نحن جيل الحرب وما بعدها

قحطان الفرج الله الوائلي
2011 / 2 / 25


الكل سافر كي يعود، وأنت عدت كي تسافر ...........هكذا ودعني صديقي المبدع حسين القاصد، وأنا اغادر بلادي للمرة الثانية والتي تركتها منذ عام، ونصف للدراسة في القاهرة، ولكني حملتها في فؤادي وناظري لعلي أعود لأجدها جديدة كما صارت تدعى ...وعدت فعلا، ولكن ليس بمحض إرادتي بعد اندلاع ثورة الشباب بمصر في ال( 25) من يناير فوجدت بلدي قد ضلت الطريق فلا جديد إلا الخراب، ولا عتيق إلا البشر فقد شاخ نخيل العراق وشابت عراجينه، واحدودب ظهر الفراتين وبان طميهما، وهجر الاهور الماء وصوت الحجل، والدراج، ومواويل الابوذيات .
لم يبق إلا نحيب ((الريل)) الذي ثقلت خطاه وهو يخترق أفق العراق ,وأنا اقلب ناظري في بلادي يعتصر ضميري ألماً، وأقول مستفهما: لماذا نحن هكذا ؟نقدم واحدة وآلاف الخطأ إلى الوراء .........وهل نحن امة عظيمة حقا ؟ وهل نستحق أن ننسب إلى الذين صنعوا تاريخ مجد اسمه العراق .
كنت اروي لمن جالسني بأني عراقي وافتخر ومازلت على هذا لا أحيد أبدا . ولكن لو نطق العراق فهل يفتخر بنا هو أيضا ؟ ؟؟
فماذا قدمنا ؟ ماذا نريد؟ وماذا يراد بنا ومنا!!
عراقنا يحيا بجسد دون روح ,فروحه ترفرف على من أضاف له لا على من يأخذ منه فقط , روحه ترفرف على من صنعوا كنوز مجد لا على من يسرقوه , ماذا بعد السبع العجاف هل ثمة طيف أمل يعيد البسمة إلى النخيل ويصنع من كاحل هذا الليل كحلا لعيون طال بها نزف الوطن .
انه مجرد أمل وهل بعد السبع العجاف عراق جديد؟ وهل تخلصنا من الدكتاتورية لنسقط في حمى الديمقراطية المزيفة؟ وهل المركزية عار وفسق الفدراليات هي إمارات للمشايخ والمعممين والولاة الجدد نعيد فيها عصر بني أمية ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
صدقوني كل ما يحصل في العراق الآن هو دعارة سياسية باسم الديمقراطية، والتعددية، والمحاصصة، والمشاركة التي صنعت من الجهلة حكاما، وقادة لا يعون شرف مسؤولية الراعي برعية .
فُصَلَ العراق ،الذي صار يدعى بالجديد على مقاس حاكميه ثلاثة نواب لأنهم ثلاثة وكلهم يخاف غدر الآخر !
وأربعة نواب لأنهم أربعة كروش دون عمل سوى الزعيق .
عاث صدام في البلاد فساد، وكنا نحلم، ونحن في الإعدادية بكهرمانة البغدادية قادمة بجرتها الشهيرة لتصب الزيت على المفسدين، واللصوص, وقد تأخرت لثلاثة عقود وجاءت بزيت أمريكي مستورد لتسكبه على رؤوس أهل العوجة العوجاء وتخرج صداما بلحيته القذرة المتعفنة نمراً من ورق فهل تستفيق كهرمانة مرة أخرى ؟ وماذا سيكون ماركة ذلك الزيت؟
وهل سنظل نحلم وقد شاخت أمانينا وتحولت أحلامنا إلى كوابيس فما نشاهده في عتمة بغداد نشاهده عند اصطفاف الأجفان أيضا ؟
كنا ندرك أن الطاغية قد قتل الوطن، وسلمه رمادا إلى القادمين من المجهول، وهم الآن يحاولون قتل الوطنية فينا بذريعة الديمقراطية والمشاركة، والمحاصصة ...........وعدنا نهاجر إلى غير رجعة نتسول جنسيات البلدان المتحضرة فهل ثمة أمل يلوح؟ وهل سيولد الوطن من رحم من لا وطن له ؟؟وهل تعلو دمعة من الوجنتين لتسكن الأحداق من جديد ؟وهل يُجر صدع ضُيع به جيلاً صار يدعى بجيل الحرب وما بعدها ...........

حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي