قضية النساء وتفاقم اللامساواة
نوال السعداوي
2023 / 3 / 21
تربط النساء الدارسات لقضية المرأة بين اللامساواة أو الظلم الاقتصادى والجنسى والعنصرى الواقع على النساء بالظلم الواقع على الفقراء والعمال والأجراء، واتساع الهوة فى معظم بلاد العالم، بين الطبقة الحاكمة (1٪) من المجتمع، المالكة لكل شىء و(99%) المكافحين من أجل لقمة العيش، مما أدى لاشتعال الثورات الشعبية فى هذا القرن الواحد والعشرين، منها الثورة المصرية (يناير 2011) وبلاد عربية أخرى، والثورات فى أوروبا وأمريكا، منها حركة احتلوا وول ستريت (فى العام نفسه 2011) وغيرها.
أصبح النظام الرأسمالى يواجه أزمات اقتصادية وسياسية واجتماعية وأخلاقية عنيفة، تهدد بسقوطه لولا المحاولات المستمرة لإصلاحه، والتخفيف من الظلم أو اللامساواة المتزايدة، والتغطية على الفساد المالى والخداع الديمقراطى فى الانتخابات والسوق الحرة.
ومن هنا الترويج للكتب الجديدة الناقدة للرأسمالية التى ازدادت شراسة، تحت اسم مكافحة الفقر والظلم واللامساواة المتزايدة، وهى عمليات إنقاذ للنظام الرأسمالى ومؤسساته وأرباحه، وحجب النقد الجذرى الأعمق للرأسمالية ونظامها الطبقى الأبوى العنصرى فى العالم. قامت بهذا النقد المهم باحثات نسائيات من مختلف البلاد، يربطن بين العلوم الطبيعية والإنسانية، ومنها الاقتصاد والطب والبيولوجى والسياسة والتاريخ والاجتماع والأنثروبولوجى والفلسفة والدين وعلم الكون والبيئة والمناخ وغيرها.
فى الشهور الماضية لعب الإعلام الرأسمالى العالمى دورا كبيرا فى ترويج كتاب الاقتصادى الفرنسى «توماس بيكيتى» بعنوان: «رأس المال فى القرن الواحد والعشرين»، واعتبروه ثورة فى نقد الاقتصاد الرأسمالى، يشبهونه بكتاب كارل ماركس «رأس المال»، وكان كارل ماركس رائدا فى نقد الرأسمالية، خاصة الظلم الاقتصادى الواقع على طبقة العمال البلوريتاريا، لكنه لم يدرك الظلم الجنسى والاقتصادى الواقع على النساء، وهى ثغرة عميقة فى الفكر الماركسى، حاول فردريك إنجلز الإشارة إليها فى كتابه أصل العائلة، حين قال «المرأة هى بلوريتاريا العائلة»، لكن الباحثات النسائيات قدمن نقدا جذريا أعمق للفكر الرأسمالى، وربطن بين الظلم الطبقى والجنسى، منهن بانداما شيفا من الهند ومارى ميز من ألمانيا و ميلانى كلين من كندا، وزيلا أزينشتاين من الولايات المتحدة الأمريكية، التى قدمت نقدا لكتاب توماس بيكيتى ملخصه الآتى:
لا يقدم المؤلف نقدا شاملا للنظام الرأسمالى، ويكتفى بشرح أسباب زيادة الظلم أو ظاهرة «اللامساواة» المتزايدة، وكأن اللامساواة ظاهرة طبيعية،
ويتجاهل فى تحليله أرباح الرأسمالية الناتجة عن استغلال عمل النساء والفقراء والسود والمهاجرين من جنسيات أخرى.
إنه الصمت الشائع (لأغلب الباحثين) عن الاستغلال الجنسى العنصرى المتزايد على النساء فى ظل النظام الرأسمالى، مع أنه لا يمكن علميا أو عمليا فصل الظلم الطبقى والعنصرى عن الظلم الجنسى الواقع على النساء.
يكمن تزايد تراكم رأس المال فى تزايد الاستغلال الواقع على النساء والفقراء فى آن واحد.
يظل «العمل» فى نظر المؤلف، أرقاما مجردة، وليس جهودا بشرية يقوم به نساء وأجراء وأطفال.
يركز المؤلف على دور الثراء الموروث بيولوجيا، ويقلل من دور العمل والجهد الذى يبذله النساء والفقراء.
ويحاول إثبات أن اللامساواة موروثة أكثر منها نتاجا لنظام سياسى غير عادل، ويحاول إقناعنا بأنه يمكن للرأسمالية تصحيح نفسها دون تغيير النظام.
