق ليكون اساسا لانبثاق جبهة عريضة مع كافة فصائل الحركة التحررية الكردية وفي كل اجزاء كردستان ، بهدف توسيع الحوار الكردي/ الكردي ومع الفصائل الوطنية واليسارية القريبة والحليفة للاكراد وقضيتهم المشروعة . ووضع برنامج عمل مشترك ذو استراتيجية قومية شاملة الجوانب من خلال اقامة العلاقات الديمقراطية وممارستها في التعامل اليومي، واحترام حقوق الانسان والحريات الاساسية واقرار مبدأ التعددية. ومن اجل عقد مؤتمر وطني كردي وبمشاركة كافة الاطراف المعنية ، وذلك لاعطاء زخم اكبر لهذه القضية بوحدة الخطاب، وتاسيس مراكز بحوث متخصصة لوضع دراسات وخطط ثقافية واعلامية واقامة الندوات والمؤتمرات والتفاعل مع ثقافات العالم وتاكيد الطابع الانساني والسياسي والاجتماعي لقضايا الشعوب، وايجاد صيغة عمل مشترك مع المنظمات الدولية والوحدة الاوربية وفي المحاور الاقليمية والدولية، بغيته انضاج القضية الكردية وطرحها على المجتمع الدولي في الوقت المناسب لعقد مؤتمر لحلها سلميا وسياسيا وقانونية مستقبلا.
اخيرا، وبهذه المناسبة الكبيرة والبهيجة ، نهني اعضاء حزب الشعوب الديمقراطي وقيادته الحكيمة والشعب الكردي في تركيا واجزاء اخرى من كردستان الكبرى وكل من يتعاطف مع قضية حقوق الشعب الكردي ، بهذا الانتصار العظيم . فليكن حافزا قويا وسندا لمواصلة الشعب الكردي وفصائله التحررية في نضالها العنيد ، من اجل تحقيق مزيد من الانتصارات وطموحات الشعب واهدافه النبيلة المشروعة .
تعليقات
حول الموضوع
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي المركز وإنما تعبر عن رأي أصحابها |
|
هل ترغب بالتعليق على الموضوع ؟ |