![]() |
غلق | | مركز الدراسات والابحاث العلمانية في العالم العربي | |
![]() |
خيارات وادوات |
عبدالامير الركابي
2025 / 5 / 30
لم يعدم من يسمون انفسهم بالحزب الشيوعي الوسيلة التي تكرس حضورهم كقوة خادمه للمشروع السياسي الامريكي النافي للكيانيه وللدولة في العراق، فاصروا على دمقرطة مايعرف بالعملية السياسية الطائفية من بدايتها، وذهبوا مؤخرا وعلى وقع الانتخابات القادمه لتشكل نوع من التحالف الانتخابي العريض، ضم من هب ودب، بعد تحالفهم الفاشل "سائرون" الذي انتهى بانسحاب عموده الفقري التيار الصدري من المهزلة الحثالية الحالة على العراق، ضمن حالة لم يسبق ان عرف العراق لها مثيلا، حتى في الحالات الفنائية التاريخية عندما كانت الدورات والانبعاثات تنهار لاسباب بنيوية تاريخيه، فيدخل هذا الموضع التاريخي البدئي حالة الغياب كما حدث بعد انهيار بابل، كما بعد سقوط بغداد في القرن الثالث عشر.
والمفترض ان من نشير اليه على انه "الحزب الشيوعي العراقي"، هو من بين القوى الحاضرة في المشهد السياسي الحالي، الاعرق من بينها كاسم، بغض النظر عن كونه مجرد سرقة لهيكل غاب وانتهىت اسبابه من الوجود من الستينات، بفعل ثورة 14 تموز 1958 حين واجه هو واجمالي "الوطنية الايديلوجية الزائفة" المرتكزة للمفهوم الانكليزي الويرلندي للكيانيه الحديثة العراقية، المهمه الكبرى النطقية الذاتيه التاريخيه، العائدة الى، والمرتبطة بالتشكلية التاريخيه المبتدئة من القرن السادس عشر كعملية انبعاث ثالث راهن، بعد الاول السومري البابلي الابراهيمي، والثاني العباسي القرمطي الانتظاري المنتهيان، او الخروج كما قد حدث من الفعالية التاريخيه، بعد تغير آليات الاصطراعية بين اللاارضوية المنبعثة جنوبا سومريا تكرارا، والبرانيه المتعاقبة على عاصمة الامبراطورية من هولاكو حتى الاحتلال الانكليزي الالي بعد البرانيه الريعية الشرقية، ومن ثم الطور الريعي الاخير"الدكتاتوري"، حين تغيرت اشكال الاصطراعية التشكلية، متعدية العناصر الذاتيه المحلوية، مع انفتاح باب الحروب والصراع الافنائي الاحترابي الذي لايتوقف كشكل متاخر من اشكال العيش على حافة الفناء، التي هي خاصية علاقة هذا الموضع من المعمورة بالبيئة والطبيعة بدئيا تاريخيا.
وما كان واردا باية حال وقتها والى اللحظة الراهنه، انتقال القوى الايديلوجية، وبالذات القومية واليسارية الشيوعية، عدا الليبرالية الشعبوية التي فضلت الذوبان الطوعي والانحلال التنظيمي(1) في اللحظة المفترض فيها غلبتها بحكم مايعرف على انه "الثورة الوطنيه البرجوازية عام 1958" مدللة على حساسية عالية بالاشتراطات التاريخيه، وان يكن حدسا لم يصل للاسف درجة التعبيرية المتكاملة، ولا العليّة السببية ، بينما استمرت "الافندوية" الذهنيه النقلية، المتماهية ببغاويا مع الغرب، خارج الديناميات التاريخيه، وقد تحولت الى قوة مضادة للجوهر البنيوي التكويني للاارضوية، صيغة ونوع النمطية العراقية التاريخية.
فقد ظل بالامكا ن بعد انتهاء الشيوعية الاستبدالية اللاارضوية القرمطية الكوراجينيه العراقية المؤسسة في سومر / الناصرية، بمقابل الافندوية البغدادية، مواصلة الايهامية الايديلوجية، مادامت النطقية التاريخيه العراقية غائبة لم تحضر بعد،ومادامت الصيغ الايهامية الايديلوجية المستعارة قادرة على السطو على التاريخ اللاارضوي ايحاءا من ناحية، والاستناد للتبريرات العالمية بما خص اليسارية والشيوعيه كما مكرسة ابان طور التغلبية النموذجية الاوربية من ناحية، ماقد اخر الى الان احتمالية انبثاق النهضة الكبرى اللاارضوية الذاتيه المنتظرة، حتى مع ظهور وجهات نظر واراء متاخرة، تقول بانتهاء جدوى الظاهرة المعروفة بالشيوعيه، اليوم وهو تيار صار يحظى بالاهتمام، كما يعرف تعبيرات كتابيه ليست عرضية(2).