يهتم المؤلف بأسباب تزايد اللامساواة، ولا يهتم باللامساواة ذاتها وأسباب وجودها، وكيف نقضى عليها إن أردنا القضاء على الظلم وتحقيق العدالة، ويبحث عن أسباب تزايد اللامساواة وكيفية قياسها؟ لكنه لم يربط بين تزايد اللامساواة وتزايد رأس المال، رغم أنهما ظاهرتان غير منفصلتين، ثم يعلن أنه لا حياد فى عمليات قياس اللامساواة، وأن نظريات الخبراء لن تقضى على الصراع العنيف الناتج عنها، وأن طريقة جمع الثروات وتوزيعها تخلق مزيدا من الفروق بين الأغنياء والفقراء، رغم كل ذلك، يعجز المؤلف عن ربط اللامساواة الاقتصادية باللامساواة الجنسية والعنصرية.
يتبع......
2017 / 2 / 21
تعليقات
حول الموضوع
التعليقات
المنشورة لا تعبر
عن رأي المركز وإنما
تعبر عن رأي أصحابها
|
1 - قضية
|
العدد: 552550
|
ناس حدهوم أحمد
|
2014 / 6 / 4 - 00:00
|
في هذه الحياة كما أعتقد لا يمكن أن يختفي الصراع في المجتمعات الإنسانية لأن الصراع هو عصبها والدم الذي يضخ في جسمها والتنافس هو المحرك لسيرورتها . لذا فالمساواة بين البشر مسألة مستحيلة وقد قال الفيلسوف نيتشه في هذا الصدد - العدالة علمتني أن لا مساواة بين الناس - أما مسألة الجنس فقد حسمها العالم النفساني الألماني كذلك - فرويد- من خلال تحليلاته الفذة التي أقنعت العالم الغربي برمته وجعلته يبتكر ويبدع ليتخلص من الإرث القديم الذي أدرك أنه هو السبب في كل معضلاته المختلفة فقام ليغير المفاهيم القديمة بأخرى جديدة فعمت الحرية الجنسية وتم وضع الجنس متساويا مع الإحتياجات البشرية الأخرى للإنسان جسديا وروحيا فاستقامت لديهم الصحة النفسية للإنسان في كل البلاد الأوربية . ليتم تهميش الدين ووضعه في الخانة التي لا تتدخل في شؤون الناس الحياتية .
169
|
2 - قضية
|
العدد: 552552
|
ناس حدهوم أحمد
|
2014 / 6 / 4 - 00:00
|
في هذه الحياة كما أعتقد لا يمكن أن يختفي الصراع في المجتمعات الإنسانية لأن الصراع هو عصبها والدم الذي يضخ في جسمها والتنافس هو المحرك لسيرورتها . لذا فالمساواة بين البشر مسألة مستحيلة وقد قال الفيلسوف نيتشه في هذا الصدد - العدالة علمتني أن لا مساواة بين الناس - أما مسألة الجنس فقد حسمها العالم النفساني الألماني كذلك - فرويد- من خلال تحليلاته الفذة التي أقنعت العالم الغربي برمته وجعلته يبتكر ويبدع ليتخلص من الإرث القديم الذي أدرك أنه هو السبب في كل معضلاته المختلفة فقام ليغير المفاهيم القديمة بأخرى جديدة فعمت الحرية الجنسية وتم وضع الجنس متساويا مع الإحتياجات البشرية الأخرى للإنسان جسديا وروحيا فاستقامت لديهم الصحة النفسية للإنسان في كل البلاد الأوربية . ليتم تهميش الدين ووضعه في الخانة التي لا تتدخل في شؤون الناس الحياتية .
138
|
3 - قضية
|
العدد: 552553
|
ناس حدهوم أحمد
|
2014 / 6 / 4 - 00:01
|
في هذه الحياة كما أعتقد لا يمكن أن يختفي الصراع في المجتمعات الإنسانية لأن الصراع هو عصبها والدم الذي يضخ في جسمها والتنافس هو المحرك لسيرورتها . لذا فالمساواة بين البشر مسألة مستحيلة وقد قال الفيلسوف نيتشه في هذا الصدد - العدالة علمتني أن لا مساواة بين الناس - أما مسألة الجنس فقد حسمها العالم النفساني الألماني كذلك - فرويد- من خلال تحليلاته الفذة التي أقنعت العالم الغربي برمته وجعلته يبتكر ويبدع ليتخلص من الإرث القديم الذي أدرك أنه هو السبب في كل معضلاته المختلفة فقام ليغير المفاهيم القديمة بأخرى جديدة فعمت الحرية الجنسية وتم وضع الجنس متساويا مع الإحتياجات البشرية الأخرى للإنسان جسديا وروحيا فاستقامت لديهم الصحة النفسية للإنسان في كل البلاد الأوربية . ليتم تهميش الدين ووضعه في الخانة التي لا تتدخل في شؤون الناس الحياتية .