وبحسب المنظور المستعار المتماهي بلا تفكرية ذاتيه، مع النموذجية الغربيه الحديثة، فان العراق الفعلي لاوجود له، ومن ثم فان الاليات التي ترافق وميزت خاصياته هي الاخرى منكرة وخارج النظر حكما، وبحسب " الحداثة" الويرلنية البريطانيه كيانيا، فان العراق الحالي هو ماقد قرره الانكليز ومرويتهم التي تجعل منه حاضرا منذ القرن التاسع عشر، ليتحول الى وطن حديث مرتبط بالظاهرة الراسمالية وقوانينها، علما بان هذا الموضع من المعمورة بدا بالانبعاث منذ القرن السادس عشر، قبل الانقلاب الالي الاوربي، ومر بحقبتين قبل حضور الاحتلال الانكليزي، الاولى قبلية ابرز مظاهرها "اتحاد قبائل المننتفك" 1530 ،وثانيه انتظارية نجفية صارت حاضر بعد القرن الثامن عشر، على اثر الثورة الثلاثية 1787 التي حررت العراق من جنوب بغداد الى الفاو، وذلك اتفاقا مع القانون الناظم لتشكل هذا الموضع الكوني الازدواجي المجتمعي الاصطراعي اللاارضوي، الارضوي بدوراته وانقطاعاته من جنوبه/ سومر في الدورة الاولى، ومن الكوفة والبصرة في الثانيه.
ومن الخاصيات الاهم في التشكلية العراقية التاريخيه، كونها اعلى على مستوى الادراكية من الطاقة المتاحة للعقل البشري على الاحاطة عراقيا وعالميا، فلاتتوفر الاسباب على طول التاريخ الدوراتي الانقطاعي الاطول بين التواريخ البشرية، الاسباب الضرورية لادراك الذاتيه المتعدية للكيانيه المحلوية "الوطنيه" و "القومية" الارضوية، والتي لاتتححق الا كونيا وقت تتوفر الاسباب لمثل هذا الانقلاب النوعي البشري، بعد الانتاجوية اليدوية وماتفرضة من نمطية مجتمعية جسدوية، حين تبدا الوطنيه والقومية، الكيانات الملائمه لاشتراطات اليدوية بالتراجع كضرورة، فتدخل زمن انتهاء الصلاحية، بعكس ماتشيعة التوهمات الارضوية الغربيه المشحونه بمتبقيات الارضوية تصورا وادراكا.
ومع التتابعية التشكلية للاله، من المصنعية الى التكنولوجية، والتكنولوجيا العليا، وهو مسار بنيوي حتمي يخالف الاعتقاد التوهمي المروج عن وحدانية الالة، تاخذ اسباب انبثاق المجتمعية الثانيه مابعد اليدوية هي الاخرى بالتبلور، علما بان هذه لاتكون في حينه ظاهرة او يمكن الاستدلال عليها بعد، بحكم رسوخ متبقيات النظر الارضوي الالي، وماتكرسه الارضوية الاوربية الاليه من منظورات ومفاهيم، تزيد في صعوبة التعرف على الجوهر والحقيقة الانقلابية الاليه مجتمعيا.
ويدلنا مامنوه عنه اعلاه الى كون المطلوب من الكمال الضروري الانقلابي التصوري الاعقالي لهذه الجهه، ولاجل استكمال اسباب الانقلابيه الالية مع بلوغها صيغتها التكنولوجية، هي مهمه موضع اخر غير الارضوي الاوربي، حتى بصيغته الازدواجية الاصطراعية "الطبقية" الاعلى ديناميات ضمن صنفها، وان الموضع المتعذر ادراكا ضمنا وتاريخيا، والمدخر لاداء هذه المهمه العظمى، هو ذلك الذي وجد اصلا متعديا للكيانيه والوطنيية بدئيا، وظل بلا نطقية يمارس الاستبدال قبل النطق، ففي العصر الحديث وابان ظهور "اتحاد قبائل المنتفك" اجتمعت القبائل الثلاث الكبرى التي شكلت الاتحاد( حميد، والاجود، وبني مالك)، وقررت في 1530، بما انها لاتنتج سلطة من داخلها، استجلاب من يقوم بمثل هذه المهمة عنها من خارجها، حتى لو اعتقد بسبب طبيعته التغلبية القبلية العادية، غير تلك العراقية التي لاتنتج من داخلها تمايزات ملكية اوسلطوية، فكان هؤلاء هم "ال شبيب" واحفادهم لاحقا "ال السعون"، جيء بهم من صفوان جنوبا، كي يمارسوا مايعتقدونه توهما زعامه، هي واقعا وممارسة محكومة لاشتراطات الاستبدال اللاارضوي.
ـ يتبع ـ
إشترك في تقييم هذاالموضوع تنويه ! نتيجة التصويت غير دقيقة وتعبر عن رأى المشاركين فيه |
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() |
1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 |
جيد جدا
![]() |
|||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
النتيجة : 100% | شارك في التصويت : 1 |