142
|
4 - قضية
|
العدد: 552554
|
ناس حدهوم أحمد
|
2014 / 6 / 4 - 00:03
|
بناء الإنسان الأوروبي الجديد كانت له خلفيات تاريخية وانتشار الحرية والديمقراطية كانتا نتيجة لأحداث وأخطاء وجرائم إقترفتها الكنيسة في حق المفكرين الأحرار الذين دفعوا ثمنا باهضا وصل إلى فقدان حياتهم فداءا للحقائق العلمية التي اكتشفوها وأثبتوا صحتها وهذا ما جعل الدين في حياة الإنسان الغربي ليس أساسيا كما في عالم الشرق العربي ومناطق أخرى من العالم . ولا يتسع لنا المقام هنا في هذه العجالة لتحليل الوقائع التي جعلت من الغرب حضارة أبهرت العالم بينما العالم العربي لا يمكن مقارنته بالعالم الغربي بشكل أو بآخر ولو من باب الإستئناس . فنحن العرب دائما كنا ولا زلنا في آخر القاطرة الإنسانية بسبب تخلفنا عن الركب الحضاري العام ولن نعثر أبدا على أي إقلاع إقتصادي كان أو إجتماعي أو حضاري ما لم نجد الوسيلة التي تخلصنا من الماضي والإرث الديني .
128
|
5 - قضية
|
العدد: 552558
|
ناس حدهوم أحمد
|
2014 / 6 / 4 - 00:27
|
ففي الغرب مثلا توجد هناك مساواة كاملة بين الرجل والمرأة . أما في العالم العربي فلا مساواة لدينا حتى بين الرجل والرجل وبين المرأة والمرأة فما بالك بالمساواة التي تجعل المرأة ندا للرجل . لأن الغرب لم يعد للدين مكانا في تشريعاته المدنية إذ يحق للمواطن والمواطنة عقد الزواج دون الحاجة إلى الكنيسة فقط بلدية المدينة تفي بالغرض . أما نحن العرب فالشرط الديني أساسي في هذه الصفقة . ناهيكم عن الأشياء الأخرى لا داعي للخوض فيها من خلال هذا الرد . وتفاقم اللامساواة بالنسبة للمرأة العربية أمر مقدس بينما في الغرب المسألة معكوسة . المرأة العربية تغطي جسدها وووجهها أيضا في حين المرأة الغربية تستطيع أن تسافر لوحدها أو مع حبيبها أو صديقها دون أن تعترضها أي عقبة .
154
|
6 - قضية
|
العدد: 552560
|
ناس حدهوم أحمد
|
2014 / 6 / 4 - 00:31
|
ففي الغرب مثلا توجد هناك مساواة كاملة بين الرجل والمرأة . أما في العالم العربي فلا مساواة لدينا حتى بين الرجل والرجل وبين المرأة والمرأة فما بالك بالمساواة التي تجعل المرأة ندا للرجل . لأن الغرب لم يعد للدين مكانا في تشريعاته المدنية إذ يحق للمواطن والمواطنة عقد الزواج دون الحاجة إلى الكنيسة فقط بلدية المدينة تفي بالغرض . أما نحن العرب فالشرط الديني أساسي في هذه الصفقة . ناهيكم عن الأشياء الأخرى لا داعي للخوض فيها من خلال هذا الرد . وتفاقم اللامساواة بالنسبة للمرأة العربية أمر مقدس بينما في الغرب المسألة معكوسة . المرأة العربية تغطي جسدها وووجهها أيضا في حين المرأة الغربية تستطيع أن تسافر لوحدها أو مع حبيبها أو صديقها دون أن تعترضها أي عقبة .
155
|
7 - ألرأسمالية التى ازدادت شراسة
|
العدد: 712418
|
ركاش يناه
|
2017 / 2 / 21 - 20:47
|
ألرأسمالية التى ازدادت شراسة _________________
هى التى تأوى السيدة ألدكتورة من حكام بلدها ( مصر ) الذين شردوها ، و من اخوتها فى الوطن ( المصريين ) المؤمنين الذين فتوا بكفرها و وجوب قتلها
ألرأسمالية التى ازدادت شراسة ... ، اختارت المرأة لاعلى المناصب السيادية ( اليزابيث و تاتشر و ميركل ) ، و الاكاديمية ، و الاعلامية ، و الادارية
ألرأسمالية التى ازدادت شراسة .... ، هى من تدفع تذكرة طيارة الدكتورة ، و غرفتها بالفندق ، و قدح القهوة الكابتشينو ... كيما ينشكح مزاج الدكتورة ( السلفية المُتخفية ) قبل ان تتنحنح فى مؤتمرات الكُفار .. و تُلقى محاضراتها المسمومة فى ذم الكُفار و مجتمعاتهم
مرارتى اتفقعت بجد
.....
53
|
هل ترغب
بالتعليق على الموضوع
؟
|